مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة من إعداد وتقديم مي أبو صعب وسمير بدوي وبيار أحمراني تتناول شؤونا كنديّة ودوليّة.
تحت عنوان "قواعد جديدة حول استقلال كيبك" كتب كلود كاستونغي الذي شغل مناصب وزارية هامة في حكومات مقاطعة كيبك فكان وزيرا للصحة ثم وزيرا للشؤون الاجتماعية بين أعوام 1970 و1973 وكان له الدور الرئيسي في نظام الضمان الصحي العام في المقاطعة، مقالا في صحيفة لابرس جاء فيه: عاجلا أم آجلا، يحتمل أن تتم الدعوة لاستفتاء ثالث حول استقلال مقاطعة كيبك وانفصالها عن الفدرالية الكندية. ومن دون شك فإن حدثا من هذا النوع هو على مستوى عال من الأهمية. وعلى خلاف غيره من الأحداث، فإن استفتاء من هذا النوع ستكون له انعكاسات هامة على مستقبلنا.
إذن من الاهمية بمكان أن تكون الشروط التي يجري فيها مثل هذا التصرف الديمقراطي محددة مسبقا.
إن شعبين هما الاسكتلنديون والكاتالونيون (سكان إقليم كاتالونيا) مدعوون للتعبير عن رأيهما عبر استفتاءين سيجريان في وقت قريب أي في خريف 2014.
إن الطريقة التي التزم بها هذان الشعبان لإجراء الاستفتاء يتوجب أن تكون لنا درسا نستلهم منه في المستقبل.
فالدعوة لاستفتاء في اسكوتلندا في 18 من سبتمبر أيلول المقبل كانت نتيجة اتفاق في شهر أكتوبر تشرين الأول من عام 2012 بين رئيسي وزراء بريطانيا واسكوتلندا.
والسؤال المزمع طرحه خلال الاستفتاء قصير وهو: هل يتوجب أن تكون اسكوتلندا دولة مستقلة؟
أما في برشلونة، فإن اتفاقا قد تم التوصل إليه بين الرئيس وزعيمي الحزبين البرلمانيين الرئيسيين في شهر ديسمبر كانون الأول 2012 حول الدعوة لاستفتاء في شهر نوفمبر تشرين الثاني 2014 .
السؤال الذي سيطرح في هذا الاستفتاء مزدوج: هل ترغب أن تكون كاتالونيا دولة ؟ وفي حال كانت الإجابة بنعم، يطرح السؤال التالي: هل ترغب أن تكون هذه الدولة مستقلة؟
وفي كلا الحالتين، نرى أن الطرفين اتفقا على تحديد مهلة سنتين ما يسمح للمواطنين بالتعبير عن رأيهم بعد اطلاعهم الكامل على الوضع. وما علينا يتابع كلود كاستونغي سوى اتباع هذا المثل.
أما في ما يتعلق بكيبك، فإن قرار الدعوة لاستفتاء عام يجب أن يعود للجمعية الوطنية برلمان المقاطعة وانطلاقا من أهمية الموضوع فإن ذلك يستدعي موافقة ثلثي نواب الجمعية الوطنية عليه.
يضاف إلى ذلك، وانطلاقا من قرار الجمعية الوطنية برلمان المقاطعة، فإن مهلة سنة على الأقل يجب أن تعتمد.
وهذه الفترة أي السنة ستسمح بالحؤول دون الدعوة لاستفتاء ينطلق من استطلاعات الرأي والحسابات الضيقة.
وعلى حذو اسكوتلندا وكاتالونيا فإن السؤال يجب أن يكون بسيطا ولا يحتاج لتأويلات أو تفسيرات.
ولهذه الغاية يجب أن تتم صياغته من قبل لجنة تضم أعضاء مستقلين وممثلين عن الأحزاب السياسية في الجمعية الوطنية في كيبك.
أخيرا يتوجب اعتماد دراسات جادة حول بعض القضايا ما يسمح للكيبكيين بالتعبير عن رأيهم وبيدهم كافة المعلومات الضرورية.
هذه الدراسات يتوجب أن يتم اختيارها من قبل مواطنين مستقلين على أن تتناول بشكل خاص حالة الأموال العامة والدين العام والتوفيرات المحتملة من إلغاء ازدواجية الوظائف (فدرالي، مقاطعة) والسؤال الحتمي حول العملة في كيبك مستقلة.
إن بريطانيا يضيف كلود كاستونغي تعارض بشدة استقلال اسكوتلندا.
وفي هذا الإطار حذر وزير المال البريطاني بأنه في حال استقلال اسكوتلندا عن بريطانيا لن يتمكن الاسكتلنديون من الاحتفاظ بالعملة البريطانية أي الجنيه الاسترليني.
وحسب رأيه فإن البريطانيين لن يقبلوا بذلك.
من جهته، حذر رئيس الاتحاد الأوروبي اسكوتلندا بأنها ستخرج من الاتحاد ويتوجب عليها بالتالي إعادة التفاوض حول انضمامها إليه.
وفي حال التصويت لصالح الاستقلال، فإن على اسكوتلندا أن تفاوض حول اتفاق نقدي ودخولها للاتحاد الأوروبي وفق شروط ليست لمصلحتها مطلقا.
من جهة أخرى، تعارض إسبانيا بشدة استقلال إقليم كاتالونيا. وهي لا تعترف بحق الإقليم في تقرير مصيره. ورئيس الوزراء الإسباني صرح بأن الاستفتاء لن يتم. على أية حال، فإن استطلاعات الرأي تشير إلى أن 25% من الكاتالونيين فقط يؤيدون الاستقلال.
ويختم كلود كاستونغي مقاله في صحيفة لابرس بالقول إن عاملا آخر لا يقل أهمية عما ذكرت هو أن الاسكتلنديين والكاتالانيين يتمتعون على ما يبدو بمستويات معيشية أعلى مما هي عليه حال مواطنيهم البريطانيين والإسبان وهي عكس حال الكيبكيين مقارنة ببقية كندا.
ففي خريف عام 2013، اعتمدت الجمعية الوطنية برلمان كيبك قرارا بالإجماع يجعل الانتخابات في المقاطعة بموعد محدد.
وإذا كانت الجمعية الوطنية برلمان المقاطعة قد اعتبرت أنه من الضروري تأطير الدعوة لانتخابات عبر موعد محدد للحؤول دون استراتيجيات حزبية ضيقة وبهدف احترام الخيار الديمقراطي للمواطنين فإنه يتوجب عليها من هذا المنطلق أن تحدد مسبقا القواعد المتعلقة بالدعوة لاستفتاء عام يختم كلود كاستونغي مقاله في صحيفة لابرس .
صحيفة لابرس كتبت تعليقا بقلم جوسلان كولون مدير شبكة الأبحاث حول عمليات السلام التابع لجامعة مونتريال يتناول فيه ملف حقوق مثليي الجنس الذي تختلف المواقف منه بين الغرب والعديد من الدول حول العالم.
وتشير الصحيفة إلى القانون المتشدّد الذي فرضته اوغندا مؤخرا والذي تردّد الرئيس الأوغندي كثيرا قبل التوقيع عليه والذي أثار انتقاد دول الغرب.
وتشير لابرس إلى أن حقوق المثليين تثير جدلا بين الغرب والعديد من الدول، كان آخرها الجدل الذي اثاره قانون في روسيا يحظر الدعاية للمثليّة الجنسيّة.
وتردّ لابرس هذه "المواجهة" بشأن المثليّة إلى طريقة تعامل الغرب مع الملف ومع الترويج له بل طريقة فرضه على العالم كما تقول.
والعديد من دول اوروبا واوقيانوسيا واميركا اللاتينيّة تعترف بحقوق مثليي الجنس. ومهمة القوة الدوليّة في سيراليون قدّمت للمرة الأولى في تاريخ القبعات الزرقاء منتدى للتوعية على حقوق المثليين. ووزير الخارجيّة الكندي جون بيرد وضع احترام حقوق المثليين في صلب سياسة كندا الخارجيّة.
لكن ثمّة دولا عديدة ما زالت تقمع المثليين بشدّة. فالعديد من الدول الاسلاميّة تعاقبهم بالإعدام. وبعض الدول الإفريقيّة ومنها اوغندا والكاميرون تنشر لوائح بأسمائهم وتتعقّبهم. والهند صوّتتت على قانون متشدّد بشأنهم والصين امتنعت عن التصويت على قرار دولي ينص على حمايتهم في حين تعكف اليابان وتايوان وكوريا الجنوبيّة على دراسة مشاريع قوانين للاعتراف بحقوقهم.
وتشير لابرس إلى ان دولا عديدة ترفض منح مثليي الجنس أي حقوق وتعتبر أن الأمر ما زال مثار جدل حتى في دول الغرب نفسها، وتشير إلى المظاهرات التي جرت في فرنسا اعتراضا على القانون الذي يجيز الزواج بين المثليين.
ويشير البعض إلى خبث الغرب الذي ينتقد الدول الإفريقيّة ويبقى صامتا حيال السعوديّة التي تعدم مثليي الجنس.
وتتحدّث لابرس عن الطريقة التي يتعامل بها الغرب للترويج لحقوق المثليين والتي تثير استياء الدول الأخرى.
فالرئيس اوباما على سبيل المثال أحرج مضيفه الرئيس السنغالي عندما دعا الدول الافريقيّة إلى احترام حقوق المثليين.
ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ربط بين المساعدات التنمويّة واحترام حقوق المثليين.
وتتساءل لابرس إن كانت هذه أفضل طريقة في الترويج لقضيّة محقّة في الدول الإفريقيّة التي تعاني مشاكل سياسيّة واقتصاديّة هائلة.
والرئيس السنغالي اعطى جوابا لبقا مليئا بالحكمة عندما قال للرئيس اوباما إن بلاده لا تعادي مثليي الجنس ولكنها غير مهيّأة بعد اجتماعيا وثقافيا لرفع صفة الجرم عن المثليّة.
والقول إنها ليست مهيّأة بعد يبقي الباب مفتوحا تقول لابرس وتختم مؤكّدة أنه ينبغي التروي والعمل بتكتّم وبعيدا عن الضوء ليتحقّق الهدف في يوم من الأيام.
تحت عنوان " فرصة ثانية " ، علقت الغلوب أند ميل على الأوضاع في أوكرانيا فرأت أن أوكرانيا كانت محظوظة على الأقل في أمر واحد وهو الإجماع الواسع على عزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش . فقد صوت عدد كبير من نواب حزبه على حرمان الرئيس من سلطاته . وبالرغم من تعيينه قائدا جديدا للقوات المسلحة ما قد يعني عزمه على القيام بحملة مسلحة لفرض النظام ، فقد أحسن قادة مختلف الأجهزة الأمنية برفض القضاء على المعارضين في العاصمة والمدن الأخرى . كما أن عددا من أصحاب العمل ابتعدوا عنه كذلك .
وتتابع الغلوب أند ميل : للأسف فإن ثورة حملت آمالا مماثلة ،أي الثورة البرتقالية عام ألفين وأربعة ، لم تحقق الآمال الموعودة فقد بدأت وكأنها بزوغ شمس الليبيرالية والديموقراطية وحكم القانون لكنها سرعان ما تحولت إلى صراع بين الرئيس فيكتور يوتشينكو ورئيسة الحكومة يوليا تيموتشنكو ، ما أسفر عن عدم استقرار الحكومة وتعطيل الحركة الاقتصادية .
وترى الغلوب أند ميل أن أمام أوكرانيا حاليا فرصة جديدة لتصبح دولة ديموقراطية غربية ، وبعض المسؤلية لهذا التحول تقع على عاتق الأوكرانيين لكن بوسع الغرب ، وبخاصة أوروبا ، أن تساعد على تحقيق ذلك . فسقوط يانوكوفيتش مرده إلى تنكره لاتفاق مع الاتحاد الأوروبي وانتقاله إلى تحالف أقوى مع موسكو . من هنا فعلى الاتحاد الأوروبي أن يعيد فتح المفاوضات مع السلطات الجديدة وتقديم عرض أفضل من مجرد التحالف ، وتحديدا ما يطمح إليه الأوكرانيون أي الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي . وأوكرانيا تمتلك القدرة على التحول إلى بولونيا أخرى التي كانت تابعة للاتحاد السوفياتي وتمكنت في عقد واحد من الانتقال إلى مستوى معيشي وحسن قيادة أكثر بكثير من أوكرانيا .
وتعتقد الغلوب أند ميل أن بوسع أوكرانيا الخروج من الفلك الروسي لكنها ستبقى بحاجة ماسة لعلاقات طيبة مع جارتها الكبيرة . وقد يقدم الرئيس الروسي في الأشهر القليلة المقبلة على التدخل مباشرة وحتى عسكريا في الشؤون الأوكرانية . من هنا فعلى الغرب وعلى حكام أوكرانيا الجدد أن يجدوا طرقا لأبعاد الخطر الروسي بما في ذلك إيجاد خطوات صغيرة تسمح لبوتين بحفظ ماء الوجه . ذلك إن دولة أوكرانية أكثر ديموقراطية ومتالحفة مع الغرب تشكل انكسارا كبيرا لموسكو ، تخلص ذي غلوب أند ميل تحليلها للوضع في أوكرانيا.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.