تجتاح كندا من وسط غربها إلى سواحل الأطلسي شرقاً موجة صقيع قطبي قارس أطلت على البلاد مطلع الأسبوع وأخذت تشتد وتتوسع تدريجياً. وتكثر النصائح الصادرة إلى المواطنين من قبل السلطات الصحية ووسائل الإعلام بضرورة تحاشي التعرض في الخارج لدرجات حرارة محسوسة بلغت 56 درجة مئوية تحت الصفر في وسط شمال مقاطعة كيبيك، ونحواً من ذلك في شمال مقاطعة أونتاريو. كما تكثر الدعوات والنصائح بضرورة الاقتصاد في استهلاك الكهرباء بسبب الضغط المتزايد على الشبكة. وفي هذا السياق دعت "هيدرو كيبيك"، شركة الكهرباء العامة في مقاطعة كيبيك، المواطنين لتخفيض درجات الحرارة في مساكنهم وللاقتصاد في استهلاك المياه الساخنة وفي استخدام الأدوات المنزلية الكهربائية، لاسيما تلك التي تستهلك الكثير من الطاقة، كمجففات الملابس وغسّالات الصحون.
ونزل الزئبق اليوم إلى مستويات قياسية في بعض المناطق وإلى مستويات لم تُسجل منذ عقود طويلة في مناطق أخرى. فعلى سبيل المثال بلغت الحرارة 33,9 درجة مئوية تحت الصفر في مطار جان لوساج الدولي في مدينة كيبيك في شرق كندا. وهذه درجة حرارة قياسية للثاني من كانون الثاني (يناير)، إذ تعود درجة الحرارة القياسية لليوم نفسه في المطار المذكور للثاني من كانون الثاني (يناير) من عام 1968.
وفي وينيبيغ، عاصمة مقاطعة مانيتوبا في وسط الغرب، نزلت الحرارة إلى 33 درجة مئوية تحت الصفر، وسجل الزئبق 17 درجة مئوية تحت الصفر في تورونتو، كبرى المدن الكندية، و27 درجة تحت الصفر في العاصمة الفدرالية أوتاوا، و26 درجة تحت الصفر في مونتريال، و41 درجة تحت الصفر في فال دور في غرب مقاطعة كيبيك، و43,9 درجة تحت الصفر في نورماندان في مقاطعة كيبيك أيضاً، و28 درجة تحت الصفر في شارلوت تاون عاصمة جزيرة الأمير إدوارد في شرق كندا. وتجدر الإشارة هنا إلى أن درجات الحرارة المذكورة هي ما سجله ميزان الحرارة، أما الحرارة المحسوسة بتأثير من عامل الرياح فتكون في طقس قطبي كهذا أدنى بنحو 10 إلى 15 درجة مئوية مما يسجله الزئبق.
ولهذا الصقيع القطبي أثر موجع على البشر كما على الآليات التي يستخدمونها. فالبرد القارس يقضي على بطاريات الكثير من السيارات، فيكثر استنجاد السائقين بالميكانيكيين وبالفنيين العارفين بأمور البطاريات وأحوالها. كما أن المواسير التي توصل المياه إلى المساكن تصبح عرضة للتجمد والانفجار، فيرتفع الطلب على السباكين لإصلاح الأعطال ويصبح من الصعب أحياناً العثور على سباك ضمن مهلة معقولة. وفي مجال آخر يتسبب هذا الصقيع بتأجيل الكثير من الرحلات الجوية. ومن المتوقع أن تستمر موجة الصقيع مصحوبة بعواصف ثلجية في بعض المناطق إلى نهاية الأسبوع.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.