تحت عنوان " مثال يحتذى " علق المحرر في صحيفة لو دوفوار سيرج تروفو على الأوضاع في تونس . قال :
بعد سيل من الأخبار المزعجة إلى درجة أنها حولت الربيع العربي إلى شتاء جليدي ، يأتينا اليوم من تونس صدى رائع . نعم رائع إذا ما تذكرنا موجة العداء التي تمكن دعاة العلمنة والديموقراطية من تخطيها في مواجهة الإخوان المسلمين المنضوين تحت لواء حزب النهضة. وسيعمد النواب في الرابع عشر من الجاري إلى التصويت على الدستور الخالي كليا من بصمات دعاة تطبيق الشريعة الإسلامية .
ويتابع تروفو : لا بد بداية من الإشادة بجهود المراقبة والمتابعة التي قامت بها ناشطات المنظمات غير الحكومية والتي أدت إلى إلغاء مبدأ التكامل بين الرجل والمرأة الذي كان الإسلاميون يسعون إلى إدراجه في الدستور الجديد . وبعد مناقشات ومداولات سياسية طويلة أقرت الهيئة التأسيسية بأن المواطنين والمواطنات " يتساوون أمام القانون دون أية تفرقة " واللافت والمشجع بالنسبة للتصويت على الدستور ، أن القرار تمت الموافقة عليه بمئة وتسعة وخمسين صوتا من أصل مئة وتسعة وستين صوتا .
أما في ما يخص مسألة العامل الديني الدقيقة والمتفجرة ، يتابع سيرج تروفو ، فقد توصل النواب إلى الاتفاق على مبدأ شجاع وفريد من نوعه في العالم العربي . فقد أقروا بغالبية كبيرة أن "الدولة هي حامية الدين ، وتضمن حرية الضمير والمعتقد وممارسة الشعائر الدينية " . ماذا أيضا ؟ " حرية الرأي والتفكير والتعبير والإعلام والنشر مضمونة " هي الأخرى .
ويرى الصحافي سيرج تروفو أنه إذا كان بالإمكان وصف ما توصل إليه المشرعون بالعظيم ، فذلك عائد إلى تراجع الإخوان المسلمين في العالم العربي وبخاصة في مصر . والسرعة التي دفع بها الإخوان المسلمون الناس هنا وهناك لمعاداتهم ، ولا مبالاة الرأي العام بالقمع الذي تعرضوا له كان له أثر بالغ على حزب النهضة . وفي مقابلة صحافية في صحيفة لوموند اعتبر رئيس المكتب السياسي لحزب النهضة أن " ما جرى في مصر كان له أثر وازن في تونس ودفع إلى إيجاد تسوية لتفادي الوقوع في تجربة الانقلابات العسكرية المجنونة " .
وفي ختام مقالته التحليلية يقول سيرج تروفو في صحيفة لو دوفوار :
بعد ستة أشهر سيدعى التونسيون إلى انتخاب أول حكومة ستكون مهمتها السهر على تطبيق احترام حقوق الإنسان المدرجة في الدستور والأمل أن تستلهم مصر المثال التونسي .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.