نشرت اليوم صحيفة "لا بريس" الصادرة بالفرنسية في مونتريال مقابلة مع وزير الخارجية الكندي جون بيرد قال فيها إن قيام دولة فلسطينية "مزدهرة ومستقلة" هو شرط أساسي لسلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين. أجرى المقابلة الصحافيان مارتان كروتو وجويل دنيس بيلافانس، ويأتي نشرها قبل أسبوعين من الزيارة الرسمية الأولى المقررة لرئيس الحكومة الكندية ستيفن هاربر لإسرائيل والسلطة الفلسطينية، كما أنه يتزامن مع إعلان وزير الخارجية الكندي تعيين فيفيان بيركوفيتشي سفيرة جديدة لكندا في إسرائيل. وبيركوفيتشي معروفة بدعمها لإسرائيل وبانتقاداتها العلنية لحركة حماس والسلطة الوطنية الفلسطينية ولسياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما في الشرق الأوسط، وهي أول شخص من خارج السلك الدبلوماسي تعينه حكومة المحافظين في أوتاوا سفيراً في إسرائيل.
"ندعم بشدة حل الدولتين. نريد رؤية دولة فلسطينية مزدهرة ومستقلة تعيش بسلام وأمان وازدهار مع جارتها اليهودية"، يقول وزير الخارجية الكندي قبل أن يضيف أن حكومة المحافظين برئاسة ستيفن هاربر حافظت على علاقات جيدة مع السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسها محمود عباس. "هناك اختلافات في الرأي معقولة. يحترمون واقعنا كدولة سيدة وأن لدينا مواقفنا الخاصة"، يقول الوزير بيرد. "أمن الشعب اليهودي هو أمر لا يستطيع أي زعيم إسرائيلي أن يساوم عليه"، يشدد بيرد. "خلال القرن الفائت شاهدنا إبادة ستة ملايين يهودي. (وكما أن) على رئيس حكومة كندا أن يحمل الوحدة الكندية على كتفيه، يتوجب على رئيس حكومة إسرائيل أن يحمل مستقبل الشعب اليهودي على كتفيه. لكن هناك أناس في تلك المنطقة يقول قادتهم إنه يجب محو إسرائيل من الخارطة"، يقول وزير الخارجية الكندي في حديثه إلى "لا بريس" الصادرة في مونتريال.

ويرى الوزير بيرد أن الإسرائيليين والفلسطينيين، على حد سواء، يقومون بالتفاوض بنية سليمة. "أعتقد أن إسرائيل ملتزمة بهذه المحادثات أكثر مما يؤكده منتقدوها. وخلال زيارتي الأخيرة إلى رام الله التقيتُ الرئيس عباس ووجدته أكثر التزاماً (بالمفاوضات) مما كان في السابق"، يقول جون بيرد في حديثه مع صحيفة "لا بريس"، ويضيف "أعتقد أن على الطرفين، إسرائيل والسلطة الفلسطينية، اتخاذ قرارات صعبة جداً، قرارات شجاعة".
واستؤنفت مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين في تموز (يوليو) الفائت بدفع من وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد أن توقفت زهاء ثلاث سنوات، ومن المفترض أن تنتهي في 29 نيسان (ابريل) المقبل. ويقول الصحافيان كروتو وبيلافانس إن وزير الخارجية الكندي أشاد مرات عديدة خلال المقابلة بجهود نظيره الأميركي.
ويرى الصحافيان أن الوزير بيرد حرص من خلال كلامه على إيضاح موقف الحكومة الكندية من ملف الشرق الأوسط قبل زيارة رئيسها إلى المنطقة المذكورة. ويضيفان أن كندا ساندت تاريخياً الحل القائم على دولتين، مع الحرص على عدم إظهار دعم علني لأي من الطرفين. لكن تغير الوضع منذ وصول حزب المحافظين بقيادة ستيفن هاربر إلى السلطة في أوتاوا عام 2006. فهاربر لا يوفر مناسبة للتعبير عن دعمه للحكومة الإسرائيلية. ويذكر الصحافيان بأن كندا كانت إحدى الدول التسع التي عارضت منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في منظمة الأمم المتحدة خلال تصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة أجري في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012. وسيكافأ هاربر على هذا الدعم خلال زيارته إسرائيل، إذ سيطلق اسمه على مركز للطيور المهاجرة في وادي الحولة.
ومن المقرر أن يجتمع جون بيرد بجون كيري يوم الثلاثاء المقبل في واشنطن، ويتضمن جدول أعمالهما موضوع المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين ومشروع أنبوب "كيستون اكس-ال" لنقل النفط من مقاطعة ألبرتا الكندية إلى الولايات المتحدة.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.