هزّ بيروتَ اليوم انفجارٌ أودى بحياة السياسي اللبناني محمد شطح، المستشار السياسي لرئيس الحكومة اللبنانية السابق زعيم تيار المستقبل سعد الحريري. والانفجار ناجم عن تفجير سيارة مفخخة أسفر أيضاً عن مقتل مرافق شطح وأربعة أشخاص آخرين وإصابة نحو خمسين شخصاً بجراح.
وشطح وزير مالية سابق وسفير سابق للبنان في الولايات المتحدة، معروف عنه خطابه الهادئ، وكان يتولى العلاقات الخارجية في تيار المستقبل ويمثل الحريري في اللقاءات مع المسؤولين الأجانب وأعضاء السلك الدبلوماسي.
وفي آخر تغريدة له على حسابه على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي قبل حوالي ساعة من اغتياله، انتقد شطح تنظيم "حزب الله" اللبناني المدعوم من طهران والذي يشارك في الحرب الدائرة في سوريا إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، فكتب: "حزب الله يهول ويضغط ليصل إلى ما كان النظام السوري قد فرضه لمدة 15 عاماً: تخلي الدولة له عن دورها وقرارها السيادي في الأمن والسياسة الخارجية".
تيار المستقبل وقوى 14 آذار (مارس) اتهمت ضمناً "حزب الله" بالمسؤولية عن اغتيال شطح. فقال الحريري في بيان إن "الذين اغتالوا محمد شطح هم الذين اغتالوا رفيق الحريري"، وقال رئيس كتلة المستقبل النيابية، رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، في بيان تلاه باسم قوى 14 آذار (مارس) إن "القاتل هو نفسه الذي يوغل في الدم السوري واللبناني، القاتل هو نفسه من بيروت إلى طرابلس إلى صيدا إلى كل لبنان، القاتل نفسه من درعا إلى حمص إلى كل سوريا".
من جهته أصدر "حزب الله" بياناً أدان فيه "بشدة الجريمة النكراء"، ورأى "أنها تأتي في إطار سلسلة الجرائم والتفجيرات التي تهدف إلى تخريب البلد، ومحاولة آثمة لاستهداف الاستقرار وضرب الوحدة الوطنية، لا يستفيد منها إلا أعداء لبنان"، ودعا اللبنانيين إلى "اعتماد العقلانية والحكمة في مواجهة الأخطار التي تحدق ببلدهم"، كما دعا الأجهزة الأمنية والقضائية "إلى كشف الفاعلين وتقديمهم للعدالة".
من قتل محمد شطح؟ ولماذا قُتل؟ وما هي الرسالة التي أرادت الجهة التي تقف خلف اغتياله توجيهها للفريق السياسي الذي ينتمي إليه، أي تيار المستقبل وفريق 14 آذار (مارس)؟ وهل يشكل اغتياله عودة لمسلسل الاغتيالات السياسية في لبنان؟ أسئلة لا أجوبة مؤكدة عليها بعد طرحها فادي الهاروني على النائب والوزير اللبناني السابق الدكتور عبد الله فرحات، أستاذ الحقوق في جامعة القديس يوسف في بيروت.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.