الكابورال الكندي انطوني اليوت العائد من افغانستان

الكابورال الكندي انطوني اليوت العائد من افغانستان
Photo Credit: PC / ادريان وايلد / و ص ك

أفغانستان: عودة آخر دفعة من الجنود الكنديين إلى البلاد

استمعوا

وصل اليوم الثلاثاء إلى اوتاوا ثلاثة وتسعون جنديا كنديا يشكّلون  الدفعة الأخيرة من الجنود الكنديين الذين كانوا منتشرين في افغانستان. وشكّل وصولهم علامة لانتهاء المهمّة الكنديّة في هذا البلد.

وكان رئيس الحكومة الكنديّة ستيفن هاربر قد أعلن أن المهمّة الكنديّة تنتهي في شهر آذار مارس 2014.

وواكبت الطائرة التي تقل الجنود العائدين لدى دخولها أجواء العاصمة اوتاوا طائرتان عسكريّتان للترحيب بالجنود والتعبير عن الاعتزاز بالمؤسسة العسكريّة الكنديّة.

وأقيم احتفال رسمي في العاصمة اوتاوا بالمناسبة شارك فيه كل من حاكم كندا العام دافيد جونستون ورئيس الحكومة ستيفن هاربر ووزير الدفاع روب نيكولسون ورئيس هيئة الأركان الجنرال توم لوسن فضلا عن اهالي الجنود.

وانتهز رئيس الحكومة المناسبة  لتقديم الشكر للجنود الذين شاركوا في المهمّة في أفغانستان على تضحياتهم، وليعلن التاسع من شهر أيار مايو يوما وطنيا للشرف وتوجّه هاربر إلى الجنود الواصلين قائلا:

تمّ تحديد التاسع من شهر أيار مايو بموجب إعلان ملكي،  يوم الشرف الوطني. وسوف نقوم  في هذا اليوم بتقديم الشكر والتقدير الذي استحقّه الجنود وإحياء ذكرى الذين سقطوا منهم وتقديم التحيّة والتقدير لكل من شارك في المهمّة طوال كل هذه السنوات.

وتابع رئيس الحكومة فأثنى على اداء الجنود الكنديين وعلى الدور الذي قامت به كندا والذي أدّى إلى إحداث تغيير ملموس في حياة الأفغان.

واشار إلى حملات تلقيح الأطفال ضد الشلل وعودة أعاد كبيرة منهم إلى المدارس وتدريب المدرّسين وتاهيلهم.

واضاف بان التحديات ما زالت كبيرة أمام الأفغان مؤكّدا أن الإنجازات التي حققها الجنود الكنديون ساهمت في التخفيف من حدّتها.

وتحدّث احد الجنود فأعرب عن فرحته بالعودة والاجتماع مجدّدا مع اسرته واطفاله الصغار وأضاف معلّقا على المشاركة الكنديّة فأكّد أن الجنود قاموا بواجب طوال كل هذه السنوات وأن نحوا من 40 ألف جندي كندي تعاقبوا على المشاركة في أفغانستان وأضاف شارحا مشاعره حيال ما تحقّق:

سوف أحتفظ بذكريات حول التطوّر الذي امكن تحقيقه في أفغانستان. ولم أشارك إلا لمدة 9 أشهر وأمكنني خلالها الوقوف على تحسّن الأوضاع. وهذا يعني بالتأكيد أن ثمّة تحسّنا طرأ على اوضاع الشعب الافغاني على مدى اثني عشر عاما.

ويتحدّث اللفتنانت كولونيل الكندي المتقاعد جيل بارادي عن المشاركة الكنديّة فيؤكّد على دور الجنود الكنديين في مسرح العمليّات الذين عملوا في ظل تحديات كبيرة مشيرا إلى أهمّية ما يمثّله انتهاء المهمّة بالنسبة لهم.

ويشير إلى الأوضاع الصعبة التي كانت سائدة في افغانستان مع بداية المهمّة الدوليّة ويضيف:

كانت منطقة قندهار التي انتشر فيها الجنود الكنديون تخلو من أي بنى تحتيّة  بعد أن استولى الطالبان على كل ما أمكن نزعه لبيعه وشراء الأسلحة بالمقابل.

وقد هجر السكان المنطقة ولجأوا إلى مخيّمات في باكستان وإيران وأصبحوا يعوّلون على المساعدات الدوليّة بعد أن فقدوا كل شيء.

جندي كندي يقوم بإنزال علم كندا في قاعدة عسكريّة في أفغانستان مع انتهاء المشاركة الكنديّة في المهمة الدوليّة
جندي كندي يقوم بإنزال علم كندا في قاعدة عسكريّة في أفغانستان مع انتهاء المشاركة الكنديّة في المهمة الدوليّة © PC/بروستر موري / و ص ك

ويتابع اللفتنانت كولونيل جيل بارادي فيؤكّد أن الجنود الكنديين تمكّنوا من تطوير الأوضاع نحو الأفضل منذ وصولهم وعلى مدى السنوات التي استغرقتها مهمّتهم ويضيف قائلا:

لقد تحسّن مؤشر التنمية البشريّة والناتج القومي الإجمالي منذ بداية المهمّة. وما زالت افغانستان بحاجة اليوم إلى الكثير من الاستثمارات ولكنها على طريق التطوّر. وصحيح أنه تطور هش ولكنه أمكن تحقيق تقدّم كبير على مدى اثنتي عشرة سنة.

ويتابع اللفتنانت كولونيل جيل بارادي فيشير إلى الاوضاع الصعبة التي كانت فيها البلاد والعقليّة التي تسودها والتي هي أقرب إلى عقليّة القرون الوسطى. ويعتبر أنه يستحيل الانتقال بها نحو الحداثة خلال فترة زمنيّة قصيرة وينبغي الانتظار بعض الوقت لتقييم الأوضاع بصورة دقيقة.

وبالنسبة للقوات الكنديّة نفسها، فقد عاشت أوضاعا فظّة وكان عليها منذ وصولها إلى قندهار ويتابع بارادي قائلا:

لم يعرف الكثيرون ربّما أن معركة طاحنة دارت في قندهار عام 2006 لدى وصول الجنود الكنديين إليها من كابول.

وأمكن كسر شوكة الطالبان الذين حاولوا استعادة السيطرة على قندهار التي هي مفتاح أفغانستان.

وفرضوا رقابة محكمة على الطرق المؤدية نحو باكستان وإيران ومنعوا الطالبان من الإشراف عليها.

وساعدتهم بعد ذلك القوات الأميركيّة والأفغانيّة في تحقيق الاستقرار في المدينة وفي المنطقة.

ويتابع بارادي فيقول إنه من الضروري أن نرى وجهي العملة. فوسائل الإعلام تنقل دوما أخبار حوادث القتل والتفجير وقلّما تركّز على أخبار إيجابيّة مثل بناء الطرقات ومد أنابيب الرّي وعودة الأطفال إلى المدارس وكلّها أمور ساهمت في تحسين ظروف عيش المواطنين الأفغان.

ويختم اللفتنانت كولونيل جيل بارادي فيشير إلى أن المهمّة كانت صعبة لأن الأزمة الافغانيّة بالغة التعقيد . وإذا كانت المشاركة العسكريّة الكنديّة قد انتهت، إلا ان اوتاوا ما زالت ملتزمة بتقديم المساعدة الإنسانيّة وبمساعدة القوات الافغانيّة على حدّ سواء.

(وكالة الصحافة الكنديّة/ راديو كندا الدولي)

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.