إنتاج القنّب الطبّي ظاهرة تتنامى في كندا منذ فترة ويتنامى الاهتمام بها في مقاطعات الشرق المطلّة على الأطلسي وفق ما ذكرته وزارة الصحّة الكنديّة.
فقد تلقّت الوزارة ثمانية وعشرين طلبا لإنشاء مصانع لإنتاج القنّب الطبّي في شرق البلاد.
وتقدّر الوزارة مبيعات القنّب لأهداف طبيّة في كندا بمليار وثلاثمائة مليون دولار سنويّا، ما يعطي فكرة عن حجم هذا القطاع الناشئ.
واعتبارا من مطلع شهر نيسان ابريل 2014، أصبح بإمكان المستهلك الذي يحمل إذنا ، الحصول على القنّب الطبّي من خلال شركات خاصّة مخوّلة بيعه كما يقول الصحافي في راديو كندا نيكولا ستاينباخ.
ومصنع "فير ميديكال" في مدينة سان لوسيان في وسط كيبيك واحد من المصانع العديدة المتطوّرة في هذا القطاع.
ويضمّ المصنع الذي يتمتّع بحراسة قويّة 200 نبتة قنّب مزروعة لأغراض طبيّة. ويتحدّث داني لوفيفر أحد مالكي المصنع عن الهدف من زراعة القنّب فيقول:
الهدف هو معالجة بعض الأمراض وشفاؤها. ويمكن معالجة 200 حالة مرضيّة ونعمل على تطوير أصناف قادرة على شفاء كل منها.
ويستفيد المرضى المعنيون من منتج شرعي ونظيف اجريت عليه التجارب في المختبرات. ويمكن فضلا عن ذلك تسليم المنتج للمريض مباشرة إلى مكان إقامته.
وكان داني لوفيفر قد أنشأ المصنع مع زوجته بكلفة 3 ملايين دولار. ومما شجّع الزوجين على الاستثمار في هذا القطاع الناشئ ، الطلب المتنامي على القنّب الطبي كما يقول لوفيفر:
ثمة حاليا 40 ألف مريض لديهم وصفة طبيّة للحصول على القنّب وفق وزارة الصحّة الكنديّة التي تتوقّع أن يصل العدد إلى 500 ألف مريض في غضون 10 سنوات.
ويضيف لوفيفر بأنه يتابع الأخبار يوميا عبر الانترنت وثمة تكهنات بأن يشمل العلاج بالقنّب 500 ألف شخص في غضون 36 شهرا من الآن.

ويشير الصحافي في راديو كندا نيكولا ستاينباخ إلى أن هذا الاعجاب بالقنّب الطبي دفع وزارة الصحة الكنديّة إلى تغيير قواعد التعامل مع هذا المنتج:
منذ عام 2001 أصبح بإمكان من يحمل ترخيصا أن يقوم بزراعة القنّب لأغراض طبيّة في منزله.
واكتسب البرنامج هذا شعبيّة كبيرة وارتفع عدد مستخدميه من 100 شخص عام 2001 ليصل إلى 40 ألف شخص حاليا.
ويضيف ستاينباخ بأن تنامي العدد تسبّب بمشاكل لوزارة الصحّة الكنديّة تتعلّق بإدارة البرنامج ومراقبة مواقع زراعة القنّب وتفتيشها. هذا فضلا عن مشاكل العفونة التي قد تنجم عنها ومخاطر اندلاع الحرائق بسببها.
وتقول وزارة الصحّة أيضا إنها تلقّت العديد من الشكاوى من مواطنين يقيمون بجوار منازل تجري فيها زراعة القنّب يشتكون من الروائح المنبعثة منها.
كما تشير الوزارة إلى احتمال حدوث سرقات بواسطة الخلع والكسر في هذه المنازل كما يقول الصحافي نيكولا ستاينباخ الذي يضيف:
لكل هذه الأسباب واعتبارا من مطلع شهر نيسان ابريل، أصبحت زراعة القنّب الطبي غير شرعيّة من قبل مستخدمي هذه النبتة وبات يتعذّر عليهم زرعها في اماكن سكنهم. ويتعيّن على حاملي الإذن بعد اليوم شراء القنّب الطبي من منتجيه المخوّلين بذلك.
ويتابع نيكولا ستاينباخ مشيرا إلى ان وزارة الصحة تلقّت مئات الطلبات للحصول على الرخصة الجديدة لإنتاج القنّب الطبّي.
ويشير إلى وجود 28 مشروعا لإقامة مزارع في مقاطعات الشرق المطلّة على الأطلسي . ويضيف أن مصنع "فير ميديكال" من جهته أصبح جاهزا لتسليم الجرعات الأولى من إنتاجه للمستهلكين الحاصلين على إذن بذلك.
ويختم مؤكدا نقلا عن صاحب المصنع أن نحوا من 25 شخصا يشكّلون الدفعة الأولى من منتجي القنّب الطبي سيصبحون رواد هذه الصناعة في غضون سنوات.
يبقى أن نشير اخيرا إلى ان نقابة الأطباء كرّرت اليوم تحفظاتها بشأن إعطاء وصفة للعلاج بالقنّب الطبي لا سيما وأن الاجراءات الجديدة تنصّ على وجوب حصول المريض على وصفة طبيب لشراء القنّب الطبي بدل المرور مباشرة بوزارة الصحّة الكنديّة. ونصحت النقابة بإعطاء الوصفة في الحالات القصوى وبعد استنفاذ كل العلاجات الأخرى الممكنة.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.