رئيس الحكومة الكندية ستيفن هاربر ملقياً خطاباً في مبنى البرلمان الفدرالي في أوتاوا في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007 بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين للـ"هولودومور"، المجاعة التي أودت بحياة ملايين الأوكرانيين إبان حكم الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين، ويظهر خلف هاربر علم أوكرانيا محاطاً بعلمين لكندا

رئيس الحكومة الكندية ستيفن هاربر ملقياً خطاباً في مبنى البرلمان الفدرالي في أوتاوا في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007 بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين للـ"هولودومور"، المجاعة التي أودت بحياة ملايين الأوكرانيين إبان حكم الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين، ويظهر خلف هاربر علم أوكرانيا محاطاً بعلمين لكندا
Photo Credit: PC / شون كيلباتريك / و ص ك

من الصحافة الكندية: تأثير الجالية الأوكرانية على موقف كندا من أزمة أوكرانيا

استمعوا

تناول الصحافي في "لا بريس" الصادرة بالفرنسية في مونتريال، مارتان كروتو، الجالية الأوكرانية في كندا وتأثيرها على الموقف الكندي من الأزمة الحالية في أوكرانيا وبين أوكرانيا وجارتها الكبرى روسيا.

يذكر كروتو بداية بأن رئيس الحكومة ستيفن هاربر أعلن أمس الثلاثاء عن تعليق فوري لكافة الأنشطة الثنائية المقررة بين الجيشين الكندي والروسي، ويضيف أن حكومة المحافظين وأحزاب المعارضة لم يوفروا فرصة واحدة في الأشهر الأخيرة للتعبير عن دعمهم لأوكرانيا. ويرى أن ذلك يعود بنسبة كبيرة إلى اعتبارات داخلية كندية، ويطرح خمسة أسئلة لإلقاء الضوء على تأثير الجالية الأوكرانية على سياسة كندا الخارجية.

يبدو أن للسياسة الداخلية دوراً هاماً في موقف أوتاوا من الأزمة في أوكرانيا، يقول مارتان كروتو، لماذا؟

ويأتي كروتو بالإجابة على سؤاله الأول من الباحث في جامعة ألبرتا في إدمونتون، ياروسلاف بالان، الذي يقول إن الكنديين من أصل أوكراني يشكلون جالية هامة، وإن السياسيين من كافة الاتجاهات يسعون دوماً لكسب ود الجاليات الثقافية. وحزبُ المحافظين الحاكم بزعامة ستيفن هاربر لا يختلف في هذا المجال عن الحزب الليبرالي، لذلك من غير المستغرب أن تستمع أوتاوا إلى هموم الجالية الأوكرانية وأن تبدي اهتماماً بتبديدها، يقول الباحث في جامعة ألبرتا.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن عدد الكنديين الذين قالوا إنهم من أصل أوكراني في الإحصاء السكاني لعام 2011 بلغ مليوناً ومئتين وواحداً وخمسين ألفاً ومئة وسبعين، أي ما نسبته 3,8% من إجمالي عدد سكان كندا. ويشكل الكنديون من أصل أوكراني أكبر تجمع للأوكرانيين خارج أوكرانيا وروسيا.

وينتقل كروتو إلى سؤاله الثاني، فيقول إن الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش يحظى بدعم المناطق الجنوبية والشرقية من أوكرانيا حيث للناطقين بالروسية حضور قوي، فلماذا تميل الجالية الأوكرانية في كندا بشكل كاسح إلى المتظاهرين ضده وإلى انفتاح أوكرانيا على أوروبا؟

ويأتي بالجواب على سؤاله من رئيس المؤتمر الأوكراني الكندي، تاراس زالوسكي، الذي يقيم في مونتريال. ويعزو زالوسكي الأمر إلى أن الاتحاد السوفياتي السابق ترك ذكريات مؤلمة جداً لدى الكنديين من أصل أوكراني، مشيراً إلى أن العديد من بينهم جاؤوا إلى كندا هرباً من تلك الدولة. "لم يكن يحق لنا التحدث بلغتنا وممارسة شعائرنا الدينية، وكنا مهددين بالنفي إلى سيبيريا لأننا كنا نطالب بدولة لنا"، يقول زالوسكي.

وينتقل كروتو إلى سؤاله الثالث، فيسأل الباحث بالان من جامعة ألبرتا ما إذا كان الكنديون من أصل أوكراني يميلون لتأييد حزب معين على الساحة الفدرالية. فيجيب بالان بأن الأوكرانيين الأوائل الذين قدموا إلى كندا وهي بعهدة حكومات ليبرالية كانوا أوفياء للحزب الليبرالي. لكن في أواخر خمسينيات القرن الفائت وبداية ستينياته وصل حزب المحافظين إلى السلطة في أوتاوا بقيادة جون ديفنبايكر القادم من غرب كندا والذي كان مناوئاً بشدة للاتحاد السوفياتي ومتعاطفاً مع أوكرانيا، وكان لذلك أثر كبير في أوساط الجالية الأوكرانية، يقول بالان. ويرى الباحث أنه لا يمكن وضع الجالية الأوكرانية في كفة حزب معين دون سواه، مضيفاً أن حكومة المحافظين الحالية تحاول الاستفادة من إرث ديفنبايكر وأن أحزاب المعارضة تسعى أيضاً للظهور بمظهر المدافع الشرس عن أوكرانيا.

وفي سؤاله الرابع يسأل كروتو رئيس المؤتمر الأوكراني الكندي ما إذا كان راضياً من موقف أوتاوا من الأزمة في أوكرانيا، فيجيب تاراس زالوسكي بأن الجالية الأوكرانية راضية حتى الآن من الموقف الكندي، ويشير هنا إلى أنه وممثلين آخرين عن الجالية الأوكرانية رافقوا وزير الخارجية الكندي جون بيرد في زيارته إلى كييف نهاية الأسبوع الفائت، حيث قابلوا رئيس أوكرانيا الانتقالي ورئيس حكومتها الانتقالية ووزير الخارجية وقدموا لهم دعم كندا الاقتصادي والتقني.

ويوجه كروتو آخر أسئلته إلى الباحث بالان فيسأله عن أصول الجالية الأوكرانية في كندا وتاريخ قدومها إلى هنا. فيجيب بالان بأن الأوكرانيين الأوائل جاؤوا إلى كندا في تسعينيات القرن التاسع عشر، وأن كندا شهدت أربع موجات هجرة إليها من أوكرانيا، كانت آخرها بعيد تفكك الاتحاد السوفياتي في تسعينيات القرن الفائت. ويُضاف إلى الأوكرانيين القادمين من أوكرانيا مجموعات أخرى جاءت إلى كندا قادمة أيضاً من هذا البلد الذي تغيرت حدوده مرات عدة عبر الزمن، ومن بينهم يهود وألمان وبولونيون ورومانيون.

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.