علقت الصحافية الكندية في لا بريس أريان كرول على مسألة التدقيق في جوازات السفر، في أعقاب حادث اختفاء الطائرة الماليزية بصورة غير مسبوقة في تاريخ الطيران . قالت :
قد لا تكون للمسافرين اللذين استقلا الطائرة بجوازي سفر مسروقين أية مسؤولية في اختفاء الطائرة . لكن وجودهما على متنها يظهر إلى أي مدى يسهل ركوب طائرة عابرة للقارات بجوازات سفر مسروقة أو ضائعة . ومن الملح أن يصار إلى ردم تلك الثغرة الهائلة .
وتؤكد كرول أنه لو تم التدقيق في جوازات السفر عبر قاعدة البيانات التي يوفرها الأنتربول ، لما كنا تساءلنا ما إذا كان مستعملا الجوازين المسروقين إرهابيين وكنا تيقنا بأن أحدا لم يتمكن من دخول الطائرة مزودا بجواز مسروق كما أكد رئيس منظمة الإنتربول الدولية .
ولكن ، لا تكرهوا شيئا لعله خير لكم ، تقول أريان كرول فاختفاء الطائرة ركز الاهتمام حول وجود راكبين تمكنا من صعودها بجوازي سفر مسروقين .
ففي أعقاب الحادي عشر من أيلول – سبتمبر ، أنشأت منظمة الأنتربول قاعدة معلومات بكافة جوازات السفر أو الأوراق الثبوتية المسروقة تحتوي على أربعين مليون حالة بما فيها جوازا السفر النمساوي والإيطالي المسروقان اللذان استعملا لاستقلال الطائرة الماليزية . والمعلومات التي توفرها القاعدة ليست حول جوازات سفر مزورة إنما بشأن جوازات سفر وأوراق ثبوتية أعلن أصحابها أنها ضاعت أو سرقت خلال العامين الماضيين . وتدقيق سريع فى اللائحة كان من شأنه اكتشاف الجوازين بسهولة ، لكن الأمر لم يحصل ، وقلما يحصل . فباستثناء الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات العربية المتحدة التي وحدها استعملت أكثر من نصف الثمانمئة مليون مرة التي تم فيها اللجوء إلى التدقيق في قاعدة البيانات تلك خلال العام الفائت ، قليلة هي الدول التي تلجأ إليها بصورة منهجية بحسب الإنتربول التي طالما نددت بهذا التراخي . وقد تسمع نداءاتها أخيرا في حال ثبت ضلوع المسافرين في اختقاء الطائرة ، لكن لا شيء مؤكدا .
وتتابع أريان كرول . بحسب خبراء النقل الجوي ، فإن استعمال جوازات السفر المسروقة أو المزورة ليس نادرا وبخاصة في آسيا نظرا لنوعية بعض الركاب من مجرمين وإرهابيين ومن الغريب ألا تسعى السلطات إلى كشفهم واعتقالهم .
وتتساءل أريان كرول في ختام مقالتها : لماذا تسهيل تهريب واستعمال جوازات السفر المعلن عن سرقتها أو إضاعتها ؟ هل نظام قاعدة البيانات التابع للأنتربول مكلف وصعب الاستعمال ؟ مهما تكن الأسباب ، فإن على تلك الدول أن توضح تقاعسها تختم أريان كرول تعليقها في لا بريس .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.