رأت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي أن "مخاطر اندلاع نزاع اتني مرتفعة جداً" في دولة جنوب السودان التي تشهد معارك عنيفة بين فصائل في الجيش. وأعربت بيلاي في بيان عن قلقها الشديد "إزاء سلامة المدنيين العالقين وسط المعارك" ومن مخاطر "مرتفعة للغاية" من أن تتخذ المعارك الدائرة في هذه الدولة الفتية "بعداً اتنياً" وأن "تؤدي الى وضع خطر". وأضافت أنها تلقت "معلومات تشير إلى سقوط قتلى مدنيين في (العاصمة) جوبا بسبب انتمائهم الاتني".
ويأتي بيان مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان فيما تتواصل الاشتباكات وأعمال العنف بين جنود جيش جنوب السودان. وسيطرت قوات متمردة موالية لرياك مشار، النائب السابق لرئيس جنوب السودان سيلفا كير، على مدينة بور الواقعة على مسافة 200 كيلومتر شمال جوبا التي تتواصل فيها المعارك. وقال الناطق باسم الجيش فيليب أغور إن "جنودنا فقدوا السيطرة على بور لحساب قوات رياك مشار في وقت متأخر من ليل الأربعاء"، مضيفاً: "جرى اطلاق نار خلال الليل... ولم تردنا معلومات حول الخسائر او النازحين في البلدة لان العمليات (العسكرية) لا تزال متواصلة".
وكان الرئيس سيلفا كير قد اتهم نائبه السابق رياك مشار بتدبير محاولة انقلابية، الأمر الذي نفاه مشار. وينتمي كير إلى قبيلة الدينكا فيما ينتمي مشار إلى قبيلة النوير، وللقبيلتين حضور قوي داخل جيش جنوب السودان. وأدت الاشتباكات بين الجنود المتقاتلين إلى مقتل نحو 500 شخص وإلى حركة نزوح كبرى. ففي جوبا، لا يزال نحو 20 ألف شخص، لا سيما من النساء والأطفال، موجودين في مباني الأمم المتحدة. وفي شمال جوبا نزح نحو عشرة آلاف شخص إلى مباني الأمم المتحدة في مدينة بور.
ما الذي يجري في جنوب السودان الذي أبصر النور كدولة مستقلة في تموز (يوليو) 2011؟ هل هي محاولة انقلاب فشلت؟ أم اشتباكات قبلية؟ وهل تتطور الأحداث إلى حرب أهلية؟ فادي الهاروني طرح هذه الأسئلة على المهندس تاج الدين الخزين، المستشار في مركز جنوب الصحراء للاستشارات في أوتاوا، وهو سوداني كندي.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.