مجموعة مختارة من تعليقات الصحف الكنديّة مع ميْ أبو صعب وبيار أحمراني وفادي الهاروني.
تحت عنوان : " الحسابات الإسرائيلية " ، علق المحرر في لو دوفوار سيرج تروفو على زيارة رئيس الحكومة الكندية ستيفن هاربر إلى إسرائيل والحفاوة التي استقبل بها على غرار الحفاوة التي قوبل بها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند منذ فتة قصيرة . وتساءل عن سبب تلك الحفاوة مجيبا : حسابات ضخمة .
استهل تروفو مقالته بإيراد ما كتبته صحيفة هآريتز الإسرائيلية : " يعتبر نتانياهو ستيفن هاربر كأبر أصدقائه وصديقه الوحيد من بين زعماء العالم وداعما أكيدا ومقتنعا لسياسته " من هنا مد السجاد الأحمر وحفاوة بلغت قمتها عبر دعوة هاربر لإلقاء كلمة أمام الكنيست ، وهو أول زعيم دولي يعطى هذا الامتياز . وبالحفاوة نفسها استقبل رئيس فرنسا التي كانت لسنوات خلت موضع كراهية االمسؤولين الإسرائيليين إلى درجة دعوة الفرنسيين اليهود إلى مغادرة فرنسا والإقامة في إسرائيل .
ويرى سيرج تروفو أن القاسم المشترك للترحيبين يتمحور حول دولة واحدة : إيران . فأولا أكد الزعيم الكندي بلا أي تردد أن حكومته ستواصل فرض العقوبات الاقتصادية على إيران في وقت أعلنت فيه إيران تجميدا جزئيا لأنشطة تخصيب اليورانيوم .
وثانيا ، الرئيس الفرنسي وليس الأميركي أو رئيس الحكومة البريطلنية هو من أصر على التشدد الدولي حيال إيران في الملف النووي وهذان الدعمان ، الكندي والفرنسي أراحا ناتانياهو وجعلاه يواصل رفضه للاتفاق المؤقت بين الأميركيين والإيرانيين .
ويعتبر تروفو أن في أوساط الإدارة الأميركية نوعا من التعب والملل من سياسة نتانياهو منذ بضع سنوات . وقد تعززت برودة العلاقات الأميركية الإسرائيلية عندما سخر وزير الدفاع الإسرائيلي موشي ياعلون ، وهو من الصقور ، من وزير الخارجية الأميركي جون كيري داعيا إلى منحه جائزة نوبل للسلام " لكي يريحنا " كما قال ياعلون . ويبدو أن كيري ، كما يسرب ، غاضب من الموقف الإسرائيلي من استئناف مفاوضات السلام التي تحمل بصماته أكثر من بصمات أوباما الذي يبدو أنه لم يكن متحمسا لفكرة إهدار الطاقات الأميركية على منطقة باتت تتعب الأميركيين منذ عدة سنوات ، من هنا الحسابات الإسرائيلية : فبعد عشرات جلسات المفاوضات وزيارات كيري المتتابعة ، لم يتم التوصل إلى أي اتفاق . وفي حال استمر الطريق المسدود حتى نيسان – أبريل المقبل ، فسيتم إعلان وقف المفاوضات إلا إذا تمكن كيري من تمديدها الأمر الذي يرفضه محمود عباس سيما وأنه لم يحصل على تعهد بإيقاف سياسة الاستيطان . ما قد يدفع بعباس إلى إقناع أعضاء الأمم المتحدة بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة ، الأمر الذي يرفضه نتانياهو . ومن هنا حساباته : فهو حاليا يسعى إلى تأمين أصوات مؤيدة للموقف الإسرائيلي بدأ بصوتي كندا وفرنسا ، يختم سيرج تروفو تعليقه في صحيفة لو دوفوار.
وإلى "لا بريس" الصادرة بالفرنسية في مونتريال حيث تناول كاتب العمود أندريه برات زيارة رئيس الحكومة الكندية، زعيم حزب المحافظين، ستيفن هاربر، إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لاسيما خطابه التاريخي أمام الكنيست الإسرائيلي، في مقال بعنوان "باسم من يتحدث السيد هاربر؟".
يقول أندريه برات إن رئيس الحكومة الكندية ألقى خطاباً حازماً وشفافاً أمام البرلمان الإسرائيلي يوم الاثنين. ويضيف أنه غالباً ما يُؤخذ على السياسيين أن لا قناعات لديهم. لكن بالنسبة لسياسة كندا الخارجية، لاسيما ما يتعلق منها بالشرق الأوسط، لستيفن هاربر أفكار واضحة يدافع عنها بثقة وعزم. لكن المشكلة الوحيدة هي أن وجهة النظر الحاسمة هذه لا تتفق ورأي عدد كبير من الكنديين، وهو رأي أكثر اعتدالاً بكثير، يقول الكاتب.
ويمضي أندريه برات بالقول إنه يؤيد عدداً من المبادئ التي عرضها ستيفن هاربر في خطابه، مثل حق إسرائيل بالوجود والدفاع عن نفسها، وأنه لا يمكن وضع مشاكل المنطقة، لاسيما مشاكل الفلسطينيين، على كاهل "الدولة اليهودية" لوحدها. كما أنه يتفق ورئيس الحكومة الكندية في انتقاده النفاق المعتمد من قبل دول تندد بإسرائيل بشكل ممنهج، من على منبر الأمم المتحدة مثلاً، ولا تقول كلمة عن تصلب بعض المجموعات الفلسطينية ولا عن الإساءات والتجاوزات التي ترتكبها دول أخرى.
ويقول أندريه برات إنه، أسوة بكثيرين من الكنديين، يرى أن القادة الإسرائيليين يتصرفون أحياناً كثيرة بشكل خاطئ في سعيهم لإبراز حقوق شعبهم أمام الرأي العام الدولي. ويبدي الكاتب أسفه لكون تل ابيب لا تقوم دوماً، حسب رأيه، بما يسهل التوصل لاتفاق سلام مع الفلسطينيين. ويضيف في هذا الصدد أن سياسة الاستيطان التي تتبعها إسرائيل في الضفة الغربية والقدس الشرقية تبدو له بالغة الأذى، وأنه عندما لا يبدي رئيس الحكومة الكندية أي تحفظ إزاء كل ذلك فهو يكون قد تجاهل تعدد الآراء في كندا حول هذه المسائل.
ويتابع الكاتب قائلاً إن رئيس الحكومة الكندية، في خطابه إلى النواب الإسرائيليين، اكتفى بالقول إن "ما من دولة خارج إطار المساءلة أو النقد". ومن جهته أثنى رئيس الحكومة الإسرائيلية على "شجاعة" ضيفه. لكن الشجاعة الوحيدة، يقول أندريه برات، كانت تكمن في أن يقول ستيفن هاربر في خطابه إن الكنديين، وبالرغم من دعمهم القوي لإسرائيل، يتساءلون عن صوابية عدد من سياساتها. وهناك طريقة لقول ذلك دون الوقوع في الإفراط كما فعلت الدول الأوروبية التي، للتعبير عن معارضتها لبناء مساكن جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قامت باستدعاء سفراء إسرائيل المعتمدين لديها، في رسالة دبلوماسية غير متكافئة، حسب الكاتب.
ويمضي أندريه برات بالقول إنه لـ"حسن الحظ، توصلت حكومة المحافظين للإبقاء على روابط ودية مع السلطة الفلسطينية". فستيفن هاربر التقى رئيسها، محمود عباس، وأعلن عن مساعدة مالية إضافية للفلسطينيين.
"بقدر ما ندعم دون تحفظ حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها، بقدر ما نطالب، منذ زمن طويل، بمستقبل منصف ومضمون للشعب الفلسطيني"، قال رئيس الحكومة الكندية للنواب الإسرائيليين. هذا جيد، لكن لسوء الحظ دعم ستيفن هاربر غير المحدود لحكومة بنيامين نتنياهو لا يساهم في جعل مستقبل من هذا النوع أكثر احتمالاً، يخلص أندريه برات في "لا بريس".
وإلى مطالعات صحف يوم الاثنين، غداة وصول ستيفن هابر إلى إسرائيل:
اهتمت الصحف الكنديّة بأخبار الجولة التي يقوم بها رئيس الحكومة الكندية ستيفن هاربر إلى الشرق الأوسط والتي تشمل كلا من إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن.
صحيفة الغلوب اند ميل كتبت في صدر صفحتها الأولى: إسرائيل تستقبل "أفضل صديق لها " وأشارت إلى الاستقبال الحافل الذي لقيه رئيس الحكومة الذي يقوم بأول زيارة رسميّة لإسرائيل منذ توليه السلطة في العام 2006.
ومعروف عن هاربر دعمه الصريح على مدى ثمانيّة أعوام لإسرائيل.
وزيارته الأولى للمنطقة ستكون بمثابة اختبار لما يؤكّد عليه من أن بإمكان كندا أن تكون الحليف الأقوى لإسرائيل وأن تحافظ على دورها الإقليمي في المنطقة إلى جانب اللاعبين الكبار.
وتتحدّث الصحيفة عن الاستقبال الحافل الذي جرى لهاربر الذي وصفه رئيس الحكومة الاسرائيليّة بنيامين نتنياهو بأنه "أفضل صديق".
ومما قاله نتنياهو: "لقد عبّر هاربر عن موقف أخلاقي وشجاع إزاء الحقيقة" وكانت له مواقف صريحة من الارهاب ومعاداة الساميّة.
وتضيف الغلوب اند ميل بأن هاربر ردّ بصورة مقتضبة وأعرب عن سروره لتواجده في إسرائيل مشيرا إلى الكلمة التي سيلقيها أمام الكنيست.
ويرافق رئيس الحكومة في زيارته وفد يضم 208 أشخاص من بينهم 21 حاخاما يمثلون مختلف المجموعات اليهوديّة فضلا عن العشرات من أصحاب الأعمال ومن بينهم رؤساء شركة الخطوط الجوية آر كندا وشركة بيل هيليكوبتر لصناعة المروحيّات.
وتتحدّث الصحيفة عن تحول في سياسة كندا الخارجية، وعن تأييدها لموقف اسرائيل المشكّك في الاتفاق حول برنامج ايران النووي، ورفض التنديد بالاستيطان ومعارضة الضغوط الدولية على إسرائيل .
و تشير الغلوب اند ميل في نسختها الالكترونيّة إلى خبر اللقاء بين هاربر ورئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عباس، وهو لقاء خفّف من الخلافات دون أن يكون حارا.
رئيس الحكومة الاسرائيليّة بنيامين نتنياهو يرحب برئيس الحكومة الكنديذة ستيفن هاربر وعقيلته لورين
رئيس الحكومة الاسرائيليّة بنيامين نتنياهو يرحب برئيس الحكومة الكنديذة ستيفن هاربر وعقيلته لورين © هيئة الإذاعة الكنديّة/سي بي سي
وتعهّد هاربر بتقديم مساعدة مالية بقيمة 66 مليون دولار للفلسطينيين ولكنه رفض الاجابة عن الأسئلة حول المستوطنات وقال إنه لن يتجاوب مع أي محاولة خلال وجوده في الشرق الأوسط لدفعه لانتقاد اسرائيل.
وأكد تفهّمه للتحديات التي تواجه الفلسطينيين وأكّد على دعم كندا المستمر لكل الاجراءات الكفيلة بتحسين ظروفهم وتطوير دولتهم.
وأكّد على موقف كندا المبدئي في دعم الفلسطينيين والاسرائيليين في جهودهم لإيجاد حل لمشاكلهم وخلافاتهم.
وتنقل الغلوب اند ميل عن الرئيس عباس شكره لكندا على مساعدتها وتأكيده على أن لها الحرية كدولة صاحبة سيادة في اختيار المواقف التي تريد وأنه من الممكن تقريب المواقف من خلال الحوار.
ونقرأ في صحيفة لودوفوار خبرا حول اللقاء بين هاربر وعباس وعن المساعدة الكندية للفلسطينيين التي تهدف لتعزيز جهود السلام والتنمية الاقتصاديّة.
وتذكّر لودوفوار بأن كندا قدّمت منذ التوقيع على اتفاق اوسلو العام 1993 ما يزيد على 650 مليون دولار للضفة الغربيّة وغزة.
وتشير إلى ان رئيس الحكومة الكنديّة ستيفن هاربر يقوم بأول زيارة رسميّة لإسرائيل منذ أن تولّى منصبه عام 2006.
فقد استقبل هاربر استقبال الأبطال تقول الصحيفة وأكد رئيس الحكومة الاسرائيليّة بنيامين نتنياهو أن هاربر صديق عظيم لإسرائيل وللشعب اليهودي. واثنى على شجاعة هاربر الأخلاقيّة في مقاومة الارهاب وعلى مواقفه من معاداة الساميّة و الملف النووي الايراني وعمليّة السلام في الشرق الاوسط.
وتنقل لودوفوار عن الناطق باسم الحكومة جايسون ماكدونالد قوله إن مسيرة السلام وعلاقات التبادل التجاري مطروحة على جدول أعمال هاربر خلال لقاءاته مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني ومع الزعماء الإسرائيليين.
وكتبت انابيل بليه في صحيفة لابرس مشيرة إلى الاستقبال الحافل الذي لقيه هاربر لدى وصوله إلى إسرائيل.
وتحدّثت عن البعثة المهمة التي ترافقه والتي تضم ما يزيد على 200 شخص من بينهم 6 وزراء.
وبالمقارنة مع زيارته للصين العام 2012، كان الوفد يضم 5 وزراء و نحوا من 40 من اصحاب الأعمال.
ويرى الخبراء أن طابع الزيارة سياسي وأنها تتويج لجهود الطرفين الكندي والاسرائيلي لتعزيز التقارب بينهما.
وزيارة هاربر هي الأولى لرئيس حكومة كنديّة منذ زيارة رئيس الحكومة الأسبق جان كريتيان للمنطقة.
وهاربر اصبح حليفا قويا لإسرائيل واصبحت كندا أهم دولة داعمة لها.
وتنقل لابرس عن البروفسور جابر فطحلي من جامعة اوتاوا قوله إن رؤساء الحكومة الكندية المتعاقبين لم يخفوا يوما دعمهم لإسرائيل. ولكن، لم يسبق أن علّقت أي منها مساهمة كندا في صندوق اليونسكو كما حصل عام 2012 بعد انضمام فلسطين كدولة غير عضو إلى الأمم المتحدة.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.