الكاتب والمفكّر الكندي آلان دونو

الكاتب والمفكّر الكندي آلان دونو
Photo Credit: وكيبيديا

الملاذ الضريبي: هل يمكن الحديث عن موقف كندي متساهل؟

استمعوا

التهرّب من دفع الضرائب واللجوء إلى ملاذات ضريبيّة ظاهرة موجودة في معظم الدول ومتجذّرة في بعض المجتمعات حيث دافع الضرائب مستعد للتهرّب من دفعها بأي وسيلة.

وثمة دراسات وتحليلات تخلص إلى وجود عشرات الملاذات الضريبيّة التي تقض مضاجع الحكومات لأنها تحرم الدولة من عائدات حيويّة تحتاجها لتنفيذ برامجها الاجتماعيّة وتقديم الخدمات للمواطنين.

وغاليا ما تتعرّض الدول التي تعتبر كملاذات ضريبيّة للضغوط من قبل الدول المتقدّمة بسبب الضبابيّة المصرفيّة فيها.

وقبل نحو أسبوعين، اصدر الكاتب الكندي آلان دونو كتابا  بعنوان "الملاذات الضريبيّة: الرابط الكندي  " Paradis fiscaux: la filière canadienne يتحدّث فيه عن "دور تاريخي لعبته كندا في إنشاء الملاذات الضريبيّة.

وشكّل كتابه صدمة خصوصا بالنسبة لما تضمّنه حول دور كندا في هذا المجال.

يقول دونو في حديث لراديو كندا إن دور كندا هذا غير معروف ويتابع:

خلال القرن التاسع عشر أوكلت الامبراطوريّة البريطانيّة إلى مصرفيين في مدينة هليفكس في الشرق الكندي مهمّة الاشراف على القطاع المصرفي في مستعمراتها في جزر الكاريبي.

وكان على هؤلاء التعامل مع تحويلات ماليّة وكميات كبيرة من النقد .

وفي خمسينات القرن الماضي، ومع ظهور ما يعرف بالكوكب المالي، في أعقاب خطّة مارشال ، انتهز المصرفيون في دول الكاريبي الفرصة لحث المشترعين فيها على تحويلها إلى ملاذات ضريبيّة.

وهذا ما سمح للاعبين كبار في مجالات الصناعة وغيرها للإفادة منها دون الالتزام بالقواعد المعمول بها في دولة القانون.

ويتابع الكاتب آلان دونو فيتحدّث عن مرحلتين مهمّتين فيقول:

خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضي أمكن تحويل كل الرساميل الهشّة على الساحة العالميّة نحو جزر الكاريبي ليتمّ فيما بعد استثمارها في مجالات مختلفة ومشاريع ماليّة ذات مخاطر. كل ذلك دون الخضوع لقيود ضريبيّة او قانونيّة.

أضف إلى ذلك، يقول دونو، الجريمة المنظّمة في الولايات المتحدة التي استخدمت في البداية كوبا لتبييض الأموال  وانتقلت بعد الثورة إلى جزر الباهاما وجزر الكايمان التي كان فيها مصرفيون كنديون.

ولكن ، مع أخذ البعد التاريخي بعين الاعتبار ، هل يمكن القول إن كندا تقاوم الملاذات الضريبيّة حاليا بصورة فعّالة؟

يجيب الكاتب آلان دونو بأن موقف الحكومة الكنديّة يبدو ظاهريا وكأنه مقاوم لها ويتابع:

في وقت تدّعي كندا ودول أخرى أنها تواجه التهرّب الضريبي، فهي هنا تسعى بوسائل عدّة إلى تشريعها منذ فترة. ففي عام 1980 ، وقّعت كندا على اتفاق لعدم الازدواجيّة الضريبيّة مع بربادوس يتيح للشركات الكنديّة تسجيل رساميل بكثافة في هذا البلد وإعادتها إلى هنا فيما بعد دون دفع ضريبة.

وبربادوس هي في المرتبة الثالثة من بين الدول التي يستثمر فيها الكنديون أموالهم في وقت لا يبرّر اقتصادها إطلاقا هذه الاستثمارات.

ويتابع الكاتب آلان دونو فيشير إلى أن تقييم  ظاهرة التهرّب من دفع الضريبة واللجوء إلى الملاذ الضريبي هو دوما دون مستواها الحقيقي  ويضيف:

عندما نتحدّث عن استثمار 155 مليار دولار عام 2012 في ملاذات ضريبيّة حيث يوجد كنديون، نقصد فئة واحدة من الاستثمارات دون غيرها.

وفي حال احصيناها جميعا سيرتفع بدون شك حجم مبالغ المال التي تذهب إلى ملاذ ضريبي.

ويوضح أن الشركات التي تستثمر في بربادوس على سبيل المثال لها فروع تعمل في دول أخرى وتوقّع على عقود  وتجني أرباحا دون تسجيلها في كندا وبالتالي دون دفع ضريبة عليها هنا.

وثمة ملايين الدولارات تدخل في الحسبان وكندا تسهّل استخدام الملاذ الضريبي بصورة شرعيّة لأنها تتيح للمستثمرين تحويل أموال من الملاذ الضريبي دون دفع ضريبة .

كل ذلك يعني أن الطبقة الوسطى تدفع ضرائب أكثر والدولة تجني عائدات أقلّ يقول الكاتب آلان دونو.

و هروب هذه الأموال يحرم قطاعات الصحة و الثقافة والتربية والنقل العام منها ويحرم المواطن من خدمات كان بإمكان الدولة أن تؤمنها له بصورة أفضل يختم الكاتب الكندي آلان دونو.

 

 

 

 

 

فئة:اقتصاد، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.