تحت عنوان "سنة عابرة" كتب أنطوان روبيتاي في صحيفة لودوفوار ما يلي: في كيبك، عام 2013 لن يذكره التاريخ كما هي حال عام 2012 إذ أن هذا الأخير طبعنه مجموعة أحداث سياسية من بينها الربيع الطلابي.
أما في ما يتعلق بسنة 2013 فإنها بالحري سنة عابرة ليس إلا.
ففي عام 2013، رغبت حكومة بولين ماروا التي انتخبت في خضم الربيع الشهير، بوضع خاتمة للأزمة الطلابية. فبعد أن منحت الانتصار للمضربين بإلغاء قرار رفع الأقساط الجامعية حاولت حل الأزمة على الطريقة الكيبكية في مثل هذه الحالات : الدعوة لقمة.
وصيغة ربط رفع الأقساط الجامعية بغلاء المعيشة فرض على الطلاب وتبين بالنتيجة أنها تسوية مشرفة.
وإذا تبين في أعقاب الاقتطاعات التي جرت في عام 2012 أن الحكومة مصرة على إعادة الاستثمار في قطاع التعليم فإن عددا كبيرا من المسؤولين في قطاع التعليم الجامعي يبدون قلقهم من عدم تحقيق جميع الوعود الأخيرة.
لأن الوضع المالي في مقاطعة كيبك هش وأكثر ضعفا مما كنا قد اعتقدناه خلال السنوات الأخيرة.
إنه من أهم ملاحظات العام الماضي.

فبعد أن تعهدت حكومة كيبك وبصورة غير حذرة بأنها ستتوصل لإلغاء العجز في الميزانية (العجز صفر) فإنها أي حكومة بولين ماروا اعترفت نهاية عام 2013 بأنها ستسجل عجزا خلال السنتين المقبلتين. إن هذا الموضوع سيحتل مكانا بارزا على الساحة السياسة ابتداء من ربيع عام 2014 في وقت قد تقود فيه المناقشات حول الموازنة في الجمعية الوطنية برلمان كيبك للعودة نحو صناديق الاقتراع.
إن عام 2014 يتابع أنطوان روبيتاي في لودوفوار سيكون عاما انتخابيا. فالفاعلون على الساحة السياسية متشبثون بمواقفهم ما لا يدع أي مجال للشك للتوقعات.
ألا نغامر في أية حال للوصول بعد 17 شهرا أو عشرين شهرا في ما بعد إلى النتائج نفسها التي وصلنا إليها في عام 2012 أي إلى حكومة أقلية؟
كما جرى على المستوى الفدرالي في عام 2006 وعام 2011
إن مقاطعة كيبك وانطلاقا من استطلاعات الرأي تتخبط في مياه يصعب فيها تحقيق إنجازات سياسية براقة.
فعندما تكون هناك حكومة أقلية فإن تلك الحكومة تعيش حالة قلق متزايد فتتردد في قراراتها لأن هاجسها الرئيسي هو الموعد الانتخابي المقبل.
وعندما لا تتصرف فإنها ستحمّل الآخرين مسؤولية إعاقتها. وعندما تتحرك فلأن أهدافها على المدى القريب فقط. وفي مواجهة بقية المستويات الحكومية وخاصة في مواجهة الحكومة الفدرالية فإنها ستجد نفسها في موقف ضعف.
وفي الواقع، هل كان بإمكان حكومة أقلية أن تحقق الثورة الهادئة؟

ويواصل أنطوان روبيتاي مقاله في صحيفة لودوفوار قائلا شيء مؤكد فحكومة مروا وهي حكومة أقلية لن تتمكن على الأقل من تمرير مشروع القانون 60 شرعة الحقوق أو شرعة العلمنة بالطريقة التي صاغته فيه.
وفي حال كانت هناك مفاجئة في عام 2013 فإنها بدون شك الطريقة التي أزاح فيها هذا الموضوع أي شرعة العلمنة عن شاشة الأحداث عمليا كافة المواضيع الأخرى من نهاية الصيف حتى عيد الميلاد.
وهذا لم ينته بعد، فابتداء من الرابع عشر من يناير كانون الثاني المقبل ستنطلق المشاورات حول مشروع القانون 60.
وبالتأكيد فأن حكومة ماروا التي وجدت في هذا القانون فائدة لها تحاول أن تبقيه بين أحداث الساعة وخاصة عندما تتمسك بموقف صلب حيال منع الرموز الدينية في الوظائف العامة.
ورغم أهمية الموضوع فإنه مع ذلك يثير تساؤلات مشروعة من قبل عدد من الكيبكيين.
فالنقاش المحتدم حاليا يظهر إلى أي مدى السياسة في كيبك وفي كندا أضحت صدمة شرعات.
فتشريع السياسة الذي تحقق بفعل قوة في عام 1982 أصبح حاليا تحصيل حاصل.
وأحد كبار ناقدي هذه الطريقة بروفسور القانون المتوفي حديثا مايكل ماندل علق على هذا الوضع في عام 1996 قائلا: نحن أقرب من سيادة القضاة إلى سيادة القانون.
ففي عام 2013 أصبح قضاة المحكمة الكندية العليا ودون خجل قضاة وخصوما في آن معا في قضيتين: أولا عندما حققوا في تواطؤ القاضي بورا لاسكين خلال نقل الدستور الكندي التي كشف عنها فريديريك باستيان في كتابه الشهير معركة لندن المنشور في دار نشر Boréal
والقضية الثانية هي قضية تعيين القاضي مارك نادون غير الشرعية عندما يقرر القضاة الثمانية الباقون سلبا أم إيجابا تعيين زميلهم عضوا في المحكمة العليا.
ويختم أنطوان روبيتاي مقاله في لودوفوار بالقول إذا اعتبرنا عام 2013 سنة عابرة لن يذكرها التاريخ فإن حدثا استثنائيا هاما احتل مكانا بارزا رغم أنه حدث مؤسف عنيت بذلك كارثة لاك ميغانتيك التي أودت بحياة 47 شخصا، إنها كارثة لن تمحى من ذاكرتنا.
إن هذه الكارثة المؤسفة أعطتنا درسين على الأقل: انسحاب الدولة وتخفيف القوانين وكلاهما قد يكونان شعارات مغرية في بعض الحالات. أما في حالات أخرى وخاصة عندما يضاف إليهما التقاعس واللامبالاة فقد يكون لهما تداعيات لا تحمد عقباها ختم أنطوان روبيتاي مقاله في لودوفوار حول سنة 2013 العابرة.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.