جامعة يورك في تورونتو

جامعة يورك في تورونتو
Photo Credit: موقع جامعة يورك

من الصحافة الكنديّة: جامعة يورك بين التسويات المعقولة ومبادئ حقوق الانسان

 استمعوا

صحيفة الغلوب اند ميل نشرت مقالا بقلم البروفسور بول غرايسون أستاذ علم الاجتماع في جامعة يورك في تورونتو يتناول فيه الضجة التي أثيرت حول قضية طالب في الجامعة تقدّم بطلب لإعفائه من  المشاركة في عمل مشترك بين الطلاب لدوافع دينيّة ولتجنب العمل إلى جانب طالبات.

يقول البروفسور غرايسون إنه رفض الطلب لأنه ينتهك حق المرأة في المساواة مع الرجل.

ووافق الطالب على القرار وشارك في العمل إلى جانب رفاقه ومن بينهم طالبات إناث.

غير أن إدارة الجامعة رأت عكس ذلك وتعاملت مع الوضع وفق مبدأ التسويات المعقولة، ما ادى إلى موجة انتقاد عارمة لها عبر وسائط التواصل الاجتماعي وعبر رسائل الكترونيّة موجّهة للبروفسور غرايسون شخصيا كما يقول.

واعرب بعض الأهل عن شكرهم لغرايسون في حين قال البعض الآخر إنهم سيحجمون عن إرسال بناتهم لمتابعة الدراسة في جامعة يورك.

وإذ يتفهّم غرايسون موقف الأهل ، يتساءل مشكّكا إن كانت جامعات أخرى ستتعامل بصورة مختلفة مع قضيّة من هذا القبيل.

ويرى أن الأهل يخطئون إن ظنوا أن بناتهم سيعاملن بصورة أفضل في جامعات أخرى.

ويشير إلى أن جامعات اونتاريو تستند في تعاملها مع قضايا تتعلّق بتسويات لاعتبارات دينيّة إلى مبادئ حقوق الانسان.

ورغم أن العديد من السياسيين لا يوافقونه الرأي، فقد أعرب مفوّض لجنة حقوق الانسان في اونتاريو في حديث للغلوب اند ميل عن قناعته بأن جامعة يورك كانت محقّة في حل القضيّة من خلال التسوية المعقولة.

ويتابع البروفسور غرايسون تعليقه في الغلوب اند ميل مشيرا إلى ان العديد من الكنديين أكدوا له في رسائلهم الالكترونيّة  أن مبادئ حقوق الانسان لا تؤدي دوما إلى نتائج مقبولة.

وفي حال كانت الحقوق الدينيّة تطغى على حقوق المساواة بين الجنسين، فمعنى ذلك أن مبادئ حقوق الإنسان بعيدة عن قيم الكنديين من كل المعتقدات. وهي بالتالي تفتقد المصداقيّة في نظر الكثيرين منهم.

وليس المقصود فئة معيّنة بل كافة الكنديين من كل الانتماءات الذين يضعون الحقوق العلمانيّة فوق الحقوق الدينيّة كما يقول بول غرايسون الذي يتحدّث عن شهادات بهذا المعنى وصلته من كنديين عانوا من تشدّد أنظمتهم التي فرضت قواعد دينيّة صارمة في وطنهم الأم، ومن بينها ايران.

والارتباك المعنوي الذي طبع موقف إدارة جامعة يورك ليس محصورا بالجامعات بل هو موجود أيضا في المدارس والمعاهد يقول البروفسور غرايسون ويضيف أن من شأن هذه التسويات أن تولّد شعورا بالنقص لدى الفتيات وقد تدفع الشباب بالمقابل للظن عن خطأ بأنهم يتفوقون عليهن.

والواضح من الرسائل  الالكترونيّة التي تلقاها غرايسون كما يقول أن ثمة معاناة على صعيد حقوق الطالبات الإناث في اونتاريو على كل المستويات بسبب التسويات لدوافع دينيّة.

ولا نعرف مدى هذه التسويات ولا مضاعفاتها المحتملة على المدى البعيد على الطالبات ورفاقهن الطلاب وعلى هيكليّة المجتمع.

لكل هذه الأسباب ، نحن بحاجة لتحقيق موضوعي في كل هذه القضايا. وعلى ضوء النتائج يمكن إعادة مبادئ حقوق الانسان في اونتاريو إلى السكة لتعود لها اهمّيتها في نظر كافة أبناء المقاطعة القلقين على المستقبل التعليمي لبناتهم يقول استاذ علم الاجتماع في جامعة يورك  بول غرايسون خاتما تعليقه في صحيفة الغلوب اند ميل.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فئة:غير مصنف
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.