خطوة جديدة على طريق مشروع بناء خط انابيب النفط "نورذرن غيتواي" الذي يمتد بطول 1200 كيلومتر بين مقاطعتي البرتا وبرتيش كولومبيا.
فقد اعطت لجنة فدراليّة خاصّة موافقتها على المشروع ولكنها فرضت ما يزيد على 200 شرط لتنفيذه.
وكان المشروع الذي تقدّر كلفته بثمانية مليارات دولار قد اثار الجدل وتراوحت المواقف منه بين الرفض والانتقاد والتأييد. وقد أثار اعتراضا بصورة خاصّة من قبل السكان الأصليين ودعاة البيئة.
ويتيح خط الأنابيب نقل النفط من الرمال الزفتيّة في مقاطعة ألبرتا إلى مقاطعة برتيش كولومبيا ، ويتيح امام النفط الكندي النفاذ ، فضلا عن السوق الأميركيّة إلى السوق الآسيويّة.
و لم تنجح الشروط التي فرضتها اللجنة الخاصّة لدراسة المشروع في طمأنة السكان الأصليين الذين يعترضون منذ البداية عليه ولم ينجح في طمأنة دعاة البيئة الذين طالما أبدوا قلقهم حياله.
يتحدّث الصحافي سيلفان باسكارون من القسم الفرنسي في تلفزيون راديو كندا عن المشروع فيقول إن الموافقة عليه من قبل اللجنة الخاصّة شكّلت ضربة لمعارضيه رغم التأكيد بأن خطر حدوث تسرّب نفطي محدود جدا. ويتابع باسكارون قائلا:
فرضت اللجنة مئتين وتسعة شروط لتضمن أن يصب المشروع في مصلحة الكنديين. فقد فرضت على شركة انبردج وضع خطة لحماية الحيوانات الثدييّة البحريّة والقيام بتمارين احترازيّة تحسّبا لحصول تسرّبات نفطيّة، وبناء أنظمة لاستبقاء البيتومين في حال حدوث تسرّب، وتقديم ضمانة ماليّة بقيمة 950 مليون دولار.
وأما بالنسبة للآثار والمضاعفات التراكميّة على حيوان الكاريبو وعلى دب الغريزلي فقد اعتبرت اللجنة أنها ستكون محدودة للغاية.
كل هذه الشروط لم تثبط من عزيمة شركة انبردج التي أكّدت استعدادها للالتزام بها . والواضح أن صناعة النفط ترغب في النفاذ إلى الأسواق الآسيويّة وتأمل بأن ترتفع أسعار النفط نظرا لارتفاع الطلب عليها.
لكن ردود الفعل اختلفت في الجانب الآخر، ولاسيما في أوساط السكان الأصليين ودعاة البيئة كما يقول الصحافي سيلفان باراسكون الذي يوضح بأن السكان الأصليين أكدوا على حقّهم التقليدي في الأرض ولا سيما في الجزء الذي يمر به خط الأنابيب:
نحن مستعدون لمقاومة هذا المشروع بكل الوسائل وأمام المحاكم، كما تعهّد به ممثل الأمم الأوائل في مناطق الساحل. وأما دعاة البيئة، الذين يتخوّفون من أن يؤثّر أي تسرّب نفطي بصورة دائمة في النظام البيئي، فيرون من جانبهم أن الحل الأفضل يكمن في منع بناء خط الأنابيب.
وقد رحّب وزير الموارد الطبيعيّة الكندي جو اوليفر بتقرير اللجنة الخاصّة التي نظرت في المشروع. وأشار إلى أن الحكومة ستبحث فيه بدقّة وستتخذ قرارها بعد التشاور مع السكان الأصليين.
ويتحدّث الصحافي في راديو كندا ومحرّر الأخبار الاقتصادية جيرلد فيليون عن اهتمام شركات النفط الكنديّة بالأسواق العالميّة ورغبتها في تطوير سبل نقله إلى هذه الأسواق و يضيف شارحا:
حاليا، يقدّر إنتاج النفط في غرب كندا ب 3 ملايين برميل في اليوم وفق معطيات عام 2012. وترغب الشركات في رفع الإنتاج إلى 5 ملايين و900 ألف برميل في اليوم بحلول العام 2025 ، أي مضاعفة الانتاج الحالي خلال السنوات العشر المقبلة.
وبالنسبة لمشروع نورذرن غيتواي، فإنه يتيح نقل 525 ألف برميل نفط يوميا.
وثمة مشروع آخر، كيستون أكس أل، يهدف لنقل النفط من مقاطعة البرتا إلى سواحل خليج المكسيك في جنوب الولايات المتحدة. والمشروع مثير للجدل وقد رفضه الرئيس اوباما العام الماضي، ومن المتوقّع أن يطرح مجددا على بساط البحث العام المقبل 2014. ويلقى المشروع معارضة حادّة من قبل دعاة البيئة.
وفي حال الموافقة عليه، يتيح نقل 800 ألف برميل يوميا من كندا نحو الولايات المتحدة.
وهنالك مشروع ترانس كندا لمد خط أنابيب لنقل النفط من مقاطعة البرتا إلى مقاطعتي كيبيك ونيوبرنسويك في وسط الشرق الكندي. و يتيح المشروع نقل مليون و100 ألف برميل في اليوم.
هذا بالنسبة للنقل عبر خطوط الأنابيب. يضاف إلى ذلك النفط المنقول بالقطارات كما يقول الصحافي جيرالد فيليون:
حاليا،يتم نقل 100 ألف برميل نفط في اليوم بواسطة القطارات ، وسيرتفع الرقم إلى مليون و100 ألف برميل العام المقبل 2014. وهذا خير دليل على أن الجهود تنصب ايضا على نقل النفط بالقطارات.
والجهود واضحة وقد رأينا ما جرى الصيف الماضي في مدينة لاك ميغانتيك يقول فيليون في إشارة إلى حداثة انحراف قطار محمّل بالنفط عن خطّه أثناء مروره في المدينة. وأدى الانحراف إلى احتراق عربات القطار وتسبّب في وقوع 47 قتلا وفي تدمير وسط المدينة التجاري.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.