رئيس الحكومة الكندية ستيفن هاربر مخاطباً أعضاء الكنيست الإسرائيلي في القدس في 20 كانون الثاني (يناير) 2014

رئيس الحكومة الكندية ستيفن هاربر مخاطباً أعضاء الكنيست الإسرائيلي في القدس في 20 كانون الثاني (يناير) 2014
Photo Credit: CP / شون كيلباتريك / و ص ك

من الصحافة الكندية: “باسم من يتحدث السيد هاربر؟”

استمعوا

تناول أندريه برات، كاتب العمود في صحيفة "لا بريس" الصادرة بالفرنسية في مونتريال، زيارة رئيس الحكومة الكندية، زعيم حزب المحافظين، ستيفن هاربر، إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لاسيما خطابه التاريخي أمام الكنيست الإسرائيلي، في مقال بعنوان "باسم من يتحدث السيد هاربر؟".

يقول أندريه برات إن رئيس الحكومة الكندية ألقى خطاباً حازماً وشفافاً أمام البرلمان الإسرائيلي يوم الاثنين. ويضيف أنه غالباً ما يُؤخذ على السياسيين أن لا قناعات لديهم. لكن بالنسبة لسياسة كندا الخارجية، لاسيما ما يتعلق منها بالشرق الأوسط، لستيفن هاربر أفكار واضحة يدافع عنها بثقة وعزم. لكن المشكلة الوحيدة هي أن وجهة النظر الحاسمة هذه لا تتفق ورأي عدد كبير من الكنديين، وهو رأي أكثر اعتدالاً بكثير، يقول الكاتب.

ويمضي أندريه برات بالقول إنه يؤيد عدداً من المبادئ التي عرضها ستيفن هاربر في خطابه، مثل حق إسرائيل بالوجود والدفاع عن نفسها، وأنه لا يمكن وضع مشاكل المنطقة، لاسيما مشاكل الفلسطينيين، على كاهل "الدولة اليهودية" لوحدها. كما أنه يتفق ورئيس الحكومة الكندية في انتقاده النفاق المعتمد من قبل دول تندد بإسرائيل بشكل ممنهج، من على منبر الأمم المتحدة مثلاً، ولا تقول كلمة عن تصلب بعض المجموعات الفلسطينية ولا عن الإساءات والتجاوزات التي ترتكبها دول أخرى.

ويقول أندريه برات إنه، أسوة بكثيرين من الكنديين، يرى أن القادة الإسرائيليين يتصرفون أحياناً كثيرة بشكل خاطئ في سعيهم لإبراز حقوق شعبهم أمام الرأي العام الدولي. ويبدي الكاتب أسفه لكون تل ابيب لا تقوم دوماً، حسب رأيه، بما يسهل التوصل لاتفاق سلام مع الفلسطينيين. ويضيف في هذا الصدد أن سياسة الاستيطان التي تتبعها إسرائيل في الضفة الغربية والقدس الشرقية تبدو له بالغة الأذى، وأنه عندما لا يبدي رئيس الحكومة الكندية أي تحفظ إزاء كل ذلك فهو يكون قد تجاهل تعدد الآراء في كندا حول هذه المسائل.

ويتابع الكاتب قائلاً إن رئيس الحكومة الكندية، في خطابه إلى النواب الإسرائيليين، اكتفى بالقول إن "ما من دولة خارج إطار المساءلة أو النقد". ومن جهته أثنى رئيس الحكومة الإسرائيلية على "شجاعة" ضيفه. لكن الشجاعة الوحيدة، يقول أندريه برات، كانت تكمن في أن يقول ستيفن هاربر في خطابه إن الكنديين، وبالرغم من دعمهم القوي لإسرائيل، يتساءلون عن صوابية عدد من سياساتها. وهناك طريقة لقول ذلك دون الوقوع في الإفراط كما فعلت الدول الأوروبية التي، للتعبير عن معارضتها لبناء مساكن جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قامت باستدعاء سفراء إسرائيل المعتمدين لديها، في رسالة دبلوماسية غير متكافئة، حسب الكاتب.

ويمضي أندريه برات بالقول إنه لـ"حسن الحظ، توصلت حكومة المحافظين للإبقاء على روابط ودية مع السلطة الفلسطينية". فستيفن هاربر التقى رئيسها، محمود عباس، وأعلن عن مساعدة مالية إضافية للفلسطينيين.

"بقدر ما ندعم دون تحفظ حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها، بقدر ما نطالب، منذ زمن طويل، بمستقبل منصف ومضمون للشعب الفلسطيني"، قال رئيس الحكومة الكندية للنواب الإسرائيليين. هذا جيد، لكن لسوء الحظ دعم ستيفن هاربر غير المحدود لحكومة بنيامين نتنياهو لا يساهم في جعل مستقبل من هذا النوع أكثر احتمالاً، يخلص أندريه برات في "لا بريس".

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.