بيار كارل بيلادو

بيار كارل بيلادو
Photo Credit: راديو كندا

ترشّح يثير الجدل في كيبيك

لماذا أثار ترشح بيار كارل بيلادو للانتخابات التشريعية في كيبيك عن الحزب الكيبيكي الاستقلالي موجة إعلامية وتنديدا وتأييدا في مختلف الأوساط وبخاصة في أوساط المنتمين أو الموالين للحزب الكيبيكي ودعاة الانفصال والاستقلال ؟

بداية من هو بيار كارل بيلادو ؟

بيار كارل بيلادو هو نجل مؤسس شركة كيبيكور الإعلامية العملاقة في كيبيك ، رجل الأعمال العصامي بيار بيلادو . تلقى دروسه الثانزية والجامعية في مونتريال وباريس ونال شهادة في الفلسفة من جامعة كيبيك وشهادة في القانون من جامعة مونتريال .

إنضم إلى مؤسسة والده عام خمسة وثمانين وعمل على تطوير قطاع الطباعة والنشر فيها وسمي رئيسا لمجموعة كيبيكور التي تشمل الطباعة والنشر والتوزيع والبيع وانتقل من ثمة إلى باريس لتوسيع نشاط المؤسسة . وبعد عودته إلى كيبيك عمل على شراء مؤسسة صان ميديا ما جعل من كيبيكور ثاني مجموعة إعلامية في كندا . وفي العام 2000 تمكن من شراء شركة فيديوترون ، أهم شركة بث عبر الكابل في كيبيبك وثالث شركة في كندا وباتت مؤسسته أهم مؤسسة إعلامية فرنسية في المقاطعة . وتوالت العقود التي تمكن من إبرامها لتتحول شركته إلى أهم إمبراطورية إعلامية في كندا وليس فقط في مقاطعة كيبيك .

أين الضرر في كل ذلك ولماذا الضجة الإعلامية ؟

لمعرفة الجواب لا بد من التعرف إلى الحزب الكيبيكي . فقد أسسه رينيه ليفيك عام ثمانية وستين بعد انشقاقه عن الليبيراليين وتحالفه مع عدة قوى من اليسار واليمين . لكن انضمام الحزب الاستقلالي الذي سبق الحزب الكيبيكي في الدعوة إلى الاستقلال ، حزب التجمع من أجل الاستقلال اليساري الوطني المتشدد جرّ الحزب إلى اليسار فبات حزب العمال والفنانين والمثقفين وغالبا ما ابتعد عنه رجال المال والأعمال .

من هنا المشكلة : فيساريو الحزب ومعظمهم أعضاء في مختلف نقابات العمال ، يرفضون انضمام أحد أكبر الأثرياء إلى الحزب سيما وأن تاريخه حافل بالصدامات مع مختلف النقابات العمالية ولم يتوان عن طرد عمال وعدم الاستجابة لإضرابات عامة في عدد من الشركات التابعة للمؤسسة الأم . ويرى هؤلاء أن الحزب الكيبيكي ، عبر ترشيحه بيلادو ، يخون تاريخه الاجتماعي ويفقد روحه ، سيما وأنه سيكون لبيلادو دور مميز وفاعل في  الحزب وفي الحكومة المقبلة في حال فوز الحزب الكيبيكي في الانتخابات طبعا.

بينما يرى المؤيدون لترشحه صيدا ثمينا على الصعيد الإعلامي طبعا ولكن خاصة على الصعيد الوطني والدعوة للاستقلال بمعنى أنه ينزع الفكرة السائدة عن الحزب بأنه يساري ومن ثم من شأنه أن يفتح الباب أمام انضمام أصحاب المال  والأعمال إليه ، فلا يعودون يخافونه  ويظهرعلى الصعيدين الداخلي والخارجي  أن الاستقلال لم يعد يخيف البورصات والأسواق المالية .

أما اعتراض الأحزاب الأخرى فناجم عن خوفهم من أن يستعمل وسائله الإعلامية المختلفة لمصلحة الحزب الكيبيكي وهم بالتالي يطالبونه ببيع أسهمه أو الاستقالة من مسؤولياته كافة .

يبقى أن انضمام بيار بيلادو إلى الحزب الكيبيكي قد تكون له انعكاسات سلبية على الحزب تفقده عددا كبيرا من يسارييه ، وإيجابية ، تكسبه أصواتا كانت مترددة في التصويت له بسبب صورته اليسارية . من هنا دعوة كبار مسؤولي الحزب الكيبيكيين إلى التصويت ليس على أساس الانتماء العقائدي إنما الانتماء الوطني الهادف إلى تحقيق الانفصال والسيادة والاستقلال .

من المستفيد ؟ طبعا ليس الحزب اللليبيرالي . وقد يكون المستفيد الأكبر من أصوات يساريي الحزب الكيبيكي المتشددين هو الحزب اليساري الاستقلالي النزعة أي حزب التضامن الكيبيكي الذي لديه حاليا نائبان فقط في الجمعية الوطنية الكيبيكية .

بانتظار السابع من الشهر المقبل ، تبقى كل التوقعات واردة ووحدها صناديق الاقتراع ستكون حاسمة .استمعوا

فئة:سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.