مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة مع مي ابو صعب وفادي الهاروني و سمير بدوي..
صحيفة الغلوب اند ميل تناولت في تعليقها قرار الحكومة الفدراليّة بوضع حد لبرنامج المهاجر المستثمر الذي تأسس عام 1986.
وأفاد من برنامج "المال لقاء الجنسيّة" بصورة خاصّة المهاجرون الصينيون من هونغ كونغ وتايوان والداخل الصيني.
وقد رغب عدد من أصحاب الأعمال الأثرياء في استثمار مبالغ من المال لقاء دخول كندا والحصول على الإقامة الدائمة فيها والحصول على الجنسيّة الكنديّة لاحقا.
وكان البرنامج يهدف أساسا إلى الإفادة من هذه الثروات لخلق الوظائف في كندا. لكنّه وللأسف لم يحقّق الهدف المرجو تقول الصحيفة.
وبموجب البرنامج المذكور، كان على المهاجر المستثمر أن يودع لدى الحكومة في أي مقاطعة مبلغ 800 ألف دولار بدون فائدة على مدى 5 سنوات. وبعد ذلك، تعاد الأموال إليه.
والأمر جيد من حيث المبدأ وكان من الممكن استثمار هذه الأموال بصورة مثمرة بناءة. لكن الواقع غير ذلك إذ أن العديد من المقاطعات كانت تودع المال في المصرف، ولم تكن المبالغ تلك بالتالي تشكّل استثمارا دائما.
وتضيف الغلوب اند ميل فتقول إن الجنسيّة الكنديّة هي جائزة لملايين الأشخاص حول العالم.
لكنها بيعت للبعض بكلفة استثمار بقيمة 800 ألف دولار دون فائدة على مدى 5 سنوات.
وتشير إلى أن 130 ألف شخص استفادوا من برنامج المهاجر المستثمر منذ إنشائه. ويبدو أنه ساعد أصحاب الأعمال الأثرياء على شراء عقار او استقدام أسرهم إلى هنا. ولكن معظمهم على علاقة ضعيفة للغاية مع كندا.
وتختم الغلوب اند ميل مؤكّدة أنه كان ينبغي وضع حدّ لبرنامج المهاجر المستثمر منذ زمن طويل وتعرب عن أملها في أن يكون البرنامج البديل أفضل من سابقه.
ونبقى مع "ذي غلوب أند مايل" الواسعة الانتشار التي كتبت يوم الأربعاء تحت عنوان "على وشك الوصول" أن عجز الميزانية المتوقع للسنة المالية المقبلة، أي التي تبدأ مطلع الشهر المقبل، هو 2,9 مليار دولار. وإذا لم تستعن أوتاوا بصندوق الطوارئ الذي خصصت له ثلاثة مليارات دولار، ستسجل فائضاً صغيراً.
ووفق توقعات الوزير فلاهرتي تعود كندا في السنة المالية التالية، أي 2015 – 2016، إلى الفائض مجدداً، وحجمه المتوقع 6,4 مليار دولار، على أن يبلغ الفائض المتوقع 10,3 مليار دولار سنة 2018 – 2019. وكانت 2007 – 2008 آخر سنة مالية سجلت فيها كندا فائضاً في ميزانيتها، لتدخل بعد ذلك الأحمر، أي العجز في الميزانية وقد تجاوز 55 مليار دولار في السنة المالية 2009 – 2010.
وتشير "ذي غلوب أند مايل" إلى أن الميزانية الفدرالية تستند إلى مجموعة من الافتراضات بشأن مسار الاقتصاد الكندي. وهذه الافتراضات تتضمن آراء 14 اقتصادياً من القطاع الخاص، بعضهم من المصارف الكندية الكبيرة. ومن ضمن هذه الافتراضات أن الاقتصاد الكندي سينمو بمعدل 2,3% في السنة الحالية و2,5% في السنة المقبلة، وأن الاقتصاد في الولايات المتحدة الأميركية، الشريك التجاري الأول لكندا، سينمو، وفق توقعات محافظة، بمعدل 2,7% هذه السنة و3,1% السنة المقبلة. ومعدل البطالة في كندا البالغ حالياً 7% سيتراجع إلى 6,8% في السنة الحالية و6,6% في السنة المقبلة و6,2% سنة 2018. أما الدولار الكندي فترى الحكومة الفدرالية أن متوسط سعره سيكون 93,7 سنتاً أميركياً خلال السنة الحالية و95,3 سنتاً أميركياً خلال السنة المقبلة. يُشار إلى أن سعره حالياً هو بحدود 91 سنتاً أميركياً وأن الإعلان عن الميزانية الجديدة أعطاه دفعاً إجمالياً أمس واليوم بحدود نصف سنت أميركي صعوداً عند الإقفال. وبالنسبة للتضخم ترى الحكومة أن معدله سيرتفع إلى 1,5% هذه السنة و1,9% السنة المقبلة.
وفي تحليل من أوتاوا، قال كامبيل كلارك، ودوماً في "ذي غلوب أند مايل"، إن الميزانية التي أعلنها فلاهرتي أمس صُممت لتشكل نهاية حقبة لا بداية حقبة جديدة. فبعد رحلة بين الصخور عبر أزمة ركود عميقة ضخت خلالها الحكومة مليارات الدولارات لتحفيز الاقتصاد، تبعها بعد ذلك برنامج تقشف اقتصادي للقضاء على العجز في الميزانية، لم نرَ مبادرات كبيرة لتسجيل خاتمة الجهود، بل خطوات جديدة متواضعة. وميزانية فلاهرتي أمس رسمت صورة متجهمة ورمادية عن الزمن الذي نعيشه: تعاف اقتصادي هش لم يزل كنديون كثيرون يجدون صعوبة فيه للحصول على عمل، وأسر كندية مثقلة بالديون، على حد قول الكاتب.
"لو دوفوار" الصادرة بالفرنسية في مونتريال عنونت على عرض صفحتها الأولى "إنذار نهائي موجه إلى المقاطعات"، وكتبت مراسلتها البرلمانية في أوتاوا ماري فاستيل أن حكومة المحافظين وجهت من خلال الميزانية أمس إنذاراً نهائياً إلى المقاطعات بشأن مصير برنامج تأهيل اليد العاملة مفاده أنه في حال عدم تفاهمها حوله مع أوتاوا بحلول الأول من نيسان (ابريل) المقبل ستسير الحكومة الفدرالية لوحدها قدماً.
وفي صفحة التعليقات في الصحيفة نفسها كتب جان روبير سانفاسون أن الميزانية العاشرة للوزير فلاهرتي هي استمرارية لسابقاتها. استمرارية في مقاربة المحافظين لدور الدولة وفي النقص في الرؤية وفي العجرفة تجاه المقاطعات، حسب قوله.
وتناول رسام الكاريكاتور في "لو دوفوار"، غارنوت (واسمه الحقيقي ميشال غارنو)، الميزانية الجديدة في رسم أظهر فيه الوزير فلاهرتي بلباس قبطان طائرة جالساً في قمرة القيادة، فيما الطائرة تسير بنظام الطيار الآلي، ومتوجهاً إلى الركاب من خلال المذياع، "هنا القبطان جيم فلاهرتي، نرجو منكم الإبقاء على حزامكم مشدوداً بشكل جيد".
تحت عنوان "بوتين الذكي" كتب سيرج تروفو مقالا في صحيفة لودوفوار جاء فيه: الموضوع انطلق على شكل عمل مسرحي يجمع ما بين الفكاهة والمأساة. إليكم وقائعه: عشية افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي التي لن يحضرها مسؤولون من الدول الأوروبية كما كنا قد علمنا سابقا قامت السلطات الروسية ببث تسجيل على شبكة الإنترنيت لمكالمة هاتفية جرت بين سفير الولايات المتحدة في أوكرانيا ومساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأوروبية Victoria Nuland
وخلال المحادثة المذكورة التي تم التطرق فيها للدور الأوروبي في هذا الملف، أنهت مساعدة وزير الخارجية الأميركي المحادثة بالقول بما يمكن تفسيره ليذهبوا للجحيم...
إن استخدام هذا التعبير (الشتيمة) حرك للتو غضب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل التي لم تتقبل مطلقا التصرف الذي قام به جواسيس وكالة الاستخبارات الأميركية باختراق هاتفها وهواتف عدد من نظرائها في وقت سابق.
ولم تتأخر ميركيل بوصف تصرف Nuland بالغير المقبول إطلاقا. ويجدر التنويه إلى أن نولاند كانت مستشارة سابقة لنائب الرئيس الأميركي الأسبق ديك تشيني وزوجة روبرت كاغان من تيار المحافظين الجدد المتشددين.
وتعتبر نولاند وبإصرار أن أوروبا ضعيفة وغير مدركة لوقائع الأمور. ونسيت السيدة نولاند يضيف سيرج تروفو في مقاله في صحيفة لودوفوار أن طريقة عمل الاتحاد الأوروبي أكثر تعقيدا من طريقة عمل الفدرالية الأميركية.
وأتبع بوتين المكالمة الهاتفية هذه بمكالمة أخرى جرت بين مسؤول رفيع المستوى في بروكسيل وسفير الولايات المتحدة في كييف واضعا تحت الأضواء الكاشفة عمليات الذهاب والإياب الكثيرة بين العواصم الأوروبية وعاصمة أوكرانيا.
ومن هذا المنطلق فإن سيد الكرملين لم يأل جهدا بالتأكيد والتكرار أن الغربيين يعملون كطابور خامس لا يهدف سوى لإضعاف روسيا.
وفي خضم عمليات رفع الغطاء هذه أراد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يوضح بأنه على غرار وكالة الاستخبارات الأميركية فإن له هو أيضا "آذانا كبيرة"
إن أهم ما علمه بوتين يضيف سيرج تروفو أن الشعور الذي يسيطر ضمن العائلة الأوروبية هو التالي: التصرف بطريقة لا تجعل المعارضين يتعرضون لقمع متزايد وأن تعتمد حكومة تقنية قبل حلول الانتخابات الرئاسية في عام 2015.
وماذا أيضا؟ الأميركيون والأوروبيون متفقون على الدفاع عن الملف الأوكراني أمام صندوق النقد الدولي ومؤسسات مالية أخرى. لكن...
لكن هنا أيضا، يستطيع بوتين أن يسبق هؤلاء (الأوروبيين والأميركيين) ويتفوق عليهم، لأن خطة إنقاذه التي علقها مؤقتا أسخى بكثير من خطة الاتحاد الأوروبي، أي 15 مليارا بالإضافة لتخفيض قيمة الغاز.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.