غداة المناظرة التلفزيونية التي جرت يوم أمس خلال الحملة الممهدة لانتخابات عامة في مقاطعة كيبك ستجري في السابع من إبريل نيسان المقبل والتي جمعت زعيمة الحزب الكيبكي الاستقلالي النزعة رئيسة حكومة كيبك الخارجة بولين ماروا وزعيم الحزب الليبرالي فيليب كويار وزعيم حزب التحالف من أجل مستقبل كيبك فرنسوا لوغو والناطقة باسم حزب التضامن الكيبكي فرنسواز دافيد، تناول المشاركون في المناظرة مجموعة من القضايا من بينها الشأن الاجتماعي والصحي والاقتصادي والوطني.

وحذر زعيم الحزب الليبرالي فيليب كويار خلال طرح هذا الشق أي الشق الوطني خلال المناظرة من رغبة الحزب الكيبكي بالدعوة لاستفتاء خلال الفترة الأولى من حكمه أي في حال إعادة انتخابه محذرا من أن الدعوة لاستفتاء تأتي في مقدمة طروحات الحزب الكيبكي وحتى لو حاول التهرب من تأكيدها معتبرا أن انتخاب الحزب الكيبكي يعني الدعوة لاستفتاء حول انفصال المقاطعة عن الفدرالية الكندية وما يستتبع ذلك من تداعيات بينما أكّدت زعيمة الحزب الكيبكي بولين ماروا أن انتخاب الحزب الليبرالي يعني تمزيق شرعة العلمنة أو شرعة القيم الكيبكية ورميها في سلة المهملات وأن انتخاب الحزب الكيبكي يعني اعتماد هذه الشرعة.
هيئة الإذاعة الكندية التقت زعيم الحزب الليبرالي فيليب كويار غداة المناظرة وسألته لماذا يركز على موضوع الاستفتاء الذي قد تدعو إليه زعيمة الحزب الكيبكي بولين ماروا في حال إعادة انتخاب الحزب الكيبكي لحكم المقاطعة أجاب:
لقد كان واضحا يوم أمس خلال المناظرة أن الرهان هو الاستفتاء لأن السيدة ماروا لم يكن باستطاعتها القول إنها لن تدعو لاستفتاء خلال فترة الحكم المقبلة، ليس هذا فحسب بل أضافت على ذلك خلال ندوة صحافية أعقبت المناظرة كما أن الوزير في حكومة الحزب الكيبكي جان فرنسوا ليزيه أكّد ذلك مسبقا أي الدعوة لاستفتاء حول مستقبل المقاطعة ضمن الفدرالية الكندية.

والسبب في طرحي للموضوع هو أن الحزب الكيبكي هو الذي وضعه على الطاولة منذ بدء الحملة الانتخابية.
وأضاف فيليب كويار أن حزبه أي الحزب الليبرالي يفضل الحديث عن الاقتصاد وإيجاد فرص عمل بدل التخبط في موضوع الاستفتاء الذي ملّه الكيبكيون قائلا:
الكيبكيون يلمسون حاليا الوضع الصعب للاقتصاد في كيبك ويرون كيف أن الحزب الليبرالي يسعى لوضع الاقتصاد في المقدمة بينما حزب آخر لا يهمه سوى الاستفتاء الهادف لفصل المقاطعة عن الفدرالية الكندية.
وعن سؤال لماذا يركز على تخويف الناس من الاستفتاء مع العلم أن ثلثي الكيبكيين وهو يعرف ذلك لا يرغبون بمثل هذا الاستفتاء أجاب فيليب كويار:
ليس هذا تخويفا بل إن الناس ملّوا من طرح هذا الموضوع وهذا ما لمسته أضاف كويار على الأرض وعبر الاستطلاعات أن الناس لا يهمهم هذا الأمر بل المشاكل التي تعانيها المناطق.
وعن سؤال لماذا لم يوضح موقفه خلال الحملة الانتخابية حيال الدستور الكندي ولماذا لم يضعه في سلم أولوياته وهل أنه سيستشير الكيبكيين في حال دعوة بقية كندا للتفاوض حوله مع الإشارة إلى أن مقاطعة كيبك هي الوحيدة بين المقاطعات الكندية التي لم توقع على الدستور بعد نقله من بريطانيا أجاب:
لا أعرف حتى في ما إذا كانت ستجري مفاوضات دستورية إذ لا يوجد أي شخص في كندا يتحدث عن هذا الموضوع حاليا وإذا في يوم ما دعيت من قبل المقاطعات الأخرى للحديث عن هذا الأمر فسأذهب لأدافع عن موقف كيبك.
وعن موقفه من شرعة القيم الكيبكية اعتبر كويار أن الحزب الكيبكي أطلقها لغايات انتخابية وهو وإن كان مع حياد الدولة على صعيد الشعائر الدينية لكنه لا يرى مبررا لإيجاد مشكلة غير موجودة أصلا وأن توصيات لجنة بوشار تايلور حول التسويات المعقولة كافية لإيجاد حلول لقضايا قد تحدث في المستقبل.
يشار إلى أن استطلاعات الرأي بدأت ترجح كفة الحزب الليبرالي على غيره من الأحزاب على الساحة الكيبيكية وآخرها استطلاع لفوروم ريسيرش تورنتو ستار يظهر أن الحزب الليبرالي بزعامة فيليب كويار يحظى بتأييد 45% من الناخبين في كيبك يليه الحزب الكيبكي مع تأييد 32% من الناخبين وحزب التحالف من أجل مستقبل كيبك مع تأييد 13% فقط من الناخبين وأخيرا حزب التضامن الكيبكي مع تأييد 7% من الكيبكيين.
يذكر أن زعماء الأحزاب الأربعة مدعوون الأسبوع المقبل لمناظرة ثانية تمهيدا للانتخابات التي ستجري في السابع من الشهر المقبل.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.