من المعروف أن قطاع الصناعات الفضائية معتاد على معايشة الدوامات الاقتصادية غير أن النبأ الذي أعلنته شركة بومبارديه الكندية العملاقة للصناعات الفضائية بإلغاء ما يقرب من 1700 وظيفة وخاصة في منطقة مونتريال كان له وقع الصاعقة.
هذه الاقتطاعات التي استتبعت إعلان شركة بومبارديه منذ بضعة أيام عن تأخير تسليم طائرات من طراز CSeries مجددا.
وتم تبليغ العمال المسرحين من العمل عبر مذكرة داخلية للشركة يوم الثلاثاء.
يشار إلى أن الوظائف التي ألغتها الشركة الكندية تتعلق بقطاع الإنتاج والتجميع والهندسة والمبيعات وهي تطاول على حد سواء عمالا مؤقتين ودائمين.
وأفيد أن الذين فقدوا عملهم ستكون لهم الأفضلية في الوظائف الجديدة التي سيتم الإعلان عنها مستقبلا حسب تصريح لإدارة الشركة.
يشار إلى أن ما يقرب من 1100 وظيفة ألغيت في مونتريال وميرابيل و600 وظيفة في الولايات المتحدة.
وتعليقا على هذا الوضع أعرب وزير المالية في مقاطعة كيبك نيكولا مارسو عن تفاؤله حيال متانة وضع شركة بومبارديه معتبرا أن عددا من العمال المسرحين اليوم سيعودون للعمل لاحقا بالإضافة للذين سيتم إلحاقهم بمراكز جديدة داخل الشركة.
ويؤكد الأستاذ في قسم الإدارة والتكنولوجيا في جامعة كيبك في مونتريال مهران إبراهيمي أن الوضع يحتاج فعلا لدعم الحكومة معتبرا أن إلغاء الوظائف الذي أعلنت عنه الشركة مبالغ فيه إذ أن الشركة لم تكن بحاجة لهذا العدد الكبير من الاقتطاعات إذ أن قطاع الصناعات الفضائية هو المورد الرئيسي لمدخولنا الصناعي.
فحرمان الشركة بين لحظة وأخرى من خدمة 1700 عامل وموظف ستكون له انعكاسات سلبية لذا على الحكومة أن تتدخل.
غير أن الأستاذ يشارك حكومة كيبك تفاؤلها رغم الأخبار السيئة.
ويعتقد أن شركة بومبارديه التي قد تواجه تأخير في تسليم طائرات CSeries غير أنها لا تواجه اية مشكلة في التصميم كما هي حال الشركة المنافسة لبومبارديه بوينغ التي تواجه مشاكل مع بوينغ 787
من جهته يعتقد البروفسور جاك روا من قسم الدراسات التجارية العليا في جامعة مونتريال المتخصص في مجال النقل أن طراز CSeries مكلف للغاية وأن تأخير سنة يعني دفع سنة إضافية للمهندسين وخلال هذه الفترة الشركة محرومة من المداخيل.
ولا ينصح البروفسور روا مساهمي الشركة ببيع اسهم بومبارديه على الفور لأنه حسب اعتقاده فإن المستثمرين سيلمسون أن تصرف الشركة
كان صائبا وهي تسعى للحصول على سيولة.
وفي لقاء للإذاعة الكندية مع خبير قطاع الصناعات الفضائية فيليب كوشي وعن سؤال حول وضع بومبارديه في أعقاب الإعلان عن إلغاء وظائف وتأخير التسليم أجاب:
إنها قضية أسواق فمنذ عام 2008 الطائرات التي يقل ثمنها عن 15 مليون دولار لم تستعد إنطلاقتها لوجود عدد كبير من هذا النوع من الطائرات في الأسواق كما أن ما يعرف بالقيمة المتبقية تدنت كثيرا والسبب نفسه أي وجود عدد كبير من الطائرات في الأسواق، في المقابل فإن الطائرات الأكبر حجما مثل تشالنجر وغلوبال فهي تتعلق بأسواق مختلفة.
أما في ما يتعلق بطائرات ريجيونال جيت فهي تواصل اتجاها معينا عند بومبارديه حسب رأي الخبير فيليب كوشي وعند إمبراير ليست بشكل أفضل من بومبارديه لكن إمبراير تبيع أكثر نوعا ما.

وبومبارديه خسرت ثلاث من أربع منافسات في الولايات المتحدة.
أما في ما يتعلق بCSeries فهي كأي برنامج يتأخر أي لا يبيع طائرات فالمداخيل ستكون أقل والكلفة ستكون أكثر بكل تأكيد.
وعن سؤال عما إذا كان الوضع يتعلق فقط بشركة بومبارديه أم أنه يطاول قطاع الصناعات الفضائية بشكل عام أجاب الخبير فيليب كوشي:
إن الوضع لا يتعلق بشركة بومبارديه فقط بل يتجاوز ذلك إلى قطاع الصناعات الفضائية بشكل عام فالطلب العسكري شهد تباطؤا بسبب الاقتطاعات في الموازنة غير أن عددا من الدول التي تعتقد أنها مهددة مثل الهند وباكستان ودول الخليج فهي التي تشتري حاليا.
اما في ما يتعلق بالطائرات ذات 150 مقعدا وأكثر فإن السوق نشيط جدا حاليا والطلبات كثيرة لرغبة الشركات بضمان أسطولها.
وعن سؤال عن وضع طائرات CSeries وتأثير الوضع على بومبارديه أجاب الخبير فيليب كوشي:
الطلبيات لا تأتي بالشكل الذي كانت تتمناه الشركة إذا هناك فجوة في السوق والجميع يعيشون حالة من الضياع.
بوينغ وإيرباص انسحبا من هذا القطاع عبر نموذجهما الصغير
وعن سؤال عما إذا كان يتوجب على العمال المسرحين من عملهم أن يأملوا بالعودة للعمل سريعا أجاب بأنه لا يستطيع التأكيد حاليا فالموضوع يتعلق بوضع الأسواق العالمية والمنافسة في هذا المجال.
نشير أخيرا إلى أن شركة بومبارديه للصناعات الفضائية التي يوجد مركزها في مدينة مونتريال تستخدم نحوا من 38000 عامل وموظف في هذا القطاع من بينهم 22000 في كندا.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.