المصادقة على الدستور في تونس عنوان عريض في جولتنا على الصحافة الكنديّة.
صحيفة لودوفوار رأت في تعليق بقلم فرانسوا بروسو أن البلاد تسير في خط التحوّل الديمقراطي خلافا لدول الربيع العربي الأخرى كمصر وسوريا وليبيا التي غرقت في الحرب وعدم الاستقرار والفوضى السياسيّة. هذا فضلا عن تنامي التيارات الاسلاميّة التي طالما اختبأت الأنظمة الدكتاتوريّة وراء ضرورة مواجهتها لممارسة القمع.
و قد نجحت تونس بعد 3 سنوات من سقوط الرئيس زين العابدين بن علي في تجنب المواجهات العنيفة والحلول الاستبداديّة.
وصحيح ان الدستور الجديد يتضمّن إشارات إلى الدين وينص في بنده الأول على أن الاسلام هو دين الدولة.
لكن صياغته تأخّرت بسبب الأوضاع الاقتصادية والأمنية الصعبة وموجة الاغتيالات التي شهدتها تونس والخلافات الحادّة بين الاسلاميين في السلطة من جهة والعلمانيين الداعين لفصل الدين عن السياسة من الجهة الأخرى.
وقدّم الاسلاميون تنازلات أكبر من تلك التي قدمها العلمانيون تقول الصحيفة.
وتعتبر لودوفوار أن الدستور التونسي الجديد هو الأكثر لبراليّة في دولة عربيّة مسلمة. وتشير إلى بعض ما ورد فيه بشأن حماية حرية المعتقد وممارسة الطقوس الدينيّة وحماية حياديّة المساجد، وتعهّد الدولة بنشر قيم الاعتدال والتسامح وحماية المقدّسات وحظر الإساءة إليها.
وتضيف مشيرة إلى البند المتعلّق بحظر الدعوات لتوجيه الاتهام بالرّدة والتحريض على الكراهية والعنف.
وبالنسبة لحقوق المرأة، فقد تراجع الاسلاميون عن النص القائل بأن المرأة مكمّلة للرجل لينص الدستور في صيغته النهائيّة على المساواة بين الرجل والمرأة أمام القانون.
وتشير لودوفوار إلى المواجهة التي لقيها حزب النهضة بزعامة راشد الغنوشي منذ توليه السلطة عام 2011 من قبل معارضة نجحت في توحيد مواقفها وتجاوز خلافاتها.
وتختم الصحيفة مؤكّدة أن المصادقة على الدستور هي الدليل على أن النواب التونسيين نجحوا في الحفاظ على مكتسبات كانون الثاني يناير 2011 وأن تونس وحدها ماضية في التقدّم.
صحيفة الغلوب اند ميل كتبت تقول إن الربيع العربي الذي انطلق مطلع العام 2011 تحوّل إلى شتاء سياسي في معظم الدول المعنيّة. ولكن تونس هي الاستثناء الوحيد والسعيد.
فالمجلس التأسيسي صادق على الدستور الجديد للبلاد في ظل توافق سياسي واسع النطاق.
والربيع العربي انطلق من تونس و قد أشعل شرارته انتحار بائع خضار.
وتطوّرت الأمور وأدّت لإطاحة الرئيس زين العابدين بن علي.
وتتابع الغلوب اند ميل فتشير إلى وصول حزب النهضة إلى السلطة والى وجود تيار راديكالي بداخله حاول التضييق على العلمانيين.
ولكنه اخذ العبرة من تجربة الاخوان المسلمين في مصر التي تصفها الصحيفة بالكارثيّة.
وتنقل عن زعيم النهضة راشد الغنوشي قوله "إن ما حصل في مصر اشبه بزلزال" وكان له تأثير في القرار المتعلّق بالحد من موقع الإسلام في الدستور.
والدستور ينص على أن الإسلام هو دين الدولة ولكنّه لا يأتي على ذكر الشريعة تقول الغلوب اند ميل.
وتضيف بأن غالبية التونسيين راضون عن هذه الصيغة الكلاميّة. وراشد الغنوشي نفسه أقرّ بأن البلاد منقسمة ايديولوجيا لدرجة لا يمكن أن تكون معها محض إسلاميّة او محض علمانيّة.
وترى الصحيفة أنه كان يستحيل التوصل إلى التسوية تلك لولا موجة الغضب التي اجتاحت تونس على أثر اغتيال قياديين اثنين من المعارضة العلمانيّة العام الماضي.
وتونس ستعاني موجة من الضغوط والتوترات. لكن التوقعات مشرقة حاليا في هذا البلد الذي انطلق منه الربيع العربي تختم الغلوب اند ميل.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.