مسؤولو مركز اقتراع في القاهرة يقومون اليوم بفرز أصوات مواطنين شاركوا في الاستفتاء على الدستور

مسؤولو مركز اقتراع في القاهرة يقومون اليوم بفرز أصوات مواطنين شاركوا في الاستفتاء على الدستور
Photo Credit: AFP / خالد دسوقي / أ ف ب

من الصحافة الكندية: “انتصار السعوديين” في مصر

استمعوا

تناول اليوم كاتب العمود في صحيفة "لو دوفوار" الصادرة بالفرنسية في مونتريال سيرج تروفو الاستفتاء حول مشروع الدستور المعدل في مصر في مقال بعنوان "انتصار السعوديين". وجرى الاستفتاء في مصر على يومين، أمس واليوم، وللمغتربين المصريين الأسبوع الماضي.

يستهل تروفو مقاله بالقول إن تنظيم الاستفتاء على دستور مصري صيغ وفق إرادة هيئة أركان القوات المسلحة يشكل انتصاراً كبيراً لدولة أخرى، هو انتصار المملكة العربية السعودية على الإخوان المسلمين بعد ثلاث سنوات من دخول الربيع العربي أجندة العالم.

يقول تروفو إن ما من شك في أن الانتفاضات الشعبية في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين التي أطاحت حكاماً ديكتاتوريين، والحرب الأهلية في سوريا وتردي الأوضاع مجدداً في لبنان، هي كلها أمور جعلت النظام الملكي في السعودية تنتابه أعلى درجات الخوف. فالملك وجميع الأمراء يخشون انتشار إسلاموية الإخوان المسلمين المطعمة بالنشاط الاجتماعي وبتوزيع أكثر عدلاً للثروات في شتى مناطق الشرق الأوسط، "طبعاً باستثناء إيران الشيعية"، يقول الكاتب.

وهذا الخوف زاد من وقعه استياء السعودية العارم من الولايات المتحدة الأميركية. فالكل يذكر أنه ما إن عبرت أصداء الربيع العربي في كانون الثاني (يناير) 2011 حدود الدول المعنية حتى طالبت واشنطن الحكام الدكتاتوريين والرئيس المصري حسني مبارك تحديداً بضبط النفس. وقامت وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك هيلاري كلينتون بالإكثار مما يجب تسميته "تحذيرات"، والتي اعتبرها قادة المملكة السعودية ضربات عنيفة غير مباشرة موجهة إلى خاصرتهم، يقول تروفو في "لو دوفوار".

ويضيف الكاتب أنه ما إن رأت المملكة السعودية النتائج الجيدة جداً التي حققتها حركة "النهضة" الإسلامية في تونس في أول انتخابات تُنظم بعد رحيل زين العابدين بن علي حتى بدأت تغدق الأموال على حلفائها، فكانت المؤسسة العسكرية في مصر ومعارضو الإخوان المسلمين في ليبيا وسواها المستفيدين الرئيسيين من هبات مالية ضخمة تظهر كم هو راسخ الحقد ضد جماعة الإخوان.

ويتابع تروفو قائلاً إن السعودية بمقاتلتها الإخوان انخرطت في الوقت نفسه عمداً وبصورة كلية في نزاع إقليمي ضد إيران، إيران التي تحلم ببناء "هلال شيعي"، وفق تعبير الرئيس مبارك وملك الأردن عبد الله الثاني، يمتد من طهران إلى بيروت. وما إن انتخب محمد مرسي رئيساً لمصر وتوجه أحد قياديي الإخوان المسلمين إلى طهران كاسراً بذلك محظوراً يرقى إلى عام 1979، حتى أمرت الرياض بقفزة نوعية في القتال. لاسيما وأنهم بعد خوفهم وامتعاضهم اعتبر السعوديون أن واشنطن قد "خانتهم" من خلال التقارب – المتواصل – بينها وبين طهران على خلفية الملف النووي الإيراني.

وبسبب هذه السلسلة من العوامل السياسية بذلت المملكة السعودية كل ما بوسعها لخنق الربيع العربي، وحققت نجاحاً كبيراً في تحجيم الإخوان إن في مصر أو في تونس، يرى تروفو. ويختم الكاتب بالقول إنه إن كان من بد لتصوير الانتصار، ربما المؤقت، للمملكة السعودية بأمر واحد، لوجب ربما الإشارة إلى أن الدستور المصري الجديد ينص على أن كل ما يتصل بالدفاع، بما في ذلك الوزير، هو حكر على الجيش فقط.

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.