زعيم الحزب الليبرالي الكيبيكي فيليب كويار في مؤتمر صحافي عقده اليوم في لونغوي جنوب مونتريال

زعيم الحزب الليبرالي الكيبيكي فيليب كويار في مؤتمر صحافي عقده اليوم في لونغوي جنوب مونتريال
Photo Credit: PC / ريان ريميورز / و ص ك

كيبيك: معركة انتخابية حامية

استمعوا

تعرض اليوم زعيم الحزب الليبرالي الكيبيكي فيليب كويار لانتقادات مركزة من قبل زعماء الأحزاب الأخرى في مقاطعة كيبيك. وربط المحللون بين هذه الانتقادات واستطلاع جديد أعلنت نتائجه اليوم، اليوم الرابع عشر للحملة الانتخابية في المقاطعة، يظهر تفوق الحزب الليبرالي في نوايا الاقتراع على سائر الأحزاب.

فقد أظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجرته بين الثاني عشر والسادس عشر من الشهر الحالي شركة "كروب" لصالح صحيفة "لا بريس" الصادرة في مونتريال أن الحزب الليبرالي الكيبيكي (Parti libéral du Québec)، الذي يشكل المعارضة الرسمية في الجمعية الوطنية (تشريعية) الخارجة، نال 39% من نوايا الاقتراع لدى المستطلعين مقابل 36% للحزب الكيبيكي الاستقلالي (Parti québécois) الذي يشكل الحكومة الخارجة، و13% لحزب "الائتلاف من أجل مستقبل كيبيك" (Coalition Avenir Québec)، وهو حزب من وسط اليمين، و10% لحزب "التضامن الكيبيكي" (Québec Solidaire) اليساري والاستقلالي.

وبهذا يكون الحزب الليبرالي قد حسّن نتيجته بثلاث نقاط مئوية مقارنة بما أظهره استطلاع رأي آخر أجرته شركة "كروب" نفسها، ولكن لحساب راديو كندا، قبيل دخول رجل الأعمال الكيبيكي بيار كارل بيلادو المعركة الانتخابية كمرشح عن الحزب الكيبيكي وخطابه القوي المفعم بالمشاعر في التاسع من الشهر الجاري والذي أعلن فيه بعزم أنه يريد لكيبيك أن تصبح دولة مستقلة. وهذا المكسب حققه الحزب الليبرالي الكيبيكي بشكل أساسي على حساب حزب الائتلاف من أجل مستقبل كيبيك، لاسيما فيما يتعلق بشعبيته لدى الكيبيكيين من أصول كندية فرنسية الذين يشكلون نحو 80% من سكان مقاطعة كيبيك. فالاستطلاع الجديد أظهر أن الحزب الليبرالي بات يحصل على 30% من نوايا الاقتراع لدى هؤلاء. والسبب الرئيسي وراء ذلك هو أن بعضاً من مؤيدي حزب "الائتلاف من أجل مستقبل كيبيك" في أوساط الكيبيكيين من أصول كندية فرنسية أقلقهم كلام بيلادو عن استقلال كيبيك، فقرروا أن يدعموا الحزب الليبرالي الكيبيكي، أوفر الأحزاب حظاً في منع الحزب الكيبيكي من العودة إلى السلطة.

كما استفاد حزب "التضامن الكيبيكي" من دخول بيلادو المعركة الانتخابية. فقبل الخطاب الشهير لهذا الأخير كان للحزب المذكور 8% من نوايا الاقتراع لدى المستطلعين مقابل 10% حالياً. والسبب هو أن بعضاً من يساريي الحزب الكيبيكي الذين يخشون تأثير رجل أعمال بحجم بيلادو على الحزب، لاسيما بسبب تاريخ من المواجهات بينه وبين النقابيين، قرروا تجيير دعمهم لحزب التضامن اليساري والاستقلالي والذي يملك مقعدين فقط في الجمعية الوطنية الخارجة.

لكن الحزب الكيبيكي، الذي تشكل فكرة استقلال كيبيك عن كندا علة وجوده، لا يزال في الطليعة بالنسبة لنوايا الاقتراع لدى الكيبيكيين من أصول كندية فرنسية رغم خسارته جزءاً غير قليل منها. فقد أظهر الاستطلاع الأخير أن الحزب الكيبيكي يحظى بنوايا الاقتراع لدى 43% من هؤلاء، أي أكثر بـ13% مما يحظى به الحزب الليبرالي. لكن هذا الفارق تراجع بنسبة 10% لصالح الليبراليين عما كان عليه الشهر الماضي. وهذا يعني أن دخول بيلادو المعركة الانتخابية بخطابه القوي ألحق بعض الأذى بالحزب الكيبيكي بدل أن يعطيه دفعاً إلى الأعلى كما ساد الاعتقاد بادئ الأمر لدى الكثيرين داخل الحزب. وأمام هذه النتائج يصعب التنبؤ بمن من هذين الحزبين سيحصل على عدد أكبر من مقاعد الجمعية الوطنية، يقول نائب رئيس شركة "كروب"، يوري ريفيه.

ومن جهته يرى رئيس مكتب راديو كندا في مدينة كيبيك سيباستيان بوفيه أن الحزب الكيبيكي يحتاج لتأييد 45% من الناخبين الكيبيكيين من أصول كندية فرنسية للفوز بحكومة أكثرية، خلافاً لحكومة الأقلية التي حصل عليها في الانتخابات الأخيرة في أيلول (سبتمبر) 2012. أما الحزب الليبرالي الكيبيكي فلديه حظوظ قوية بالفوز بحكومة أقلية وفق نتائج الاستطلاع الأخير التي تضعه أولاً في نوايا الاقتراع مع 30% منها في أوساط الكيبيكيين من أصول كندية فرنسية. لكن المنحى الحالي، يضيف بوفيه، يشير إلى ارتفاع نسبة التأييد لليبراليين وتراجع محدود في تأييد الحزب الكيبيكي وتراجع قوي في تأييد حزب "الائتلاف من أجل مستقبل كيبيك".

موعد الانتخابات هو السابع من الشهر المقبل، أي أن 20 يوماً لا تزال تفصلنا عنه، ويمكن لأمور كثيرة أن تحصل خلال هذه الفترة وأن تؤثر على آراء الناخبين الكيبيكيين وتوجهاتهم. لكن المؤكد أن مساء بعد غد الخميس هو موعد هام في هذه الحملة الانتخابية، إذ سيتواجه زعماء الأحزاب الأربعة الممثلة في الجمعية الوطنية في مناظرة تلفزيونية سيتابعها الجمهور بشغف. وغالباً ما يكون لهذه المناظرات تأثير كبير على آراء الناخبين، لاسيما على المترددين منهم.

فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.