مواطنون موالون لروسيا يحتفلون بنتائج الاستفتاء

مواطنون موالون لروسيا يحتفلون بنتائج الاستفتاء
Photo Credit: اسوشيتد بريس / اندرو لوبيموف

القرم : ماذا بعد الاستفتاء ؟

أول ما يتبادر للذهن عند الحديث عن شبه جزير القرم ، اتفاقية يالطا التي عقدت بين المنتصرين في الحرب العالمية الثانية  مطلع العام خمسة وأربعين وأعادت تقسيم ألمانيا وأوروبا ووضعَها في فلك هذا أو ذاك من المنتصرين ، وكانت اليد الطولى في تحقيق المكاسب  يد ستالين في مواجهة روزفلت المريض وتشرشل الوحيد والمتعب . وظل النطام العالمي المنبثق عن يالطا ساريا حتى سقوط الاتحاد السوفياتي .

واليوم تعود شبه جزيرة القرم إلى واجهة الأحداث  بعد أن قررت روسيا بوتين استعادة شبه الجزيرة بعد ستين عاما بالتمام عن ضمها إلى أوكرانيا بقرار من ستالين : الأسماء تبدلت والظروف تغيرت والأهداف اختلفت لكن القوى هي هي . وكما في العام خمسة وأربعين ، كذلك في العام ألفين وأربعة عشر ، اليد الطولى في تحقيق المكاسب أقله حتى الآن  ، يد خليفة ستالين ، فلاديمير بوتين .

لا أحد يختلف ، أقله في الغرب ، على أن نتائج الاستفتاء حول انفصال القرم وانضمامها إلى الفيديرالية الروسية ، مهزلة كانت محسومة النتائج لمجموعة من الأسباب : إن لقصر مهلة الحملة ، إن لماسبقها ورافقها من تصحريحات وخطوات وإن للتشكيلة الاجتماعية الإتنية في القرم حيث ستون بالمئة من أصل روسي . وهذا بدون شك ما يفسرالنتيجة التي تقارب المئة في المئة من المصوتين ومقاطعة السكان الأوكرانيين والتتار . ولم تكن السلطات بحاجة إلى التزوير لينجح الاستفتاء .

وإذا ما تابعنا المقارنة ، فموقف خليفة روزفلت وخليفة تشرشل وخليفة ديغول ليس مختلفا في ضعفه عن المواقف التي طبعت اتفاق يالطا . فالأميركيون فرضوا " عقوبات " على حوالي اثني عشر مسؤولا روسيا والأوروبيون على عشرين مسؤولا روسيا ، تتمحور حول عدم منحهم تأشيرات دخول إلى دولها وتجميد أموالهم ، وطبعا فلاديمير بوتين خارج لائحة  " المعاقبين " التي لن تغير شيئا في المسار المرسوم .

والسؤال : ماذا سيفعل الرئيس الروسي بهذه النتائج وكيف سيستعملها : هل سيعلن فورا ، بعد موافقة مجلس النواب الدوما ، ضم القرم إلى الفيديرالية الروسية ؟ أم سيستعمل الورقة الرابحة للتفاوض مع الغرب وتحقيق مكاسب إضافية ليس فقط في الملف الأوكراني إنما أيضا في ملفات سياسية وعسكرية واقتصادية خارجية ؟

يجيب الصحافي في هيئة الإذاعة الكندية فرانسوا بروسو :

" إذا استمرت ردود الفعل الغربية خفيفة نسبيا ، كما هي حاليا ، فقد يفكر أن بإمكانه التقدم أكثر والقيام بخطوة متقدمة أكثر ولكن يجب أيضا انتظار ما سيجري في شرق أوكرانيا حيث الوضع متوتر كذلك مع فارق أن الأوكرانيين من أصل روسي الموجودين هناك هم أقلية خلافا لوضعهم في شبه جزيرة القرم .

يبقى أن حلم الوصول إلى المياه الدافئة لطالما راود القياصرة الروس وزعماء الاتحاد السوفياتي ورؤساء الفيديرالية الروسية . وروسيا تمتلك حاليا  قاعدتين مهمتين واحدة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط في سوريا وثانية على شاطئ البحر الأسود في القرم ، ولن تتخلى عن ذاك الحلم بسهولة .استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.