Photo Credit: RCI / راديو كندا الدولي

أقوال الصحف للأسبوع المنتهي في 30-03-2014

استمعوا

مجموعة مختارة من تعليقات الصحف الكنديّة اعدّها ويقدّمها كل من فادي الهاروني وبيار أحمراني وسمير بدوي.

من الصحافة الكندية: على هامش الحملة الانتخابية في كيبك

تحت عنوان "ماذا لو فاز الحزب الكيبكي بغالبية" كتبت ليزيان غانيون مقالا في صحيفة لابرس قالت فيه: لو افترضنا أن الحزب الكيبكي الاستقلالي النزعة أعيد انتخابه مع غالبية إذ لا يمكن استبعاد أي شيء حتى السابع من إبريل نيسان المقبل (موعد الانتخابات) حينها سنشهد حربا لا هوادة فيها بين دعاة استقلال مستعجلين ودعاة استقلال حذرين.

المستعجلون بزعامة بيار كارل بيلادو وجاك باريزو اللذين سيطالبان بدون شك بالدعوة لاستفتاء "الحظ الأخير"

الوقت يمرّ بسرعة يقول المستعجلون فالديمغرافية تعمل ضد خيار الاستقلال ولا أهمية في ما إذا كانت الشروط الرابحة (شروط الفوز في الاستفتاء) متوفرة أو غير متوفرة.

سيدعون أي المستعجلين لمقاربة طوعية على أمل توفير مناخ حاشد للقوى الاستقلالية بالتزامن مع نزاعات مع كندا الإنجليزية لن تتلكأ حكومة من الحزب الكيبكي عن إثارتها ما سيسمح لهم بجمع 50000 صوت كانت تنقصهم في استفتاء عام 1995 .

أما في ما يتعلق بالاستقلاليين الحذرين بزعامة بولين ماروا فإنهم سيدافعون عن فكرة بأن القيام بمبادرة على مثل هذا النحو قد تكون مخاطرة بحد ذاتها في حال غياب الشروط الرابحة وارتفاع ملموس في تأييد خيار الاستقلال في استطلاعات الرأي.

وتتابع ليزيان غانيون مقالها في صحيفة لابرس : لا أحد يدري كيف سيحل هذا الصراع الداخلي لكننا سنسمع الكثير عنه وهذا ما سيترك بصماته على حركة حكومة غالبية محتملة من الحزب الكيبكي.

ومن غير المستغرب أن هذا الانقسام الجوهري قد يؤدي إلى تقسيم الحزب لأن الدعوة لاستفتاء بالنسبة للاستقلاليين المستعجلين ضرورية في فترة الحكم الأولى لحكومة غالبية وإلا فإن الخيار سيدفن للأبد.

غير أن عاملا آخر يوجب أن يخفف من حماسة الاستقلاليين المستعجلين ألا وهو غياب كبار المدافعين عن الفدرالية في عام 1980 و1995 غير أنهم سيواجهون عائقا كبيرا جدا لم يكن موجودا في عام 1995: السؤال هذه المرة يجب أن يكون واضحا.

واضح، أي بدون مواربة، لم يعد ممكنا اللعب على الألفاظ  مثل الترويج لشراكة مع كندا. يجب أن يكون السؤال بسيطا وواضحا مثل: هل ترغب أن تصبح كيبك بلدا ذا سيادة؟ نقطة على السطر.

هذا التغيير ذو التداعيات الهامة جدا منشأه ثلاثة مصادر: قرار المحكمة الكندية العليا، القانون الفدرالي حول الوضوح الذي استتبعه ومثل اسكتلندا حيث سيتضمن الاستفتاء على السيادة سؤالا واضحا كانت صياغته نتيجة اتفاق بين الحكومتين : هل يتوجب أن تصبح اسكتلندا دولة مستقلة؟

هذه هي المنطلقات الرئيسية التي ستوجه لاحقا الرأي العام العالمي عندما يتعلق الأمر بالاعتراف بنتائج استفتاء كيبكي جديد.

ويبدو تتابع ليزيان غانيون أن الاستقلاليين أنفسهم مقتنعون بإلغاء كل إبهام على سؤال مستقبلي حتى ولو كانوا معارضين أشد المعارضة لضرورة توفر غالبية واضحة أي أكثر من عتبة 50% زائد واحد.

يشار إلى أن مؤسسات الاستطلاع أوقفت إضافة فكرة الشراكة على أسئلتها ما أدى لتدني دعم الخيار الاستقلالي إلى معدل  38% حسب عالمة الاجتماع كلير دوران من جامعة مونتريال التي درست وحللت كافة الاستطلاعات بين أعوام 1976 و2008.

شرطان، كتبت كلير دوران في صحيفة لابرس، سمحا للنزعة الاستقلالية أن تتجاوز عتبة الخمسين بالمئة: مواجهة دستورية وتضمين خيار الشراكة مع بقية كندا في السؤال.

وتختم ليزيان غانيون مقالها في صحيفة لابرس بالقول: دون الشراكة فإن دعم استقلال كيبك يتدنى بمعدل سبع نقاط وإلى عشر وحتى عشرين نقطة في حال كان السؤال يتمحور حول الاستقلال أو الانفصال بدل أن يكون حول مفهوم مبهم ومطمئن حول السيادة.

وإلى صحيفة "لو دوفوار" الصادرة بالفرنسية في مونتريال حيث تناول كاتب العمود جان روبير سانفاسون الحملة الانتخابية في مقاطعة كيبيك. فقال إنه مع بقاء اثني عشر يوماً فقط من هذه الحملة تركز الأحزاب المتنافسة مداخلاتها على المواضيع التي تعتقد أنها تترك وقعاً، ورأى أن هذه الأحزاب، وفي مبالغتها باللجوء إلى الاستراتيجيات، تعرض نفسها لانزلاقات إضافية.

ويتابع الكاتب أنه منذ أكثر من أسبوع استقطب موضوعان فقط اهتمام زعماء الأحزاب الكبيرة، وبصورة سلبية في كلتا الحالتين. فحسب زعيمة الحزب الكيبيكي الاستقلالي رئيسة الحكومة الخارجة، بولين ماروا، انتخابُ فيليب كويار زعيم الحزب الليبرالي الذي يشكل المعارضة الرسمية في الجمعية الوطنية (تشريعية) الخارجة هو بمثابة انتخاب فريق رئيس الحكومة الليبرالية السابق جان شاريه. بينما يعتبر كويار أن انتخاب ماروا يدخل مقاطعة كيبيك مجدداً في حملة استفتائية حول استقلالها عن الاتحادية الكندية. وكل هذا تفكير تبسيطي، يرى روبير سانفاسون.

ويلقي الكاتب بعض اللوم في ذلك على الصحافيين، فيرى أنهم في سعيهم ليتجنبوا أن تملي عليهم الخبرَ الماكيناتُ الحزبية، يميلون لتخصيص وقت أقل للمضمون الذي يبثه يومياً قادة الأحزاب مقابل تغطية سخية لمبارزات خطابية أكثر سخونة، وإن كانت هي الأخرى خارجة من مطابخ واضعي استراتيجيات هذه الأحزاب. وهذا ما حدث يوم أمس أيضاً فيما كانت بولين ماروا تعرض برنامج حزبها في موضوع شؤون الطفولة بحضور الصحافة. فبعد أن انهت عرضها لم يُطرح عليها أي سؤال حول الموضوع الذي تناولته، بل كان التركيز على دعوة فيليب كويار زعماء الأحزاب الأخرى لتقديم كشف كامل عن أوضاعهم المالية، معلناً أنه سيقوم بهذه الخطوة ومتحدياً إياهم أن يحذوا حذوه.

ويضيف روبير سانفاسون أن الفوارق بين الحزبين الكيبيكي والليبرالي في الملفات الحكومية الكبيرة هي حالياً أقل بروزاً مما كانت عليه في الحملة الانتخابية السابقة في صيف 2012. ففي ملفات المالية العامة والتربية والبيئة والتنمية الاقتصادية، هناك تشابه في برامج الحزبين. طبعاً هناك بعض الاستثناءات، كشرعة العلمنة مثلاً.

ويتابع الكاتب أن بضعة أشهر كانت كفيلة بجعل الناس ينسون أن الحزب الكيبيكي كان خارج السلطة طيلة تسع سنوات، فمعظم الأفكار التي أطلقها عام 2012 إما تحققت أو جرى التخلي عنها. أما الحزب الليبرالي، فمجرد تغيير زعيمه من جان شاريه إلى فيليب كويار كان كافياً كي ينسي الناس حكومة شابتها ادعاءات بشأن ممارستها المحاباة والمحسوبيات والفساد.

ويشير روبير سانفاسون إلى أن دخول رجل الأعمال الكيبيكي بيار كارل بيلادو المعركة الانتخابية في التاسع من الشهر الجاري كمرشح عن الحزب الكيبيكي وبخطاب قوي مفعم بالمشاعر أعلن فيه بعزم أنه يريد لكيبيك أن تصبح دولة مستقلة، أدى إلى استقطاب للرأي العام دفع ثمنه حزب الائتلاف من أجل مستقبل كيبيك، وهو حزب من وسط اليمين، مع العلم أن زعيم الحزب المذكور، فرانسوا لوغو، "يقود حملة (انتخابية) جيدة". وحتى حزب التضامن الكيبيكي، اليساري التوجه، الذي لا يلعب مطلقاً في باحات المخططين التكتيكيين، لم ينجح في رفع مستوى النقاش، يقول كاتب العمود في "لو دوفوار".

لكن روبير سانفاسون يتمسك بالأمل في أن توفر المناظرة التلفزيونية الثانية التي تجري مساء غد بين قادة الأحزاب الفرصة لإعادة الالتزامات الانتخابية التي تميز الأحزاب عن بعضها إلى الواجهة، مقترحاً، قبل أن ينفد الوقت، أن يعيد زعماء الأحزاب الأربعة مضامين برامجهم في مجالات الصحة والتربية والبنى التحتية والسياسة العائلية إلى صلب استراتيجياتهم من أجل كسب ثقة الناخبين، وأن يعرض الحزب الكيبيكي مقترحاته لمواجهة التحدي الديمغرافي في مقاطعة كيبيك.

فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.