أعدت الصحافية في هيئة الإذاعة الكندية دانيال بودوان تقريرا حول " أهمية القرم بالنسبة للروس" استهلته بمقاربة الوضع في القرم بالتدخل العسكري الروسي في أوسيتيا الجنوبية عام 2008 حيث تدخل الجيش الروسي في تلك المنطقة الناطقة بالروسية في جيورجيا التي أعلنت الانفصال ، بحجة " الدفاع عن مواطنيها " . وما زالت أوسيتيا الجنوبية حتى اليوم منفصلة عن جيورجيا وتحت احتلال الجيش الروسي .
القرم هو المنطقة الأوكرانية الوحيدة حيث تعيش أكثرية روسية تقدر بستين بالمئة من مجموع السكان البالغ عددهم مليوني نسمة . وكانت تسيطر عليها روسيا طيلة مئتي عام قبل ضمها إلى أوكرانيا عام أربعة وخمسين من القرن الماضي . لكن التأثير الروسي استمر وثمة عدد كبير من الروسيين يمتلكون منازل ، خاصة في سيباستوبول حيث المنتجعات السياحية والشواطئ البحرية .
لكن أهم من كل ذلك ، وفي سيباستوبول تحديدا ، يمتلك الجيش الروسي قاعدة بحرية استراتيجية كونها على البحر الأسود الدافئ ، أي صالحة في كل الفصول . وقد تم تمديد عقد استئجارها حتى العام 2042 في ظل حكم الرئيس المخلوع يانوكوفيتش ، وتخشى روسيا من أن تعمد الحكومة الأوكرانية الجديدة إلى إلغاء العقد .
ويتابع التقرير :
لقد تعززت التوترات الانفصالية في القرم مع نشوء الأزمة الأوكرانية وإزاحة الرئيس الموالي لروسيا ويعتبر الكثير من المراقبين أن تنامي الشعور الانفصالي تغذيه موسكو إذ أن أي تحرك لم يكن ممكنا بدون دعم موسكو العملي .
وبالرغم من أن غالبية سكان القرم من الروس ثمة أقليتان : خمسة وعشرون بالمئة أوكرانيون واثنا عشر بالمئة من التتر . وأوكرانيو القرم يؤيدون أوكرانيا ويرفضون التقسيم بينما التتر، ذوو الأصول التركية والمغولية ، فقد هددوا بالتصدي لأية محاولة بضم القرم إلى روسيا . وهم يتذكرون ترحيلهم عن القرم خلال عهد ستالين بذريعة أنهم رحبوا بالجيش الألماني عام واحد وأربعين .
تهديد خارجي ينذر بتدخل عسكري ، وتهديد داخلي ينذر بوقوع حرب أهلية ، وفي الحالتين ، وكما العادة ، يدفع السكان ثمنا باهظا من حياتهم وأرزاقهم واقتصادهم والمستقبل .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.