” شتاء بارد للربيع العربي ”

تحت عنوان " شتاء بارد للربيع العربي " كتبت الغلوب أند ميل تقول :

لم يكن مفاجئا لمن تتبع ذبول وعد الربيع العربي خلال الثلاث سنوات الماضية ، ما قام به الجيش المصري لتثبيت سلطته على البلاد . وقيام الجنرال عبد الفتاح السيسي بقلب نظام الرئيس محمد مرسي قضى على آمال الديموقراطية في أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان .

وعلى المصريين الذين يفضلون الاستقرار الذي فرضه النظام الجديد على العيش في ظل حكم محمد مرسي أن يقلقوا من الإجراءات التي اتخذها النظام الجديد خلال الأسبوعين الماضيين . ذلك أن النظام  بات يحكم يوما عن يوم بطريقة أقسى من النظام الذي قلبه المصريون وباتت مصر دولة أمنية يسجن فيها الصحافيون وتمنع فيها التظاهرات ويعتبر المعارضون فيها خارجين على القانون .

وتتابع الغلوب أند ميل : أخطر ما قامت به الحكومة المصرية الانتقالية  هو إعلانها يوم عيد الميلاد أن الإخوان المسلمين منظمة إرهابية  في أعقاب تفجير انتتحاري طاول مركز قيادة الشرطة في مدينة دلتا النيل والذي أسفر عن سقوط ستة عشر قتيلا وأكثر من مئة جريح . وقد تبنت التفجير منظمة أنصار بيت المقدس الجهادية . لكن الحكومة تجاهلت مسؤولية المنظمة لتسارع إلى اتهام الإخوان المسلمين بعملية التفجير التي ندد الإخوان بها وكانوا رفضوا اعتماد  العنف منذ أربعين عاما .

وباتت الحكومة تعتبر أن أية صلة بالإخوان تؤدي إلى عقوبة بالسجن لمدة خمس سنوات وأن زعماء التنظيم يواجهون الحكم بالإعدام في حال إلقاء القبض عليهم . وترى الصحيفة أن القرار لن يؤثر على الإخوان وقادتهم  الذين باتوا يعملون في السر بعد إلقاء القبض على حوالي الألف منهم ومقتل ألف آخرين . سيما وأن الإخوان المسلمين كانوا مطاردين منذ تأسيسهم في ظل الأنظمة التي تعاقبت .

وتعتقد الصحيفة  أن هذه القرارات ستؤدي إلى ارتفاع حدة التوتر بين الجيش والشعب الذي وإن كان لا يحمل بطاقة الانتماء إلى الإخوان ، فهو يؤيد منحاهم الاجتماعي سيما وأن للتنظيم جذورا عميقة في وسط المجتمع المصري الذي استفاد من خدماتهم الصحية والتربوية والاجتماعية .

في غضون كل ذلك ما زال الرئيس المنتخب ديموقراطيا ، محمد مرسي ، قيد الاعتقال وقد أضاف النظام سلسلة من الاتهامات الجديدة  ضده منها قتل المتظاهرين والسعي إلى قلب نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك بالاستعانة بقوات خارجية . وفي حال ثبوت الاتهامات فسيواجه الحكم بالإعدام .

وتخلص الغلوب أند ميل : إن أحداث الأسبوعين الماضيين يجب أن تثير الغضب فقد أظهرالنظام المدعوم من الجيش قلة اهتمام بالمبادئ الديموقراطية التي بشر بها الربيع العربي . وهل من الممكن إجراء انتخابات سليمة في ظل التضييق على الصحافة وإلغاء المعارضة ؟ إن الأمور في مصر تسير من السيئ إلى الأسوأ وليس من أمل في أن يقدم الجيش على تحسين الأمور عند حلول موعد الانتخابات .استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.