يجب أن يكون بوسع الكنديين الحصول على كافة الخدمات الصحية التي يحتاجون إليها، ولكن ليس أكثر من ذلك. هذا ما تدعو إليه حملة "الاختيار بحكمة" الكندية، بالإنكليزية (Choosing Wisely Canada)، وبالفرنسية (Choisir avec soin)، التي أطلقتها أمس الجمعية الطبية الكندية (Canadian Medical Association).
وحملة "الاختيار بحكمة" تسعى لـ"تغيير الثقافة القائلة بأن الأكثر يعني دوماً الأفضل عندما يتعلق الأمر بالفحوصات والإجراءات الطبية"، تقول مؤسسة الحملة والتي تقوم بتنظيمها مع الجمعية الطبية الكندية، الدكتورة والبروفسورة في جامعة تورونتو، وندي ليفينسون.
وتستلهم هذه الحملة الكندية حملةً تحمل الاسم نفسه بالإنكليزية (Choosing Wisely) أطلقت في الولايات المتحدة الأميركية في نيسان (ابريل) 2012.
وتشارك في المرحلة الأولى من حملة "الاختيار بحكمة" في كندا تسع جمعيات طبية، من بينها الجمعية الكندية للجراحين العامين والجمعية الكندية للمتخصصين بالتصوير بالأشعة ونقابة أطباء الأسرة في كندا. وقامت هذه الجمعيات في إطار الحملة المذكورة، ولأول مرة في كندا، بنشر لوائح تتضمن أربعين من الفحوصات الطبية والعلاجات والإجراءات التي لا يحتاج إليها المرضى دوماً. وتستند اللوائح إلى أدلة قاطعة، وجرى إعدادها بهدف إطلاق حوار بين الأطباء ومرضاهم وتأمين علاجات طبية عالية المستوى مع تجنب النفقات غير الضرورية.
وللحملة جمعيات شريكة أخرى، من بينها الجمعية الطبية في مقاطعة كيبيك (Association médicale du Québec) التي يقول رئيسها، الدكتور لوران ماركو، معلقاً على مسألة تجنب النفقات الطبية غير الضرورية، "يمكننا توفير ما يصل إلى خمسة مليارات دولار في مقاطعة كيبيك. هذا مبلغ هائل، هائل". وكمثل معبر عن النفقات الطبية غير الضرورية، يشير الدكتور ماركو إلى فحوصات وإجراءات طبية عالية الكلفة في حالات آلام أسفل الظهر.
ومن جهته يشير رئيس جمعية "تحالف المرضى من أجل الصحة" (Alliance des patients pour la santé) في مونتريال، جيروم دي جيوفاني، إلى تأثير ضيق وقت الطبيب على قراراته، فيقول "للطبيب وقت قليل جداً للاستماع للمريض حول العوارض التي يشعر بها وحول ما يقلق باله، فيستسهل إخضاعه لفحص طبي أو وصف دواء له".
يبقى أخيراً أن الوقاية هي الأقل كلفة، فالدرهم منها خير من قنطار علاج.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.