" ماذا سيجري بعد رحيلنا ؟ " سؤال طرحته صحيفة الغلوب أند ميل بشأن قرار تنفيذ الانسحاب من أفغانستان هذا العام بعد اثني عشر عاما من تدخل أجنبي لمكافحة الإرهاب والسعي للقضاء على الطالبان . قالت :
بالنسبة إلى أفغانستان فالوقت الراهن يشكل بداية النهاية حيث سينسحب واحد وخمسون ألف جندي أميركي من نزاع يزداد تأزما وجنوحا إلى المأزق . فالمهمة الأميركية في أفغانستان هي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة . وبالنسبة إلى كندا فهي أطول تدخل عسكري منذ الحرب العالمية الثانية قتل خلالها مئة وثمانية وخمسون جنديا وأربعة مدنيين كنديين وجرح ما يقارب الألفين . وهذه الأرقام القاتمة يجب أن تكون أحد أسباب استمرار اهتمامنا بالوضع في أفغانستان حتى بعد رحيلنا . من هنا ضرورة النظر إلى ما بعد الانسحاب من أفغانستان حيث يبدو المستقبل مظلما .
وتنقل الغلوب أند ميل ما قالته الواشنطن بوست نهاية الأسبوع الفائت من أن الطالبان سيمارسون تأثيرا أقوى عن تأثيرهم الحالي مقابل تراجع تأثير السلطات الأفغانية . وكل المكاسب التي حققتها القوات الغربية بثمن باهظ ستضيع مع حلول العام ألفين وسبعة عشر حتى لو واصلت الولايات المتحدة ضخ مليارات الدولارات للمساعدات والتدريب .
وترى الغلوب أند ميل أن المشكلة تكمن في امتناع حميد كارزاي عن التوقيع على معاهدة أمن ثنائية تسمح ببقاء عسكري أميركي ولو رمزي . وطلبات كارزاي غير عملية إذ أنها تقضي بمنع الأميركيين من مواصلة حربهم على الإرهاب عبر قصف مواقع في أفغانستان إلى إطلاق سراح المعتقلين في غوانتانامو .
ويهدد كارزاي بعدم التوقيع على الاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل نيسان – أبريل المقبل ، موعد الانتخابات الرئاسية لاختيار خلفه المحتمل أن يكون شقيقه ، قيوم كارزاي ، الذي يحظى بتأييده وقد رشح نفسه للمنصب العام الفائت مؤكدا أنه سيناضل من أجل الديموقراطية والتنمية وحقوق المرأة .
وتتابع الصحيفة : نتمنى له التوفيق ولكن ما تعلمناه في أفغانستان خلال السنوات الماضية ، هو أن لا انتخابات حرة ولا تشييد طرقات وبناء مدارس للبنات بدون أمن . وحتى التوقعات الأكثر تفاؤلا تعتبر أن الثلاثمئة والخمسين ألف رجل أمن أفغاني غير قادرين على محاربة الطالبان بدون الدعم الأميركي .
وتؤكد الغلوب أند ميل أنه بدون اتفاق أمني مع الولايات المتحدة ، فرحيل الجيوش الغربية سيترك فراغا هائلا والولايات المتحدة تهدد بسحب كامل قواتها ومساعداتها ما لم يوقع كارزاي على الاتفاق الثنائي وهو أقل ما يجب أن يفعله كارزاي بعد كل الخسائر والأموال التي تكبدتها الولايات المتحدة في أفغانستان .
وتخلص الغلوب أند ميل إلى القول : بطريقة أو بأخرى فإن العام الحالي سيكون عاما محوريا لأفغانستان ، عام رحيل القوات الأميركية وعام رحيل كارزاي عن القصر الرئاسي . وكل المؤشرات تدل أنه لن يقوم بذلك بطريقة لبقة .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.