مرة أخرى لبنان في عين العاصفة في أعقاب اغتيال الوزير اللبناني السابق ومستشار رئيس الحكومة الأسبق محمد شطح وسط رياح تهب من الشمال والجنوب والتخوم وفي ظل تعذر تشكيل حكومة جديدة وانقسام سياسي عميق يزداد حدة يوما عن يوم ويهدد بالأسوأ . وهذه المرة لا تحمل العاصفة للأسف اسم " أليكسا " .
ما هي الأجواء السائدة في لبنان في أعقاب اغتيال الوزير محمد شطح ؟ سؤال طرحته هيئة الإذاعة الكندية على الصحافي اللبناني المسؤول عن قسم الأخبار اللبنانية في صحيفة الأوريان لوجور ميشال توما الذي يقول :
" بالتأكيد الجو متوتر جدا على الصعيدين السياسي والشعبي والناس سئموا من دفع ثمن التوترات الإقليمية سيما وأن هذه التفجيرات تقع عادة في مناطق سكنية وشعبية مكتظة فتتسبب بسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين . وكل انفجار يقع يعيد طرح مسألة الاستقرار الهش السائد في البلد وتتعقد الأمور على الصعيد السياسي خاصة ".
وعن أبعاد هذا الاغتيال وتوقيته يقول الصحافي ميشال توما :
"وقع هذا الاغتيال في وقت يستعد فيه لبنان لمواجهة استحقاقين أساسيين ومهمين خلال الشهر القادم أولهما افتتاح جلسات محاكمة المتهمين في اغتيال الرئيس الحريري في لاهاي في إطار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي شكلها مجلس الأمن الدولي . وقد اتهمت المحكمة خمسة مسؤولين من حزب الله في اغتيال الحريري . أما الاستحقاق الثاني فهو تشكيل الحكومة حيث يسعى حزب الله منذ عدة أشهر إلى فرض شروطه لتشكيل الحكومة وقد ربطت بعض الأوساط اغتيال محمد شطح بهذين الاستحقاقين واعتبرت أنه بمثابة رسالة موجهة في الوقت نفسه إلى رئيس الجمهورية وإلى تحالف الرابع عشر من آذار عشية هذين الاستحقاقين .
ويختم مدير قسم الشؤون اللبنانية في الأوريان لوجور ميشال توما حديثه إلى هيئة الإذاعة الكندية بالقول :
" من المؤكد أن الطريقة التي تم فيها الاغتيال تهدف إلى التسبب بصدمة في أوساط السكان لأنهم لو أرادوا فقط تصفية محمد شطح لكانوا اغتالوه بالرصاص ولكن مجرد القيام بتفجير سيارة مفخخة في منطقة تعج بالفنادق العالمية الكبيرة والمطاعم ، فلا شك أن ثمة رغبة بترويع الناس والتسبب بصدمة في أوساط الشعب وبخاصة في أوساط تحالف الرابع عشر من آذار " .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.