بعد مرور سنة على الموعد المقرر منذ سنتين ، من المتوقع أن ينتهي النواب التونسيون من دراسة مسودة الدستور الجديد والتصويت عليه في الرابع عشر من الشهر الجاري ، تاريخ سقوط الرئيس بن علي . فإن نال الدستور الجديد موافقة ثلثي المجلس يصبح نافذا وإلا يصار إلى عرضه على الاستفتاء العام .
ما هي حظوظ نجاحه ؟ ما هي مكامن قوته وضعفه ؟ وهل يؤدي اعتماده إلى تراجع نفوذ الإسلاميين وخروجهم من السلطة عبر الانتخابات المقبلة ؟
المحلل السياسي في هيئة الإذاعة الكندية فرانسوا بروسو يعلق بداية على مبدأ التوصل إلى وضع دستور جديد بصورة لاعنفية ، خلافا لما جرى ويجري في بعض الدول العربية . ويضيف :
" إذا كان من بلد بين كل الدول التي طاولها الربيع العربي والتي جنح بعضها إلى الانقلاب العسكري أو انتصر فيها الإسلاميون أو قامت فيها ديكتاتورية جديدة ، فوحدها تونس الصغيرة تجسد الأمل بألا يقع ذلك " وهذا الأمل متوفر حتى لو كانت تونس وحدها وتمكنت من عدم الوقوع في اللعنة التي أصابت سوريا والفوضى السائدة في ليبيا في أعقاب التدخل الغربي والانقلاب في مصر الصيف الماضي بالرغم من أعمال الشغب والتهديدات الإسلامية واغتيال بعض النواب . وقد تم منذ فترة تشكيل حكومة تكنوقراط أبعدت الإسلاميين قليلا عن القرار ، يقول فرانسوا بروسو ويتابع معلقا على بعض البنود التي تم التوافق عليها :
" لقد تم التوافق على بند يضمن حرية الضمير والمعتقد وهو يذهب إلى أبعد من حرية ممارسة الشعائر الدينية كما كان يطالب السلاميون وحتى حرية عدم الإيمان مضمونة وهذا أمر مهم " .
وعن البند الذي يضمن المساواة بين الرجل والمرأة ، يقول فرانسوا بروسو :
" في مسألة المساواة بين الرجل والمرأة كان الإسلاميون يريدون اعتبار المرأة مكملة للرجل ما يعني أنها تهتم بالشأن العائلي بينما يهتم الرجل بالعمل وكسب المال لكن موقف الإسلاميين قوبل بمعارضة شديدة من قبل المجتمع المدني ما قلص من نفوذ الإسلاميين الذين كانوا يتمتعون بغالبية أربعين بالمئة فباتوا لا يحصلون على أكثر من ثلاثين بالمئة من التأييد الشعبي . صحيح أن الدستور يؤكد على أن الإسلام دين الدولة وهي حامية للمقدسات لكنها تنازلات رمزية . والمهم أن اعتماد الشريعة الذي كانت تصر عليه النهضة لم يرد في الدستور . وهذا ما يدفع إلى القول إن تونس تقدم نموذجا جديدا للدول العربية التي طاولها الربيع العربي .
ويختم فرانسوا بروسو تحليله في هيئة الإذاعة الكندية بالقول :
" قد نشهد سقوط النهضة في الانتخابات المقبلة ما قد يشكل سابقة أوصلت الإسلاميين إلى السلطة بالطريق الديموقراطية وأخرجتهم منها أيضا بالطريق نفسها .
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.