ميخائيل خودوركوفسكي في برلين بعد إخلاء سبيله

ميخائيل خودوركوفسكي في برلين بعد إخلاء سبيله
Photo Credit: أ ف ب / كليمانس بيلان

من الصحافة الكندية: حول السجناء السياسيين حول العالم

استمعوا

تحت عنوان "سجناء" كتب فرنسوا بروسو مقالا في صحيفة لودوفوار جاء فيه : كم عددهم في العالم هؤلاء الذين يرزحون في غياهب السجون لأسباب سياسية وخاصة لأنهم وبكل بساطة عارضوا سلطة تعسفية أو ديكتاتورية أو عدوة.

هناك المئات منهم في بورما وهي دولة تبدي انفتاحا وليبرالية منذ نحو من سنتين على ما يعتقد.

وفي إسرائيل هناك مئات السجناء الفلسطينيين الذين يستخدمون كعملة تبادل للحكومة الإسرائيلية التي تطلق سراحهم بالقطارة حسب الموجبات السياسية الظرفية.

في الصين، الاعتقالات هناك شبه يومية وفي السجون الصينية ما يقرب من ألفين إلى ثلاثة آلاف شخص معتقلين بسبب مطالبتهم بحرية التعبير أو بنظام سياسي آخر.

هذه بالمختصر ثلاث حالات لسجناء سياسيين من ثلاث قارات مختلفة احتلوا صدر صفحات الأنباء طيلة العام الحالي.

ميخائيل خودوركوفسكي الذي أخلي سبيله بقرار عفو من الرئيس الروسي الجبار فلاديمير بوتين يوم  الجمعة لم يكن بهذه البراءة.

فقد اكتسب ثروة كبيرة من البترول في التسعينات بصورة سريعة جدا في فترة الفوضى خلال زعامة بوريس يلتسين الذي قاد مرحلة التحول ما بعد الاتحاد السوفياتي السابق نحو رأسمالية دون قيود.

وأراد خودوركوفسكي لعب دور سياسي وهو يقول بهذا الخصوص إنه يرغب بالدعوة لقيام مجتمع حقيقي مدني مستقل في روسيا.

ومن هذا المنطلق مساعداته لمجموعات معارضة مختلفة التي كانت تحاول مطلع العام ألفين أن تقاوم نظام الرئيس بوتين الذي كان يأخذ مكانه هناك.

ومع بعض الفروقات كان خودوركوفسكي يجد نفسه على غرار بعض كبار بارونات الرأسمالية الأميركية في القرن التاسع عشر الذين بفضل ثرواتهم لعبوا دور المحسنين الاجتماعيين والثقافيين وهو تصرف لا يمكن التسامح معه بالنسبة لفلاديمير بوتين الرئيس الجديد لروسيا الذي عمل على إدانة خصمه المحتمل بعقوبات قاسية خلال محاكمات مزيفة سياسة الطابع ومعدة سلفا.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعلن نبأ إخلاء سبيل خودوركوفسكي
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعلن نبأ إخلاء سبيل خودوركوفسكي © أ ف ب /أليكسي نيكولسكي

وهكذا أضحى خودوركوفسكي السجين السياسي الروسي بامتياز أو "الرجل الزائد" رمز العداء لنظام سلطوي جديد على غرار ما فعله الكاتب ألكسندر سولجينيتسين في مواجهة السوفياتية.

ويتابع فرنسوا بروسو في صحيفة لودوفوار مقاله بالقول غير أن إخلاء سبيله عشية ميلاد 2013 هو من "عمل الأمير" على غرار توقيفه في عام 2003 وإدانته في عام 2005 .

ويختم فرنسوا بروسو مقاله في صحيفة لودوفوار بالقول:

وإذا كان خودوركوفسكي "الأوليغارشي القذر" قد أصبح رمزا للديمقراطية بسبب القمع والشجاعة (فهو لم يهرب للخارج في عام 2003 رغم أنه كان يستطيع ذلك) فإن إخلاء سبيله غير المتوقع وتوجهه السريع نحو ألمانيا يظهران في المقابل النصر الذي حققه بوتين عشية الألعاب الأولمبية في سوتشي في ختام سنة حقق فيها بوتين مجموعة من المكاسب يختم فرنسوا بروسو.

فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.