تجري غدا الخميس المناظرة الثانية والأخيرة بين زعماء الأحزاب الرئيسة الأربعة في إطار الحملة الانتخابية الدائرة حاليا في مقاطعة كيبيك . وهي مناسبة ذهبية لكل من الزعماء لعرض برنامجه وتطلعاته وأفكاره ، ولكن خاصة للتصويب على الآخرين ولا سيما على من يهدد أكثر موقعه وحظوظه في تشكيل الحكومة العتيدة .
وتجري المناظرة في أعقاب صدور استطلاع ثالث للرأي لمصلحة زعيم الليبيراليين فيليب كويار وهذه المرة بفارق من شأنه أن يمكنه من الفوز وتشكيل حكومة يرجح أن تكون حكومة أكثرية خلفا لحكومة الأقلية التي كان شكلها الحزب الكيبيكي قبل حوالي ثمانية أشهر . وهذا طبعا إذا استمرت النزعة الحالية .
ومن الطبيعي ، إزاء هذا التطور ، أن يتحول زعيم الليبيراليين إلى الهدف الذي يصوب النار عليه كل من الحزب الكيبيكي وحزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك للحد من تقدمه والعمل على إضعافه . ولتحقيق ذلك كان لا بد من تغيير الأولويات وتبديل الملفات التي يصب التداول بها في مصلحة الليبيراليين كملف الاستفتاء على الانفصال والاستقلال مثلا ، والتركيز على شؤون قد تضر بالزعيم المتقدم وفي طليعتها ملف الشفافية والمناقبية . ذلك أن كويار كان وزيرا في حكومة الليبيراليين السابقة التي خسرت الانتخابات الأخيرة في ظل أخبار عن فضائح مالية وفساد وسوء ائتمان ومحسوبية اتهمت بها والتصقت بأعضائها عن حق أو باطل . وباتت معظم مداخلات الحزبين الآخرين تتمحور حول سؤال يتردد في أكثر من مناسبة وعلى أكثر من منبر : هل تريدون العودة إلى زمن الليبيراليين الفاسد ؟
وفي سعي للجم هذه النزعة وتلميع الصورة وإثبات الشفافية والمناقبية ، أعلن زعيم الليبيراليين أمس عزمه على تقديم كشف كامل بأمواله وممتلكاته ومداخيله وسيتم نشره على موقع الحزب الرسمي قبل موعد المناظرة وأضاف :
" أطلب من زعماء الأحزاب الآخرين أن يحذوا حذوي وفي الفترة الزمنية نفسها ، وأن يكشفوا ليس فقط عن مدخولهم للعام 2012 إنما أيضا عن أصولهم وممتلكاتهم التي يمتلكونها هم أو زوجاتهم أو أزواجهم ، بالتفصيل وبالأرقام . "
المراقبون رأوا في إعلان كويار سعيا لإحراج منافسته الأساسية زعيمة الحزب الكيبيكي بولين ماروا نظرا لاتهامات مالية طاولت زوجها الثري كلود بلانشار . واعتبرت ماروا أن ما يسعى إليه زعيم الليبيراليين هو تحويل الأنظار عن الملفات الأساسية وأضافت :
" أعتقد أنه بطلبه هذا يشكك بمصداقية مفوض المناقبية لأنه هو الكفيل بأننا نحترم القانون والمعايير المعتمدة وأن الوثائق التي نقدمها له تحترم المطلوب "
بانتظار حكم صناديق الاقتراع لا شك أن حدة الخطاب السياسي الانتخابي سترتفع وتيرتها على وقع استطلاعات الرأي لمصلحة هذا أو ذاك من الزعماء .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.