هل تتجه كيبيك نحو انتخابات نيابيّة الربيع المقبل؟ سؤال تصعب الاجابة عنه في الوقت الراهن. لكن ثمة مؤشرات كثيرة وشائعات تسري في الأوساط السياسيّة والاعلاميّة تصبّ كلها في هذا المنحى.
وقد عقد الحزب الكيبيكي الحاكم اجتماعه نهاية الأسبوع بهدف التحضير للدورة البرلمانيّة المقبلة. وانعقد الاجتماع على خلفيّة شائعات حول احتمال حصول انتخابات وذهب الحد بالبعض حتى، للحديث عن موعد محتمل لها في الرابع عشرمن نيسان ابريل المقبل، وفي وقت تفيد فيه استطلاعات الرأي عن ارتفاع التأييد للحزب الكيبيكي في أوساط الرأي العام.
وتجنّب الوزراء الرد بالتأكيد او بالنفي على أسئلة الصحافيين واختاروا بدل ذلك التركيز على امور اخرى من بينها الموازنة المقبلة ومشروع القانون المتعلّق بشرعة القيم التي تعكف الحكومة على دراستها.
لكن العديد من المراقبين يشتمون رائحة انتخابات في نشاط رئيسة الحكومة وزعيمة الحزب الكيبيكي بولين ماروا، والتعهدات التي قطعتها خلال اجتماع حزبها ومن بينها التعهد بإصدار كتاب أبيض:
في حال فوز الحزب الكيبيكي بولاية مقبلة سنقدّم كتابا ابيض حول مستقبل كيبيك قالت بولين ماروا.
ويمكن للحكومة ، أي حكومة ، أن تقدّم بموجب الكتاب الأبيض موضوعا تختاره وتقترح حلولا بشأنه على أن تطرحه على النقاش العام في مختلف أنحاء المقاطعة.
فهل يتمحور الكتاب الأبيض حول سيادة كيبيك وانفصالها عن الاتحاديّة الكنديّة؟
الطرح هذا يرضي شريحة مهمة من الكيبيكيين المؤيدين للنزعة الانفصاليّة.
ولكنه يطرح علامة استفهام حول موقف شريحة معارضي الانفصال والداعمين بشدّة للبقاء ضمن الاتحاديّة منه وأيضا حول الشريحة المسمّاة "الرخوة" والتي تتردّد بين تأييد المنحى الانفصالي ومعارضته.
وأكثر من ذلك، لم توضح رئيسة الحكومة بولين ماروا ما إذا كانت ستجري استفتاء حول انفصال كيبيك في حال فوزها بحكومة اغلبيّة، وهي تقول بهذا الصدد:
جوابي هو نفسه أي أنه سيكون هنالك استفتاء حول السيادة في الوقت المناسب.
وتؤكّد أنها ستجري مشاورات عامّة في مختلف أنحاء كيبيك في حال فوزها بحكومة أغلبيّة. و الكتاب الأبيض لا يطرح أي خيار والخيار تتخذه بعد الإصغاء للكيبيكيين.
لكن رئيسة الحكومة استمزجت آراء نواب حزبها خلال اجتماعهم الأخير كما يقول الصحافي في راديو كندا سيبستيان بوفيه الذي يضيف:
ثمة معطى جديد حول احتمال تقديم الموازنة قبل الاعلان عن الانتخابات وثمة عوامل عديدة تؤيد هذا الطرح. فهو يتيح امام الحكومة أن تختار موعد الاعلان عن الانتخابات ويتيح للحزب الكيبيكي الحصول بسرعة على إطار مالي خلال الحملة الانتخابيّة، كما يتيح أمام الحكومة تحديد الاعلان عن موعد الانتخابات في وقت تصب فيه استطلاعات الرأي لصالحها وتشير إلى ارتفاع التأييد الشعبي لها.
ويتابع الصحافي في راديو كندا سيبستيان بوفيه فيتحدّث عن مؤشرات عديدة على احتمال إعلان الانتخابات ويقول:
هنالك سيل من الاعلانات في منطقة موريسي من خلال 85 نشاطا لوزراء في حكومة الحزب الكيبيكي . وقد اتخذ مجلس الوزراء خلال اجتماعه الأخير إجراء يرضي الطبقة المعوزة لرفع الحد الأدنى لأجر الساعة من 10 دولارات و15 سنتا إلى 10 دولارات و35 سنتا اعتبارا من شهر أيار مايو المقبل.
يبقى أن الحكومة تواصل عملها كالمعتاد بانتظار أن تتضّح المواقف من الانتخابات ويعكف وزير المال نيكولا مارسو على اعداد الموازنة.
وثمة تحد كبير امام الوزير مارسو إذ أن العجز قد يفوق 2،5 مليار دولار وفق ما كشف عنه في توقعات سابقة في تشرين الأول نوفمبر الفائت.
وهذا طبعا لن يرضي أحزاب المعارضة التي بدأت تشن حملة انتقاد واسعة ضد الحكومة وتتحدّث عن هدر للمال العام وإسراف في الانفاق في إشارة إلى المشاريع التي اعلنت عنها رئيسة الحكومة بولين ماروا خلال جولاتها على عدد من المناطق الكيبيكيّة والتي تصفها المعارضة بأنها مشاريع أقرب إلى "هدايا انتخابيّة" لكسب المزيد من التأييد لحزبها.
وبانتظار ما ستكشف عنه الأسابيع المقبلة تستعد الحكومة وأحزاب المعارضة على حدّ سواء لحملة انتخابيّة قد تنطلق في وقت قريب.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.