تناول الصحافي الاقتصادي جيرالد فيليون في مدونته على موقع راديو كندا "خطاباً هاماً" ألقاه حاكم مصرف كندا المركزي ستيفن بولوتز أمس في هاليفاكس في شرق كندا على ساحل الأطلسي.
يقول فيليون إن مضمون خطاب بولوتز يلتقي مع ما يقوله عدد متزايد من خبراء الاقتصاد، وهو أن النمو الاقتصادي سيكون ضعيفاً خلال السنوات المقبلة في معظم الدول الغربية، ومن ضمنها كندا.
ويذكر الكاتب في هذا الصدد أن عدة أعضاء في "جمعية خبراء الاقتصاد في كيبيك"، مثل جان بيار أوبري وفرانسوا دولورم وجان بيار فورلونغ، رأوا، ولعدة أسباب، أننا ندخل مرحلة نمو بطيء. أما الخبير الاقتصادي إريك بينو من جامعة كيبيك في مونتريال فذهب أبعد من ذلك ليتحدث عن مرحلة ركود اقتصادي.
وينقل فيليون عن بولوتز قوله إن العمل المشترك للقوى الديمغرافية وعواقب الأزمة الاقتصادية العالمية يحد من النمو الاقتصادي.
ويحدد حاكم مصرف كندا المركزي ثلاثة تحديات تترابط في الوقت نفسه: تقلب الطلب العالمي بشكل كئيب، جيل الـ"بايبي بومرز" الذي بدأ يتقاعد من العمل، أي مواليد الفترة الممتدة من عام 1946 حتى عام 1964، وارتفاع مستوى الادخار.
ويضيف فيليون أن بولوتز ذهب أبعد من ذلك في المؤتمر الصحافي الذي أعقب خطابه ليقول إن هامش المناورة ضيق أمام المصارف المركزية حول العالم. فمن الصعب تخفيض الفوائد أكثر من أجل تحفيز الاقتصاد، وذلك في الوقت الذي تتعرض فيه بنى الاقتصاد للهجوم من قوى باستطاعتها أن تلغي بشكل ما جزءاً من الوقع المعتاد الذي يتركه تخفيض للفوائد.
في السنوات الثلاثين الأخيرة كان الـ"بايبي بومرز" يعملون، وعملهم حفز الاقتصاد. واليوم نشهد انقلاباً للمنحى الديمغرافي، يقول بولوتز. "إذا أردتم انتقاد الـ"بايبي بومرز" بسبب المستقبل (لأنهم يذهبون إلى التقاعد)، يجب عليكم الإقرار بما أنجزوه في الماضي!"، يضيف بولوتز. لكن الماضي استهلك وليس أمامنا من خيار سوى الاهتمام بالمستقبل والنظر إليه بصفاء، يرى حاكم مصرف كندا المركزي.
ويؤكد بولوتز أن على الحكومات أن تكون شديدة الحذر في الخطوات التي تقدم عليها في الظروف الراهنة، وعليها مواصلة تحسين مناخ الأعمال للشركات مع التركيز على التبادل الحر.
ويشير حاكم المصرف المركزي إلى معطى إضافي يتعلق بكندا، وهو الهجرة الداخلية التي تزيد من حدة المصاعب لبعض المقاطعات، فالاقتصاد الكندي يعمل على سرعتين: اقتصاد الطاقة وسائر الاقتصاد الكندي، حسب رأيه.
ويقول فيليون إن هذا الكلام يؤكد الملاحظات الأخيرة لعدد من خبراء الاقتصاد في مقاطعة كيبيك، مثل رئيس الحكومة الأسبق لهذه المقاطعة، جاك باريزو، وبيار فورتان، بشأن الوضع فيها. فشيخوخة المجتمع تسير في كيبيك بوتيرة أسرع مما هي عليه في سائر المقاطعات، وهذا سيلحق الأذى بنمو سوق العمل والاقتصاد. فهل يجري التطرق لهذا الموضوع في الحملة الانتخابية الحالية في كيبيك؟ يختم الصحافي جيرالد فيليون متسائلاً.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.