لاجئون سوريون ينتظرون دورهم لتسجيل أسمائهم في مركز للمفوضية العليا للاجئين في طرابلس في شمال لبنان

لاجئون سوريون ينتظرون دورهم لتسجيل أسمائهم في مركز للمفوضية العليا للاجئين في طرابلس في شمال لبنان
Photo Credit: AP / موقع سي بي سي (هيئة الإذاعة الكندية) نقلاً عن أ ب

اللاجئون السوريون: كندا لم تستقبل سوى عشرة منهم حتى الآن

استمعوا

دعت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة كندا لزيادة عدد اللاجئين السوريين الذين أبدت استعداداً لاستقبالهم بسبب اشتداد الأزمة في سوريا.

ففي الصيف الفائت تعهدت كندا باستقبال 1300 لاجئ سوري بحلول نهاية العام 2014، 1100 منهم بكفالة خاصة فيما تتكفل الحكومة الفدرالية بالـ200 الباقين، تقول الصحافية لورا لينش في تقرير أعدته لموقع هيئة الإذاعة الكندية. لكن وزير الهجرة الكندي كريس ألكساندر قدر عدد السوريين الذين وصلوا إلى كندا قادمين من مخيمات اللاجئين في الشرق الأوسط بما لا يزيد عن عشرة أشخاص حتى الآن. وقال الوزير ألكساندر إن قدوم اللاجئين السوريين إلى كندا شهد تباطؤاً بسبب تأخر الأمم المتحدة في بدء تحديد الأكثر عوزاً وإحالتهم إلى أوتاوا.

لكن العاملين هنا في كندا في مجال توفير الكفالة للاجئين المحتملين يشيرون إلى مشكلة أخرى، تقول لينش.

مارتين مارك هو مدير مكتب اللاجئين في مطرانية تورونتو الكاثوليكية، وتتكدس على مكتبه ملفات لعشرات السوريين الراغبين بالقدوم إلى كندا. يقول مارك إن التحدي في جزء منه عائد إلى النظام المعقد في توفير الكفالة لهؤلاء الأشخاص. ويشرح ذلك بالإشارة إلى تباطؤ في معالجة طلبات اللجوء ناجم عن قرار اتخذ عام 2012 بدراسة كافة الطلبات في مركز واحد في وينيبيغ، عاصمة مقاطعة مانيتوبا.

ويضيف مارك أنه في الماضي لما بذلت الحكومة الفدرالية ما في وسعها لتسريع عملية قبول اللاجئين العراقيين، كان الأمر يستغرق ثمانية إلى تسعة أشهر، كان ذلك "ممتازاً". أما الآن، وفي أفضل الأحوال، من المتوقع انتظار سنتين إلى ثلاث سنوات لمعالجة طلبات اللجوء من قبل سوريين، يقول مارك. ومن جهته يقر وزير الهجرة الكندي بأن النظام المعمول به حالياً لدراسة طلبات اللجوء ومتابعتها لا يسير بالسرعة اللازمة.

وقد يرى البعض أن عدد اللاجئين الذين تعهدت كندا باستقبالهم، أي 1300، ليس بقليل، لكن أهميته تخفت أمام ما يقارب الثلاثة ملايين سوري الذين تقول المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إنهم نزحوا عن وطنهم، في ما يُعتبر أكبر عملية نزوح في العالم حالياً. والمفوضية تحث الآن دول العالم كي تفتح أبوابها وتستقبل 130 ألف سوري بحلول نهاية 2016. وإذا كانت المسؤولة في المفوضية ميليسا فليمينغ ترحب بالتزام أوتاوا باستقبال 1300 لاجئ سوري، فهي تطالبها بزيادة هذا العدد، وتشير إلى وجود محادثات لهذه الغاية بين المفوضية والحكومة الكندية، معربة عن أملها في أن تتجاوب أوتاوا مع طلب المفوضية.

من جهته لم يقل الوزير ألكسندر بعد ما إذا كانت أوتاوا ستوافق على طلب المفوضية العليا للاجئين، وقال لهيئة الإذاعة الكندية إنه سينظر في الأمر.

ويتعرض وزير الهجرة لضغوط من أحزاب المعارضة في البرلمان الفدرالي كي تزيد حكومة المحافظين عدد اللاجئين السوريين الذين التزمت باستقبالهم. وفي هذا المجال قال عضو مجلس العموم عن الحزب الليبرالي المعارض ستيفان ديون إن السويد التي يبلغ عدد سكانها ثلث عدد سكان كندا استقبلت نحواً من 15 ألف نازح سوري في السنوات الأخيرة، مستغرباً تصرف المحافظين إزاء "هذه الكارثة الإنسانية". لكن الوزير ألكساندر يرد بأن كندا لا تزال رائدة بين الدول المانحة، فهي قدمت حتى الآن أكثر من 350 مليون دولار للاجئين السوريين.

فئة:دولي، سياسة، هجرة ولجوء
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.