تحت عنوان "الشتاء المسيحي" كتب ماريو روا مقالا في صحيفة لابرس جاء فيه: في يوم عيد الميلاد نفسه هزت أربعة انفجارات حيّا مسيحيا في العاصمة العراقية بغداد ، ووقعت هذه الانفجارات خلال قداس العيد وبعده مباشرة مستهدفة المصلين في كنيسة القديس يوحنا للكلدان الكاثوليك.
وأكثر هذه التفجيرات عنفا قتلت رجالا ونساء وأطفالا كانوا خارجين من مبنى الكنيسة بالإضافة لعناصر من الشرطة مكلفة بحراستهم.
وتسبب مجمل هذه التفجيرات بقتل ما لا يقل عن 40 شخصا وإصابة نحو من ستين شخصا آخر بجراح.
إن عمليات القتل الجماعية، أصبحت شبه مألوفة في العراق. العراق الذي كان مسرحا لأسوأ أعمال العنف العام الماضي منذ عام 2008
فعلى مدى الاثني عشر شهرا الأخيرة، فقد نحو من 6700 شخص الحياة هناك. وغالبية هؤلاء كانوا ضحية للنزاع الطائفي المذهبي بين السنة والشيعة، هذا النزاع الذي شاركت فيه وغذّته مجموعات متطرفة على علاقة بالقاعدة.
ويواصل ماريو روا مقاله في صحيفة لابرس قائلا إن المسيحيين أيضا مستهدفون في هذا النزاع. لنتذكر المجزرة التي وقعت في كاتدرائية القلب الأقدس في بغداد في عام 2010 وذهب ضحيتها نحو من خمسين مسيحيا. ومنذ هذا الوقت بشكل خاص يستمر المسيحيون بالهجرة من العراق ولم يعودوا يشكلون سوى ما يقرب من 300000
شخص وهو عدد أقل أربع إلى خمس مرات من عددهم في عهد صدام حسين، ومن الصعوبة أن نصف الذين يهربون منهم من العراق بأنهم مصابون بالإسلاموفوبيا ومعاداتهم للإسلام.
لكن أين يمكنهم أن يجدوا ملاذا؟ يتساءل ماريو روا.
إن أراضي العراق محاطة بشكل كامل بإيران وسوريا والمملكة العربية السعودية التي تعد من بين أكثر مناطق العداء خطورة على المسيحية.
وتؤكد منظمة "أبواب مفتوحة" غير الحكومية أن من بين اثني عشر
بلدا التي يواجه فيها الإيمان المسيحي الاضطهاد هناك أحد عشر منها مسلم أو واقع تحت سيطرة الإسلام الراديكالي (باستثناء كوريا الشمالية)
وتعرب المنظمة المذكورة عن خشيتها بأن يلي الربيع العربي "شتاء مسيحي"
وفي مواجهة ذلك، لا نجد شخصا في الغرب يندد بمعاداة المسيحية، هذه المسيحية التي تقمع وتقتل في صمت مطبق وخاصة أن المسيحيين ليسوا طرفا في معسكر يمكنه أن يدافع عنهم وليسوا مستعدين للرد بعنف حسب منظمة "أبواب مفتوحة" غير الحكومية التي أعطت العراق مثلا على ذلك.

ويتابع ماريو روا مقاله في صحيفة لابرس متسائلا : أوليس 75 % من عمليات الاضطهاد الديني في العالم تمارس ضد المسيحيين؟
هل تم التنديد كفاية بمجزرة ذهب ضحيتها نحو من 1000 قروي مسيحي هذه المجزرة التي لم يمض عليها سوى أيام قلائل في إفريقيا الوسطى؟

أو ما قبل شهرين فقط، الهجوم الذي نفذه انتحاريان على مدخل كنيسة باكستانية وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 80 شخصا؟ أو الفرز بين مسلمين وغير مسلمين لتوجيههم للموت خلال هجوم على موقع غازي في الجزائر، أو عشرات الأقباط الذين لقوا حتفهم في مصر، أو مقتل 500 مسيحي بالساطور في نيجيريا أو...أو...
ويختم ماريو روا مقاله في لابرس بالقول : في عالم مثالي لن يكون لأي إله أدنى قدر من السلطة للقتل باسمه ، لكننا مع الأسف لا نعيش في عالم مثالي.
ويبدو أن الأزل ما يزال مفتوحا أمام الآلهة الأكثر انتقاما يختم ماريو روا مقاله في لابرس.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.