تحت عنوان : " مناظرة لا تعيد خلط الأوراق " ، علق رئيس تحرير صحيفة لابريس ألان دوبوك على المناظرة التلفزيونية التي جرت أمس بين زعماء الأحزاب الأربعة في كيبيك في إطار الحملة الانتخابية الدائرة حاليا في المقاطعة ذات الغالبية الفرنسية . قال :
كنا نتوقع أن تكون المناظرة التلفزيونية الثانية موعدا ثانيا مهما ومفصليا في الحملة الانتخابية ، لكن ذلك لم يحصل وبدل ذلك شهدنا نقاشا صاخبا لكنه ممل ومكرر لمن تابعوا المناظرة الأولى .
ورأى أن المواطنين الذين تسمروا ساعتين أمام جهاز التلفزة بانتظار مواقف ومعطيات وعرض إستراتيجيات اقتصادية مختلفة تساعدهم على حسن الاختيار في السابع من الشهر المقبل ، قد خاب ظنهم .
لماذا ؟ يتساءل دوبوك ، لأن شكل المناظرة لم يكن موفقا نظرا للوقت الضيق الذي منح لكل من الزعماء للسؤال أو الرد ما اضطرهم في كثير من الأحيان إلى عدم إكمال أجوبتهم .
والسبب الآخر هو انعدام وجود أية مفاجأة إذ أن الزعماء الأربعة كانوا التقوا منذ أسبوع ولم يطرأ من يومها أي تغيير أساسي على المشهد السياسي ما دفع بالمتناظرين إلى تكرار مواقفهم وترديد صيغ معدة مسبقا .
ويتابع ألان دوبوك : كان متوقعا أن يكون زعيم الليبيراليين فيليب كويار ، المتقدم في استطلاعات الرأي ، هدفا للانتقاد من الثلاثة الآخرين وهذا ما حصل خاصة عند التطرق إلى ملف اللغة الفرنسية وعند النقاش القصير بشأن المناقبية الذي كان الكثيرون ينتظرونه بفارغ الصبر بعد الهجمات غير الأنيقة اتي تعرض لها خلال الأسبوع الفائت . وفي هذا الملف كان كويار في وضع الدفاع لكنه لم يكن وحده اذ ان سهام الانتقاد اصابت بولين ماروا كذلك وبخاصة في مسألة التعيينات المحسوبية وكان النقاش قاسيا بينها وبين زعيم حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك فرانسوا لوغو الذي شغل مكانا واسعا في النقاش لكن ذلك لا يجعل منه منتصرا . فمداخلاته التي كانت من نوع : لدي سؤال ، هل أنت موافق نعم أم لا ، أنا أريد أن أعرف ، أجبني على السؤال ، كانت أقرب إلى مداخلات صحافية وليس للدفاع عن برنامجه الانتخابي .
ويتابع ألان دوبوك : من جهتها ، كانت زعيمة حزب التضامن فرانسواز دافيد جيدة كالعادة ، لكن هدوءها ناجم عن معرفتها بأنها لن تصل يوما إلى رئاسة الحكومة وكان سهلا عليها أن تقدم أفكارا وبرامج لن تتحقق وتعرض مليارات الدولارات التي لن تصل .
وهذا يعيدنا إلى نقطة الانطلاق : فالصراع الحقيقي يدور بين الزعيمين : فيليب كويار وبولين ماروا : ماروا كانت أمس أفضل من المرة السابقة ونجحت في الدفاع عن برنامجها . فيليب كويار الذي وضع في وضع الدفاع أمضى وقتا أكثر صعوبة من المرة السابقة ولكنه تمكن من المحافظة على ما يميزه : الهدوء وضبط الأعصاب وإتقان ملفاته بصورة كبيرة .
ويتساءل ألان دوبوك في ختام مقالته : هل هذا كاف لإعادة خلط الأوراق وتغيير مسار الحملة ؟ ربما لا .استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.