بورصة تورونتو (أرشيف)

بورصة تورونتو (أرشيف)
Photo Credit: PC / فرانك غان / و ص ك

من موقع راديو كندا: هل أصاب التعب انطلاقة الاقتصاد العالمي؟

استمعوا

من تقلقه أدنى حركة في الأسواق المالية يعاني قلة النوم هذه الأيام، كتب الصحافي الاقتصادي جيرالد فيليون في مدونته على موقع راديو كندا. ويقدم فيليون برنامجاً اقتصادياً يومياً من المحطة الإخبارية التابعة لتلفزيون راديو كندا في مونتريال.

فمنذ منتصف الشهر الفائت يحرك أسواقَ العالم شعور سلبي، يقول فيليون. فجلسات عديدة للبورصات انتهت بخسائر تراوحت بين 1% و3%. ويوم الاثنين أقفل المؤشر الرئيسي في بورصة تورونتو بتراجع 209 نقاط، فيما أقفل مؤشر "داو جونز" الصناعي في بورصة نيويورك بتراجع 326 نقطة. وإذا ما قارنا، على سبيل المثال، المستويات الحالية لبورصات نيويورك وتورونتو وباريس ولندن وطوكيو مع أعلى مستوياتها خلال العام الماضي، نجد أنها تراجعت بشكل ملموس وأن هذا التراجع تجاوز الـ10% في بورصة طوكيو.

وبحسب خبراء عديدين تناولوا موضوع الاضطرابات المالية في الاقتصادات الناشئة، هناك عوامل عدة تصطدم ببعضها وتغذي الريبة والشكوك، يقول فيليون.

أولها أن الاحتياطي الفدرالي الأميركي (المصرف المركزي) قرر في كانون الأول (ديسمبر) الفائت، ثم مرة أخرى في الشهر التالي، تخفيض دعمه الاستثنائي للنهوض الاقتصادي. فبعد أن أعلن اقتطاعاً أول بقيمة 10 مليارات دولار، أعلن اقتطاعاً مماثلاً الأسبوع الماضي. وبناءً عليه، يتراجع حجم عمليات الشراء الشهرية لسندات الخزينة والأوراق المدعومة بأصول عقارية التي يقوم بها الاحتياطي الفدرالي إلى 65 مليار دولار ابتداءً من شباط (فبراير) الحالي بعد أن كان 85 مليار دولار. الدعم بحجمه الجديد لا يزال كبيراً دون شك، لكن تراجعه مؤشر على عودة تدريجية إلى وضع طبيعي وعلى ارتفاع محتمل للفوائد.

ثم هناك الاضطرابات السياسية والاجتماعية التي أخذت تظهر في عدد من الدول الناشئة، لاسيما في أوكرانيا وتركيا وتايلاندة، والتضخم المتسارع في دول ناشئة أخرى، من بينها الأرجنتين والهند وروسيا، حيث تواجه السلطات الاقتصادية والمصارف المركزية مصاعب في ضبط الوضع.

وأحد العوامل التي توقف عندها أيضاً الصحافي جيرالد فيليون هو أن الدول الناشئة استفادت، بنسبة كبيرة، من ضخ الاحتياطي الفدرالي الأميركي السيولة بكثافة في الأسواق المالية. فكان أن وضع الكثير من كبار المستثمرين أموالهم في أسواق الاقتصادات الناشئة. واليوم يحدث الانسحاب التدريجي للاحتياطي الفدرالي مخاوف من جفاف السيولة المتوفرة لهذه الأسواق.

وإضافة إلى ذلك، النمو الاقتصادي في الصين أضعف من المتوقع، كما أن المعطيات الاقتصادية الأخيرة في الولايات المتحدة خففت من التوقعات بشأن انطلاقة أكثر صلابة للاقتصاد الأميركي.

وهناك تفسيرات أخرى، يقول فيليون، لكن إذا ما توقفنا عند ما تقدم، نجد ما يكفي لتهب رياح القلق التي تتسبب باضطرابات الأسواق المالية. أما المستثمرون فيبدو أنهم يلتجؤون إلى الدولار الأميركي، العملة الأكثر أماناً في العالم، يقول الكاتب.

ويختم جيرالد فيليون بالتساؤل ما إذا كانت إعادة انطلاق الاقتصاد العالمي التي توقع لها الخبراء أن تترسخ أكثر عام 2014 قد أخذت تلهث تعباً.

فئة:اقتصاد، دولي
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.