انتصار ديموقراطية الأغنياء

تحت عنوان " ديموقراطية الأغنياء فرضت نفسها على العالم العام الماضي " استعرض روميو بوشار سلسلة أحداث محلية وعالمية استأثرت باهتمام المجتمعات عبر العالم وأثبتت أن ديموقراطية الأغنياء فرضت نفسها :

العالم العربي الممزق بين البيترو دولار والله ، بين الشيعة والسنة ، بين الإسلاميين والديموقراطيين  ، بين الروس والأميركيين ، ما زال يتقاتل بينما القوى العالمية  تشهد هذا التقاتل وتغذيه وتديره في الكواليس  وبالكاد تندد به . وكالعادة ، يقود الأغنياء اللعبة  ويتحول البشر إلى وقود للمدافع .

آسيا ، التي تحت لواء التبادل التجاري الحر وسلطة المؤسسات التجارية العملاقة ترزح تحت نير حفنة من الديكتاتوريين وأمراء الحرب الذين يستغلون الشعوب الفقيرة لمصلحة الغرب وحفنة من حديثي النعمة كما يجري في معامل الملبوسات في بنغلادش مثلا .

لقد أيدنا جميعا نيلسون مانديلا لكن أغنياء إفريقيا ، وغالبيتهم من البيض ، وكذلك شركات المناجم الكندية ، ما زالوا مهيمنين ويجمعون الثروات على حساب الفقراء ، وغالبيتهم من السكان السود .وحتى الحزب الذي شكله مانديلا بات شريكا في هذه التفرقة العنصرية الجديدة . والمال يجر العالم إلى الهاوية على غرار قطار مجنون .

ولعل الحدث الذي يختصر انتصار ديموقراطية الأغنياء هو مراسم دفن المليارديير الكيبيكي بول ديماري الذي سمح ، بصورة استثنائية ، بمشاهدة أغنياء العالم مجتمعين داخل الكنيسة لتكريم أحد آلهتهم راكعين ، من سياسيين وأساقفة ونجوم ومصرفيين ورؤساء دول وحكومات مقتنعين أنهم يوفرون الغنى للناس بينما هم يستفيدون منهم  وبأنهم فعلة خير للمجتمع والناس  بينما هم يستغلونهم ويصادرونهم  .

فئة:دولي، مجتمع
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.