مسلّحون يحاصرون قاعدة عسكريّة اوكرانيّة على مقربة من سيمقيروبول في شبه جزيرة القرم

مسلّحون يحاصرون قاعدة عسكريّة اوكرانيّة على مقربة من سيمقيروبول في شبه جزيرة القرم
Photo Credit: AFP / جينيا سافيلوف / أ ف ب

أوكرانيا: أزمة اقتصاديّة في موازاة الأزمة الأمنيّة والسياسيّة

استمعوا

الأزمة السياسيّة التي تعانيها اوكرانيا منذ بضعة أشهر تتجه نحو المزيد من التفاقم.

فمنذ أن أعلن الرئيس يانوكوفيتش في  تشرين الثاني نوفمبر الفائت تعليق مباحثاته التجاريّة مع الاتحاد الأوروبي، وفضّل البقاء في احضان روسيا تسارعت الأحداث وشهدت ساحات كييف وشوارعها حركة احتجاجات ضخمة  توسّعت فيما بعد إلى مناطق أخرىخارج العاصمة وأدّت إلى فرارفيكتور يانوكوفيتش من البلاد.

وتركت التطورات الأمنيّة والسياسيّة بصماتها على الوضع الاقتصادي المتفاقم أصلا في اوكرانيا.

فالبلاد غارقة في ازمتها الاقتصاديّة منذ نحو سنتين كما يقول جيرالد فيليون  الصحافي في تلفزيون هيئة الإذاعة الكنديّة الذي اجرى مقابلة مع سفير كندا السابق في كييف دانيال كارون.

يقول الدبلوماسي الكندي الذي مثّل بلاده في كييف بين عامي 2008 و2011 إن اوكرانيا تعاني مشاكل ماليّة كبيرة ونقصا في العائدات ويضيف:

تزامنت الأزمة الاقتصاديّة التي عرفتها البلاد عام 2008 مع أزمة سياسيّة بين رئيسة الوزراء في حينه ليليا تيموشنكو والرئيس يومها فيكتور يوتشنكو. وفشل الاثنان في إدارة الأزمة الاقتصادية بالطريقة الملائمة.

وتمت إعادة رسملة البنوك من قبل المؤسسات الماليّة الدوليّة والمصارف الكبيرة ومن بينها مصارف فرنسيّة تعمل في اوكرانيا.

ويضيف  سفير كندا السابق في اوكرانيا دانيال كارون بأن الحكومة عمدت إلى إعادة هيكلة المؤسسات وفقد الكثيرون وظائفهم ويتابع قائلا:

كان موظفو السفارة الكنديّة المحليون يتقاضون مرتباتهم بالعملة المحليّة "هريفنيا" وفق ما ينص عليه القانون.  ولكنّهم كانوا يدفعون ثمن سيارتهم وإيجار منزلهم بالدولار الأميركي. فالاقتصاد الموازي بالغ الأهميّة في اوكرانيا يقول السفير كارون.

ويضيف أن السفارة الكنديّة رفعت ملفا إلى اوتاوا مع انهيار العملة الأوكرانيّة تطلب فيه زيادة رواتب الموظفين الأوكرانيين  لديها 40 بالمائة على ضوء تحليل اجرته للوضع المالي الأوكراني.

ويشير إلى أن الوضع الاقتصادي مستمر على تردّيه وهو أمر مؤسف نظرا لإمكانيات البلد الاقتصاديّة المهمّة.

ويتابع السفير دانيال كارون فيؤكّد أن موارد اوكرانيا من الطاقة تلعب دورا جيوسياسيا وجيواقتصاديا بالغ الأهميّة.

فالبلاد تزخر بمخزون من الغاز الصخري غير مستثمر بعد. ولديها قطاع صناعي مهم وهي ثامن منتج عالمي للفولاذ. وإنتاجه يتطلّب كميات هائلة من الطاقة. وتعوّل اوكرانيا في ذلك على الغاز المستورد من روسيا.

وفضلا عن ذلك، تصدّر روسيا كميات كبيرة من الغاز نحو دول اوروبا عبر اوكرانيا التي تستوفي إتاوات لقاء ذلك.

من هنا، فملف الطاقة حاسم في كل هذه الدول كما يقول الدبلوماسي الكندي دانيال كارون.

هل يعني ذلك أن ملف الطاقة هو في صلب التدخل الروسي في أوكرانيا؟

يجيب السفير الكندي دانيال كارون بأن ثمة فرقا بين ما جرى وبين التدخل الروسي في شبه جزيرة القرم ويتابع قائلا:

منذ عشر سنوات تجري اوكرانيا مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بغية الحصول على مساعدات  لتطوير صناعاتها واقتصادها لتتماشى مع المعايير الحديثة.

والمفاوضات تلك ليست سهلة والرئيس المخلوع يانوكوفيتش كان يسير في هذا الاتجاه، للتوصل إلى اتفاق شراكة تجاريّة مع الاتحاد.

وقد وقّع عليه بالأحرف الأولى قبل سنتين ولكنّه أحجم عن توقيعه في تشرين الثاني نوفمبر الفائت لاعتبارات ماليّة واقتصاديّة لا سيما وأن البلاد على عتبة الإفلاس.

ولكن الأمر مختلف في شبه جزيرة القرم ويعود إلى اعتبارات تاريخيّة وسياسيّة وهو مرتبط بالنسيج الاجتماعي في هذه المنطقة.

ويشير سفير كندا السابق في كييف دانيال كارون ردا على سؤال إلى أن الفساد مستشر في اوكرانيا ويحول دون حسن سير المؤسسات والشركات كما يقول ويضيف:

لهذا السبب ، فالشركات الكنديّة ليست حاضرة بقوّة رغم أن عددها يتنامى. و ينبغي أن تكون قويّة وقادرة على الصمود في وجه الفساد. وهذا يفسّر إلى حدّ بعيد حجم التبادل التجاري المحدود بين كندا وأوكرانيا.

ويختم الدبلوماسي الكندي دانيال كارون مؤكدا أنه خلافا للدول الأخرى، فالسفير الكندي في كييف يلعب دورا في المفاوضات التي تجريها الشركات الكنديّة مع شركات محليّة. ويعطي مثالا على ذلك الاتفاق لبناء أول قمر صناعي أوكراني للاتصالات الثابتة والذي تمّ بناؤه في كندا والذي شاركت السفارة عام 2009 في المفاوضات التي جرت بشأنه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.