عضو مجلس العموم في أوتاوا عن إحدى دوائر مونتريال ماريا موراني نشرت رسالة في 18 ديسمبر الحالي بعنوان "لم أعد استقلالية"

عضو مجلس العموم في أوتاوا عن إحدى دوائر مونتريال ماريا موراني نشرت رسالة في 18 ديسمبر الحالي بعنوان "لم أعد استقلالية"
Photo Credit: راديو كندا

من الصحافة الكندية: التحول إلى الفدرالية

استمعوا

"لم أعد استقلالية"، كتبت النائبة الفدرالية ماريا موراني الأسبوع الفائت، فسارعت وسائل الإعلام لتعنون "موراني أصبحت فدرالية"، كما لو أن فكرة الفدرالية تُختزل برفض الانفصال، كتب أندريه برات، كاتب العمود في صحيفة "لا بريس" الصادرة بالفرنسية في مونتريال، في مستهل مقالة بعنوان "التحول إلى الفدرالية". وللتذكير، في أيلول (سبتمبر) الفائت قامت الكتلة الكيبيكية، وهي حزب استقلالي على المستوى الفدرالي، بفصل النائبة اللبنانية الأصل ماريا موراني من صفوفها بعد أن أعلنت رفضها العلني لمشروع شرعة العلمنة الذي تقدم به الحزب الكيبيكي الاستقلالي الحاكم في كيبيك. ورفضت موراني الشرعة بسبب ما جاء فيها من حظر على ارتداء الرموز الدينية لموظفي القطاعين العام وشبه العام.

الفدرالية فلسفة سياسية أكثر غنى بكثير من مجرد معارضة المشروع الاستقلالي الكيبيكي، يقول برات. وأن يكون الإنسان فدرالياً يعني في البداية أن يكون مقتنعاً بأن هذا النظام هو أفضل السبل لحكم مجموعات كبيرة معقدة مثل كندا والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال. فالصيغة الفدرالية تتيح لمجموعات مناطقية أو لغوية أو دينية مختلفة أن توحد قواها لبلوغ أهداف مشتركة، مع حفاظ كل مجموعة على خصائصها، يقول الكاتب.

وفي مقاطعة كيبيك غالباً ما يتواجه مفهوما "الفدرالية" و"القومية (الكيبيكية)". لكن الفدرالية ليست ضد الحفاظ على الهويات القومية، بل على العكس من ذلك الفدرالية وُجدت تحديداً لأن أمماً أرادت أن تتحد دون التضحية بشخصية كل واحدة منها، يقول برات.

الفدرالية هي التجسيد السياسي لقيم عميقة: استحسان التنوع، والاقتناع بأن التسوية فضيلة وليست علامة ضعف، واليقين بأن العمل معاً يعود على الأفراد والمجتمعات بالثراء المتبادل، وفكرة أن مجموعات متقاربة من حيث القيم وطرق العيش يتوجب عليها من الناحية الأخلاقية أن تعيش معاً بسلام وأن تكون مثالاً يُحتذى به في العالم. فإذا كان الناطقون بالإنكليزية والناطقون بالفرنسية في كندا غير قادرين على التعاون من أجل الخير المشترك، فكيف يمكن عندئذ أن نأمل في أن ينجح الإسرائيليون والفلسطينيون في ذلك؟ أو أن ينجح فيه المسلمون والمسيحيون في جمهورية إفريقيا الوسطى؟ أو العلويون والسنة في سوريا؟ يتساءل أندريه برات.

يؤخذ على الأنظمة الفدرالية تسببها بمشاجرات لا تنتهي بين مستوييْ الحكم. لا عجب في ذلك، فالعلاقات بين الأمم غالباً ما تكون صعبة، والفدرالية لا تلغي النزاعات لكنها تسمح بإدارتها بشكل سلمي وبإيجاد حلول فعالة لها، يقول برات.

يحلو للاستقلاليين في كيبيك وضع كل مشاكل المقاطعة على ظهر النظام الفدرالي، من "التسويات اللامعقولة إلى التلف اللاحق بجسر شامبلان"، لكن حججهم "كاريكاتورية"، إذ ما من نظام حكم كامل، يقول برات. وإذا كان الاستقلال مفتاح الازدهار والعدالة الاجتماعية، كيف يمكن شرح أن كيبيك، وهي مقاطعة في كندا، هي أكثر ثراءً من غالبية الدول المستقلة حول العالم وأكثر مساواةً منها، يتساءل برات.

الفدرالية في عالم اليوم أكثر ملاءمة من أي وقت مضى، لكنها أيضاً فكرة معقدة "يتطلب تطبيقها، من المحكومين، استخداماً يومياً لأنوار عقولهم"، يقول برات مستعيراً كلاماً للفيلسوف السياسي والمؤرخ الفرنسي ألكسي دي توكفيل.

استقلاليون كثر في كيبيك أصبحوا فدراليين، والعكس صحيح، يقول برات. لكن هذا التحول يستغرق عادة بعض الوقت، و"السيدة موراني قامت بالخطوات الأولى".

فئة:سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.