زعماء الأحزاب الأربعة قبيل بدء المناظرة التلفزيونية بينهم مساء العشرين من آذار (مارس) الحالي. من اليمين: زعيم الحزب الليبرالي فيليب كويار يصافح زعيم حزب الائتلاف من أجل مستقبل كيبيك، فرانسوا لوغو، وبينهما زعيمة الحزب الكيبيكي الاستقلالي بولين ماروا، وإلى اليسار زعيمة حزب التضامن الكيبيكي، اليساري، فرانسواز دافيد

زعماء الأحزاب الأربعة قبيل بدء المناظرة التلفزيونية بينهم مساء العشرين من آذار (مارس) الحالي. من اليمين: زعيم الحزب الليبرالي فيليب كويار يصافح زعيم حزب الائتلاف من أجل مستقبل كيبيك، فرانسوا لوغو، وبينهما زعيمة الحزب الكيبيكي الاستقلالي بولين ماروا، وإلى اليسار زعيمة حزب التضامن الكيبيكي، اليساري، فرانسواز دافيد
Photo Credit: PC / بول شياسون / و ص ك

من الصحافة الكندية: دعوة للأفكار بدل النِقار في الحملة الانتخابية في كيبيك

استمعوا

تناول كاتب العمود في صحيفة "لو دوفوار" الصادرة بالفرنسية في مونتريال، جان روبير سانفاسون، الحملة الانتخابية في مقاطعة كيبيك. فقال إنه مع بقاء اثني عشر يوماً فقط من هذه الحملة تركز الأحزاب المتنافسة مداخلاتها على المواضيع التي تعتقد أنها تترك وقعاً، ورأى أن هذه الأحزاب، وفي مبالغتها باللجوء إلى الاستراتيجيات، تعرض نفسها لانزلاقات إضافية.

ويتابع الكاتب أنه منذ أكثر من أسبوع استقطب موضوعان فقط اهتمام زعماء الأحزاب الكبيرة، وبصورة سلبية في كلتا الحالتين. فحسب زعيمة الحزب الكيبيكي الاستقلالي رئيسة الحكومة الخارجة، بولين ماروا، انتخابُ فيليب كويار زعيم الحزب الليبرالي الذي يشكل المعارضة الرسمية في الجمعية الوطنية (تشريعية) الخارجة هو بمثابة انتخاب فريق رئيس الحكومة الليبرالية السابق جان شاريه. بينما يعتبر كويار أن انتخاب ماروا يدخل مقاطعة كيبيك مجدداً في حملة استفتائية حول استقلالها عن الاتحادية الكندية. وكل هذا تفكير تبسيطي، يرى روبير سانفاسون.

ويلقي الكاتب بعض اللوم في ذلك على الصحافيين، فيرى أنهم في سعيهم ليتجنبوا أن تملي عليهم الخبرَ الماكيناتُ الحزبية، يميلون لتخصيص وقت أقل للمضمون الذي يبثه يومياً قادة الأحزاب مقابل تغطية سخية لمبارزات خطابية أكثر سخونة، وإن كانت هي الأخرى خارجة من مطابخ واضعي استراتيجيات هذه الأحزاب. وهذا ما حدث يوم أمس أيضاً فيما كانت بولين ماروا تعرض برنامج حزبها في موضوع شؤون الطفولة بحضور الصحافة. فبعد أن انهت عرضها لم يُطرح عليها أي سؤال حول الموضوع الذي تناولته، بل كان التركيز على دعوة فيليب كويار زعماء الأحزاب الأخرى لتقديم كشف كامل عن أوضاعهم المالية، معلناً أنه سيقوم بهذه الخطوة ومتحدياً إياهم أن يحذوا حذوه.

ويضيف روبير سانفاسون أن الفوارق بين الحزبين الكيبيكي والليبرالي في الملفات الحكومية الكبيرة هي حالياً أقل بروزاً مما كانت عليه في الحملة الانتخابية السابقة في صيف 2012. ففي ملفات المالية العامة والتربية والبيئة والتنمية الاقتصادية، هناك تشابه في برامج الحزبي، مع الإشارة إلى بعض الاستثناءات، كشرعة العلمنة مثلاً.

ويتابع الكاتب أن بضعة أشهر كانت كفيلة بجعل الناس ينسون أن الحزب الكيبيكي كان خارج السلطة طيلة تسع سنوات، فمعظم الأفكار التي أطلقها عام 2012 إما تحققت أو جرى التخلي عنها. أما الحزب الليبرالي، فمجرد تغيير زعيمه من جان شاريه إلى فيليب كويار كان كافياً كي ينسي الناس حكومة شابتها ادعاءات بشأن ممارستها المحاباة والمحسوبيات والفساد.

ويشير روبير سانفاسون إلى أن دخول رجل الأعمال الكيبيكي بيار كارل بيلادو المعركة الانتخابية في التاسع من الشهر الجاري كمرشح عن الحزب الكيبيكي وبخطاب قوي مفعم بالمشاعر أعلن فيه بعزم أنه يريد لكيبيك أن تصبح دولة مستقلة، أدى إلى استقطاب للرأي العام دفع ثمنه حزب الائتلاف من أجل مستقبل كيبيك، وهو حزب من وسط اليمين، مع العلم أن زعيم الحزب المذكور، فرانسوا لوغو، "يقود حملة (انتخابية) جيدة". وحتى حزب التضامن الكيبيكي، اليساري التوجه، الذي لا يلعب مطلقاً في باحات المخططين التكتيكيين، لم ينجح في رفع مستوى النقاش، يقول كاتب العمود في "لو دوفوار".

لكن روبير سانفاسون يتمسك بالأمل في أن توفر المناظرة التلفزيونية الثانية التي تجري مساء غد بين قادة الأحزاب الفرصة لإعادة الالتزامات الانتخابية التي تميز الأحزاب عن بعضها إلى الواجهة، مقترحاً، قبل أن ينفد الوقت، أن يعيد زعماء الأحزاب الأربعة مضامين برامجهم في مجالات الصحة والتربية والبنى التحتية والسياسة العائلية إلى صلب استراتيجياتهم من أجل كسب ثقة الناخبين، وأن يعرض الحزب الكيبيكي مقترحاته لمواجهة التحدي الديمغرافي في مقاطعة كيبيك.

فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.