مواطنون في شبه جزيرة القرم يحتفلون بنتائج الاستفتاء حول الانضمام إلى روسيا

مواطنون في شبه جزيرة القرم يحتفلون بنتائج الاستفتاء حول الانضمام إلى روسيا
Photo Credit: AFP / ديميتار ديلكوف / أ ف ب

من الصحافة الكنديّة: شبه جزيرة القرم والاستفتاء المهزلة

استمعوا

احتل الاستفتاء حول انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا حيّزا مهما في اهتمامات الصحف الكنديّة.

في صحيفة لابرس كتبت انياس غرودا تشير إلى أن 80 بالمائة من المواطنين صوتوا في الاستفتاء واختار ما يزيد على 95 بالمائة منهم قطع الأوصال مع اوكرانيا والالتحاق بروسيا.

واشارت إلى مجموعة من النقاط تجعل الاستفتاء كما تقول غير شرعي .

فالسؤال المطروح ويطرح خيارين أمام الناخبين: الانضمام لروسيا او استقلاليّة ذاتيّة اوسع داخل أوكرانيا. ما يعني أنه لا يترك خيارا امام الناخبين الراضين عن الوضع القائم.

وتتحدّث لا برس عن خيار مزيّف مثير للعجب من وجهة نظر ديمغرافيّة.

فشبه جزيرة القرم تضم 2،5 مليون نسمة، 58 بالمائة منهم روس و24 بالمائة اوكرانيون ، و15 بالمائة تتار.

وهذا يعني أن الأغلبيّة الروسيّة غير كافية لتفسير نتيجة الاستفتاء الذي حظي بموافقة 95 بالمائة من الأصوات.

وتضيف لابرس أن اغلبيّة معارضي سيناريو الانفصال امتنعوا عن التصويت. وتشير إلى الحملة الدعائيّة التي سبقت الاستفتاء والتي ظهرت فيها لافتات ضخمة تؤيّد الانضمام لروسيا  وتشيد به وغابت عنها لافتات مؤيّدة للبقاء داخل أوكرانيا.

وتنقل عن مجموعات مقرّبة من المعارضة أن الحملة الاستفتائيّة جرت في اجواء من الخوف وتقييد حريّة التعبير ، ما أدّى إلى مقاطعة التصويت من قبل الكثيرين. والاستفتاء كان أشبه بمهزلة حسب ياروسلاف باران أحد أعضاء الوفد الكندي الذي راقب الانتخابات في اوكرانيا عامي 2010 و2012.

وتتابع لابرس فتشير إلى أن الاستفتاء هو بمثابة طلاء ديمقراطي لغزو سريع للأراضي تليه عمليّة إلحاق.

وتتوقّع الصحيفة ان تستمر الأوضاع متوتّرة في القرم وأن يتعرّض الأوكرانيون والتتار المعارضون لهذا التغيير في الولاء الوطني للقمع.

وتختم مشيرة إلى مجموعة من حوادث الاعتداء على ابنية وممتلكات اوكرانيّة قام بها متظاهرون مؤيدون لروسيا. وترى فيها مؤشرا على أن الهجمة الروسيّة ستستمر إلى ابعد من حدود القرم وأن عمليّة تقسيم أوكرانيا ستستمر مع استفتاء او بدونه.

صحيفة لودوفوار نشرت تعليقا بقلم فرانسوا بروسو يرى فيه أن الاستفتاء والسرعة التي جرى فيها والتأييد الواسع الذي حظي به ومقاطعة المعارضين له، كلّها امور تذكّر بالماضي وبأحداث من الحرب العالميّة الثانية.

وتذكّر الصحيفة بالأنشلوس التي تمّ بموجبها ضمّ النمسا إلى المانيا وتذكّرأيضا بضم تشيكوسلوفاكيا إلى الرايخ .

وتشير إلى أن ما يجري يؤشر بعودة الحرب الباردة التي بدأت عام 1945 وانتهت عام 1991 بانهيار الاتحاد السوفياتي.

وتذكّر بما قاله الرئيس بوتين من أن انهياره هو أكبر ازمة في القرن العشرين. وتضيف بأن اوكرانيا هي اليوم مسرح لمباراة أخذ الثأرالروسيّة.

وتضيف مشيرة إلى امتعاض بوتين من الغرب. وتضيف بأنه لم ينس كمواطنيه الإهانة التي تسبّبت بها الفوضى الاقتصاديّة التي غرقت فيها البلاد في التسعينات وولاية الرئيس بوريس يلتسين الرئيس الضعيف الذي لم يرفض يوما أي طلب للغرب ووعود الغرب الكاذبة بعدم ضمّ دول البلطيق ودول أوروبا الشرقيّة إلى الناتو.

كل ذلك ، واقعيا كان أم من نسج الخيال، لا يبرّر بحسب لودوفوار الاعتداء على أوكرانيا ووضع اليد على شبه جزيرة القرم.

وتضيف لودوفوار أن روسيا  الرئيس بوتين ترى نفسها اليوم كلاعب رئيسي في العلاقات الدوليّة. وتحلم بطريقة ما بعودة الحرب الباردة مع واشنطن.

والظروف تصب لصالح موسكو حسب لودوفوار . ومثالا على ذلك، الأزمة في سوريا والدور الروسي الأساسي فيها، والمفاوضات حول الملف النووي الإيراني التي لا يمكن استكمالها في غياب دور أساسي لموسكو.

ورغم ذلك، ترى لودوفوار أن روسيا لا تملك كل الأوراق بيدها. فاقتصادها هش وهي تعوّل على أوروبا في الاستهلاك الغذائي. وليست لها الكلمة الأخيرة في الابتزاز الذي تمارسه في ملف الغاز.

فألمانيا قادرة على الاستغناء عنه ، ولكن وقف تصديره يترك تداعيات كارثيّة على موسكو تقول لودوفوار. وتختم الصحيفة مؤكّدة أن وقت العقوبات سيأتي حتما بعد الذي جرى في القرم. وسنرى عندها ما يخبئ كل من اللاعبين في يده من أوراق.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فئة:غير مصنف
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.