مدخّن في مدينة هليفكس يتنشّق دخان سيجارة الكترونيّة

مدخّن في مدينة هليفكس يتنشّق دخان سيجارة الكترونيّة
Photo Credit: PC / اندرو فون / و ص ك

السيجارة الالكترونيّة والإقلاع عن التدخين

استمعوا

هل تكون السيجارة الالكترونيّة الوسيلة الأفضل للإقلاع عن التدخين؟ وهل ينجح استخدامها حيث فشلت بدائل أخرى عديدة في ثني المدخنين عن الإدمان؟

وهل السيجارة الالكترونيّة تشكّل ضررا على الصحة؟ وهل تساهم وإلى أي مدى في خفض معدّلات التدخين ؟

مجموعة من الأسئلة مطروحة مع تنامي استخدام هذه الوسيلة في أكثر من دولة.

الصحافي في راديو كندا يانيك فيلديو يلقي الضوء على الموضوع ويستطلع آراء العديد من الاختصاصيين والأطباء والجهات العاملة على مكافحة التدخين.

يقول بهذا الصدد الطبيب الفرنسي برتران دوتزنبيرغ الاختصاصي في أمراض الرئة ورئيس المكتب الفرنسي للوقاية من الدخين في حديثه إلى راديو كندا:

لست من مؤيدي السيجارة الالكترونيّة بل من المعادين بشدّة للتدخين. والسيجارة الالكترونيّة وسيلة قد تساعد على التخلّص من التدخين ولهذا السبب أحبّها .

لكن ثمة محاذير لأنها تحتوي على مواد مهيّجة وسامّة وقد تؤدي إلى الادمان .وصحيح أنها اقل ضررا من السيجارة التقليديّة ولكنها لا تخلو من المخاطر كما يقول الطبيب دوتزنبيرغ.

ويتابع مشيرا إلى ان التحول إلى السيجارة الالكترونيّة تمّ بصورة مفاجئة في فرنسا وتنامى عدد المحلات التي تبيعها بصورة مذهلة خلال العام الفائت 2013.

وارتفع عدد مستخدميها من نحو 500 ألف شخص وهو يشكّل حاليا 3 بالمائة من المواطنين . وقد جربّها نصف المدخنين حسب الدكتور برتران دوتزنبرغ الذي يتابع قائلا:

تراجعت مبيعات السجائر بصورة ملحوظة في فرنسا وصلت إلى 8 بالمائة العام الماضي.

ونجد  نحوا من مليون ومائتي مدخّن من متنشّقي البخار كما يسمّى مستخدمو السيجارة الالكترونيّة يوميا ، حلوا مكان عدد مماثل من المدخنين التقليديين وهو أمر إيجابي.

ويقول الطبيب والاختصاصي في علم التبغ  فيليب بريل مدير معهد الوقاية والصحة في باريس من جهته إنه لم ينس كل المحاولات الفاشلة التي قام بها للإقلاع عن التدخين ويضيف أن الأمر بات أسهل اليوم على المدخنين الذين انتقلوا إلى استخدام السيجارة الالكترونيّة.

وقد أصدر بريل كتابا بعنوان "السيجارة الالكترونيّة" يتضمّن شهادات مدخنين تحدّثوا عن تجربتهم الشخصيّة ويقول إنه التقى العديد منهم ويضيف:

الملفت ما سمعته من متنشقي الدخان الذين التقيتهم في الشارع. وغالبا ما سمعت أحدهم يقول إنه كان مدمنا  منذ 20 او 30 سنة وجرّب كافة الوسائل للتوقف عن التدخين. ومنذ أن بدأ بتنشق بخار السيجارة الالكترونيّة لم يعد يفكّر في التدخين.

 

مدخّن يرمي عقب سيجارة في مستوعب لإعادة التدوير في وسط مدينة فانكوفر
مدخّن يرمي عقب سيجارة في مستوعب لإعادة التدوير في وسط مدينة فانكوفر © PC/داريل ديك / و ص ك

ولكن هذه الشهادات الشخصيّة والتجارب الخاصّة لا تكفي لمعرفة مدى فعاليّة السيجارة الالكترونيّة على المدى البعيد.

يقول الدكتورفيليب بريل إن المرصد الفرنسي للمخدرات والادمان نشر تحقيقا حول ظاهرة السيجارة الالكترونيّة في فرنسا شمل 10 بالمائة من مدخنيها أي مليون ونصف مليون شخص.

وتبيّن أن 600 ألف منهم توقفوا كليا عن التدخين وأصبح 900 ألف منهم يدخّنون بصورة أقل.

لكن الدراسات حول مضار التبغ استغرقت وقتا طويلا وكذلك الاجراءات التي تلتها لمكافحة التدخين.

يقول بهذا الصدد الدكتور فيليب بريل إن السلطات لم تكن ترى من سبب لمنع التدخين قبل أن تعرف خطورته على الصحّة.

واليوم لم تعد بحاجة للبراهين وبات أكيدا أن التبغ مضر للصحّة وأنه أحد أسباب الوفيات الأكيدة بين المدخنين.

ومقارنة بسيطة تفيد بأن السيجارة التقليديّة تتضمّن التبغ والأخرى لا تتضمّنه. وفي الحالة الأولى نشهد احتراق التبغ، خلافا للثانية ويتابع قائلا:

احتراق التبغ يولّد القطران المسؤول عن حدوث السرطان وأول اوكسيد الكربون الذي يؤدي إلى احتشاء عضلة القلب والجزيئات الرفيعة التي تؤدي إلى حدوث التهابات رئويّة مزمنة وإلى السرطان.

وأما الطبيب برتران دوتزنبيرغ فيرى من جهته أن تدخين السيجارة الالكترونيّة أقل ضررا من تدخين السيجارة التقليديّة ويضيف:

السيجارة الالكترونيّة ، على غرار الأدوية، منتج ينبغي تجنبه من قبل أي شخص لا يعاني مشكلة الإدمان على التبغ ويعجز عن التخلّص من إدمانه.

وينبغي استخدامها على هذا الأساس فقط، وهي ضرر أقل وليست بالأمر الجيّد. وضررها أقل بكثير من أضرار التبغ ، وهذا ما يفسّر الترحيب الذي تلقاه من قبل الجميع.

يبقى أن السيجارة الالكترونيّة ما زالت في بداياتها وما زالت المواقف متباينة منها وما زالت السلطات الصحيّة  بما فيها السلطات الكنديّة، متحفّظة حولها بانتظار المزيد من الدراسات حول الأضرار المحتملة  التي قد تنجم عن استخدامها على المدى الطويل.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فئة:صحة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.