صيد حيوان البيسون

صيد حيوان البيسون
Photo Credit: جو شو ليانغ

مجموعات السكان الأصليين: قبائل سيو طبعت المخيّلة

استمعوا

سكان كندا الأصليون الذين كانوا يعرفون بهنود أميركا الشماليّة هم في الواقع مجموعات لغويّة وثقافيّة متنوعّة ومختلفة عن بعضها البعض كانت لها خصوصياتها قبل وصول المستكشفين الأوروبيين مطلع القرن السادس عشر إلى سواحل الشمال الأميركي.

الصحافي في راديو كندا الدولي ريمون ديمارتو يسعى للتعريف بهذه المجموعات من خلال مقابلة اجراها مع الصحافي وعالم الانثروبولوجيا سيرج بوشار الذي يتحدّث عن عالم قائم بحدّ ذاته يضم مجموعات مختلفة كانت تعد بعشرات الآلاف قبل وصول المستكشف الأوروبي .

ويتناول بوشار في حديثه تحديدا قبيلة "سيو" التي اشتهرت وأصبحت معروفة بفضل الأفلام الأميركيّة والأساطير السائدة حول أبناء هذه القبيلة ويتابع قائلا:

عندما نتحدّث عن قبيلة "سيو" نجد مجموعة بالغة الأهميّة تعيش خارج الغابات. ولكن الأمور ليست دوما بهذه البساطة إذ أننا نجد بعض المجموعات من أبناء هذه القبائل تعيش في الغابات.

وهي كانت على علاقة مع قبائل الألغونكان  في الولايات المتحدة وكندا .ومن بين هذه المجموعة واحدة مسمّاة "وينيباغو" كانت تقيم في غابات الشرق .

لكن قبائل سيو كانت مستقرة بالإجمال في مناطق السهول الأميركيّة وكانت مشهورة بصيد حيوان البيسون يقول سيرج بوشار ويضيف شارحا:

نجد نفسنا أمام ظاهرة طبيعيّة حيث كان هنالك  كما قيل 50 مليون حيوان بيسون في السهول الكبرى، في وسط الولايات المتحدة وكندا.

وكنا نجد بيسون السهول وبيسون الغابات، وشكّل هذا الحيوان مصدر غذاء لأبناء هذه القبائل وكان اصطياده سهلا حتى ولو لم يخل من المحاذير.

وقد اعتمد الصيادون طرق الصيد التقليديّة التي تقضي بإخافة الحيوان وحشره في مواقع يستحيل عليه الهروب منها.

وكانت لديهم طريقتهم لتقطيع اللحوم وتدخينها وتخزينها لمدة طويلة.

وكانت مجتمعات قبائل السيو مزدهرة يقول الصحافي وعالم الانثروبولوجيا سيرج بوشار ويتابع:

عرفت قبائل  السيو مرحلة ازدهار مهمة بفضل الأحصنة التي تركها المستكشفون الاسبان في المكسيك. وتحوّلت إلى أحصنة وحشيّة اجتاحت منطقة السهول في الشمال الاميركي وعمل السكان الأصليون على إعادة تدجينها.

وأصبحوا بفضلها أسياد السهول وتطورت مجتمعاتهم وازدهرت من جراء ذلك.

وأتاح لهم تدجين الأحصنة توسيع مناطق انتشارهم وأصبحوا مقاتلين من الطراز الأول يقول بوشار.

ويضيف بأن  مصدر كلمة سيو التي تعني شعبا عدوا هو من لغة الألغونكان.

والاسم الحقيقي لهذه القبائل هو لاكوتا. وتحدّرت منها مجموعات كثيرة من بينها مجموعة داكوتا على سبيل المثال ، وهو اليوم اسم ولاية اميركيّة.

وكانت هذه القبائل تعيش في قرى قريبة من بعضها البعض وقريبة من مجاري المياه وتصطاد الغزلان وحيوان البيسون.

وكانت لديهم ثقافة الحرب وطوطم الحرب على غرار قبائل الايروكوا.

وكان من المهم بالنسبة لهم إعداد الرجال على ثقافة الحرب والقتال.

وأصبحت قبائل سيو رمزا كبيرا في التاريخ الأميركي لسبب بسيط  يقول سيرج بوشار ويضيف:

كانت قبائل سيو على طريق التطوّر خلال حقبة قريبة لا تتعدى 400 سنة.

فقبل 400 سنة ، كانت الجيوش الانكليزية وبعدها الاميركيّة تشن الحرب على السكان الأصليين.

ومع ظهور تقنيّة التصوير في وقت لاحق أمكن تصوير هذه القبائل بأزيائها التقليديّة على ظهر الخيل.  وقد أخذ المصوّر  ادوارد كورتيس الكثير من الصور لها.

ويتحدّث سيرج بوشار عن مأساة لأن قبائل السيو قاومت الجيوش الأميركيّة ويضيف بأن الأساطير هنا تختلط بالواقع.

ويتابع شارحا طبيعة مجتمعات قبائل سيو فيشير إلى أنها كانت  مجتمعات عشائريّة تلعب المرأة دورا مهما فيها. وكان حيوان البيسون جزءا لا يتجزأ من المجتمع. فهو كان الاله، وكانت الخيم مصنوعة من جلده وكان زعماء القبائل يعتمرون غطاء رأس مصنوعا من جلد البيسون وكانت الأدوات والمعدات والحلي مصنوعة هي الأخرى من هذا الحيوان.

وكان الفن مستوحى منه وكانت لدى قبائل السيو رقصة معروفة باسم رقصة البيسون.

واهتمت هذه القبائل أيضا بالزراعة ولكن على نطاق محدود. واعتنت كثيرا بأزيائها  وكانت تختار  لها الالوان الزاهية و أتقنت فن الوشم واهتمّت بريش  الطيور الذي استخدمه الرجال  زينة لرؤوسهم. وقد أثارت أزياء السيو إعجاب الاميركيين والكنديين.

ويختم الصحافي وعالم الانثروبولوجيا سيرج بوشار حديثه فيؤكد أن قبائل السيو طبعت المخيّلة الاميركيّة بفضل ما تميّزت به على صعيد مجتمعاتها وطرق عيشها وفنونها والحروب التي خاضتها. وقد أصبحت جزءا من الأساطير ودخلت التاريخ عبر الكتب والرسوم المتحرّكة والأفلام.

 

 

 

 

.

 

 

فئة:السكان الأصليون
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.