مقاتلون من المعارضة السورية يصلون قرب دبابتهم اليوم في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا

مقاتلون من المعارضة السورية يصلون قرب دبابتهم اليوم في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا
Photo Credit: AFP / عبيْدة الشامي / أ ف ب

سوريا: محادثات فاشلة في الخارج ومأساة مستمرة في الداخل

استمعوا

وصلت المحادثات في جنيف بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة السورية إلى طريق مسدود، فمواقف الطرفين متناقضة بالكامل عشية نهاية الجولة الثانية من المفاوضات.

نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، قال إن "الجولة الثانية من محادثات جنيف لم تحقق، للأسف، أي تقدم"، وأضاف أن وفد المعارضة لا يريد التحدث سوى عن موضوع الحكومة الانتقالية، وكرر أنه بالنسبة للحكومة لاتزال مكافحة الإرهاب تشكل الأولوية وأن الذين لا يريدون مكافحته لا ينتمون للشعب السوري، فيما قال الناطق باسم وفد المعارضة، لؤي صافي، إن لا مشكلة في التحدث بشأن الإرهاب الذي يقوم به النظام ورأى أنه من دون تشكيل سلطة حكومية انتقالية لا يمكن التوصل إلى حل في سوريا. لكنّ وفديْ المعارضة والحكومة عبرا عن استعداد مبدأي لعقد جولة مفاوضات ثالثة.

من جانبه، نفى نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أن تكون المفاوضات السورية في جنيف قد وصلت الى طريق مسدود، مشدداً على أنها "لم تبدأ بشكل فعلي بعد".

أما المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، فقد عبّر عن أسفه لإخفاق المفاوضات في جنيف في تحقيق تقدم. وكان الدبلوماسي الجزائري قد نقل عن المسؤولين الروس والأمريكيين تعهدهم بالعمل لدفع المفاوضات قدماً.

وميدانياً في سوريا تواصلت أعمال العنف، وسقط 47 قتيلاً على الأقل، من بينهم طفل واحد على الأقل و14 من مقاتلي المعارضة، في انفجار سيارة مفخخة قرب مسجد في بلدة اليادودة في الجنوب قرب الحدود مع الأردن، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقراً.

وفي حلب قام مقاتلون من المعارضة بتفجير ألغام تحت فندق "كارلتون"، ما أسفر عن سقوط 18 قتيلاً على الأقل في صفوف الجنود النظاميين ومسلحين تابعين للنظام كانوا متمركزين في الفندق.

كما أفاد المرصد أن جهاديي "داعش" قاموا مؤخراً بإعدام 21 شخصاً على الأقل، 17 منهم في بلدة حُريْتان قرب حلب، بينهم مقاتلون معارضون لنظام دمشق، وأربعةٍ آخرين في أعزاز شمال غرب حلب، ينتمون لتنظيمات مناهضة لـ"داعش"، قام جهاديو هذا التنظيم بقطع رؤوسهم.

وأعربت الأمم المتحدة عن مخاوفها من هجوم بري وشيك للقوات الحكومية السورية على مدينة يبرود في منطقة جبال القلمون شمال غرب دمشق، وهي المعقل الأخير لقوات المعارضة في المنطقة المذكورة ويقطنها نحو 50 ألف نسمة.

وفي حمص تمكنت فرق الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري خلال أسبوع من إجلاء أكثر من 1400 شخص من المدينة القديمة التي تطوقها القوات الحكومية منذ أكثر من سنة. معظم هؤلاء من النساء والأطفال والمسنين، لكن بينهم أيضاً شبان ورجال تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والخامسة والخمسين، أي في سن يمكنهم القتال فيها وفقاً للسلطات السورية، وهذا لم يكن ملحوظاً في اتفاق وقف إطلاق النار.

وتحتجز السلطات الشبان والرجال المنتمين للفئة العمرية المذكورة في مدرسة نُقل إليها الراغبون في الخروج من المدينة القديمة لفحص أوراقهم وأوضاعهم. ومن بين 412 شخصاً لا يزالون محتجزين في المدرسة، هناك 381 شاباً ورجلاً تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والخامسة والخمسين، وتخشى المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة على مصيرهم بعد أن يغادروا مركز التجميع في المدرسة.

وفي ملف آخر متصل بالنزاع السوري، قالت مصادر قريبة من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن سوريا أخرجت لغاية الآن ما نسبته 11% فقط من أسلحتها الكيميائية وإنها لن تتمكن على الأرجح من الالتزام بمهلة الثلاثين من حزيران (يونيو) المقبل لإتلاف مخزونها من هذه الأسلحة بالكامل.

الشهر المقبل تدخل الأزمة السورية التي تحولت حرباً أهلية سنتها الرابعة، وما من أمل في نهاية قريبة للمأساة التي حصدت حتى الآن أكثر من 140 ألف قتيل، عدا الجرحى والمعاقين والخسائر المادية الهائلة، إضافة إلى تشريدها نحو ثلث السوريين عن ديارهم.

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.