مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة مع فادي الهاروني وبيار أحمراني وسمير بدوي.
علق الصحافي في لودوفوار سيرج تروفو على نتائج الانتخابات البلدية الفرنسية وخسارة الاشتراكيين فيها . فرأى أن المرشحين الاشتراكيين الذين فازوا في الدورة الأولى ، علقوا آمالا كبيرة على تحرك الاشتراكيين للتصويت في الدورة الثانية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لكن يبدو بحسب النتائج أن الأمر لم يحصل ما أدى إلى خسارة فادحة مني بها الاشتراكيون .
وهذا الامتناع الكثيف عن التصويت صب بصورة واضحة في مصلحة الاتحاد من أجل أكثرية رئاسية وكذلك في مصلحة الجبهة الوطنية وبصورة أقل لحزب الخضر الذين فازوا في غرونوبل .
ورأى تروفو أن الحصاد الانتخابي الذي حققه التحالف من أجل أكثرية رئاسية أدى إلى إعادة توازن القوى مع الحزب الاشتراكي وسائر الأحزاب . وماذا عن الجبهة الوطنية ؟ لقد أكدت الدورة الثانية ترسيخ وجودها على الخارطة السياسية فإضافة إلى فوزها برئاسة اثنتي عشرة بلدية تمكنت من إيصال أكثر من ألف مستشار بلدي في عدة مدن فرنسية .
ويتابع سيرج تروفو :
إزاء فداحة الخسارة وعمق الاستياء اضطر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى فعل ما لا يحب فعله عادة أي اتخاذ قرار سريع ففي أقل من يوم أقال رئيس حكومته الباهت هيرو ليفسح المجال أمام ترئيس أكثر الاشتراكيين شعبية ، وزير الداخلية مانويل فالز الذي لا يحظى بإجماع الاشتراكيين لكونه يمثل تيار اليمين في أوساط الحزب الاشتراكي ما يعني أننا سنسمع قريبا جدا أصوات التنديد وسنشهد ربما بعض الاستقالات وصراعات داخلية بين الأقطاب الطامحين إلى الرئاسة . باختصار ، يخلص سيرج تروفو في لودوفوار : المعركة ستكون عنيفة .
وإلى "لا بريس" الصادرة في مونتريال حيث تناول كاتب العمود أندريه برات الحملة الانتخابية في مقاطعة كيبيك في مقال بعنوان "ثلاثة أسباب للتصويت لصالح الحزب الليبرالي"، فكتب يقول: الحملة الانتخابية تشرف على نهايتها وعدد كبير من الأشخاص فرحون لذلك لأن المناظرات التي تخللتها هذه الحملة لوثتها الديماغوجية.
ومن ركام الاتهامات والتلميحات على الناخب الكيبكي أن يستخلص الرهانات الأكثر أهمية والتي سيعتمد عليها لتحديد تصويته يوم الاثنين المقبل.
وحسب رأيي تابع أندريه برات إن الرهانات التي تدعونا للتصويت لصالح الحزب الليبرالي ثلاثة: الازدهار ومخاطر الدعوة لاستفتاء جديد واحترام حقوق الأقليات.
قبل أي شيء آخر، الكيبكيون مهتمون بالوضع الاقتصادي الهش للمقاطعة. وإذا كانت جميع الأحزاب قد وضعت في سلم أولوياتها الملف الاقتصادي فإن هذا الشأن تدنى بسرعة إلى المرتبة الثانية مع بروز الخشية من الدعوة لاستفتاء جديد والانزلاقات حول شرعة القيم والهجمات المؤذية من هذا الطرف أو ذاك.
خلال الأشهر الاثني عشرة الأخيرة فقدت مقاطعة كيبك ما يقرب من 50000 وظيفة بدوام كامل، وفي عام 2013 كانت حركة النمو أضعف مرتين في كيبك مقارنة ببقية المقاطعات الكندية.
مجموعة من العوامل تقف وراء هذا التباطؤ غير أن مشاعر القلق التي سببتها السياسات غير المدروسة لحكومة بولين ماروا ساهمت دون شك في هذا القلق.
ورغم إعادة التركيز التي اعتمدت خلال الأشهر الأخيرة فإن مشاعر القلق ما تزال قائمة.
في المقابل، وضع الحزب الليبرالي في كيبك في مقدمة أولوياته الانتخابية إيجاد فرص عمل جديدة في المقاطعة.
ويقف إلى جانب زعيم الحزب الليبرالي فيليب كويار فريق كفوء لا يخفي أفكارا مبطنة حيال المؤسسة الخاصة واستغلال الثروات الطبيعية.
أخيرا، إن البرنامج الليبرالي أكثر واقعية من برنامج حزب التحالف من أجل مستقبل كيبك هذا رغم أن زعيم حزب التحالف من أجل مستقبل كيبك فرنسوا لوغو قدم أفكارا مهمة وخاصة مشروع السان لوران الذي استلهم منه الحزب الليبرالي في مجال استراتيجيته البحرية.
إن الكيبكيين رفضوا مرتين انفصال المقاطعة عن الفدرالية الكندية الذي اقترحه الحزب الكيبكي. وفي كل مرة تسبب هذا النقاش بتحطيم صداقات وتمزيق عائلات.
وغالبية الكيبكيين لا يرغبون بإعادة استرجاع مثل هذه الصدمة. ورغم الغموض الذي اعتمدته بطريقة ذكية زعيمة الحزب الكيبكي بولين ماروا فإنه من الواضح أنه في حال حصول الحزب الكيبكي على غالبية فإنها ستعمل كل ما بوسعها أن تحرك شعبية حول مشروعها.
ويتابع برات مقاله في صحيفة لابرس إن الوزراء درانفيل وليزيه ودوشين وغيرهم لم ينطلقوا في السياسة لإدارة مقاطعة ويعلمون أن شيخوخة السكان تلعب ضد مراميهم وهم لن يترددوا في جعل هذا الاستفتاء محاولتهم النهائية.
إن المقاطعة ليست بحاجة لحكومة لا تطلق النقاش حول مستقبل كيبك فحسب لكنها بحاجة لحكومة تلعب دورا بناء ضمن الفدرالية الكندية.
وعلى خلاف حزب التحالف من أجل مستقبل كيبك بزعامة فرنسوا لوغو فإن الحزب الليبرالي بزعامة فيليب كويار يفهم أن انتماء كيبك لبقية كندا هو بمثابة كسب وليس خسارة.
إن الشعار الانتخابي للحزب الكيبكي يعلن أن الحزب سيجعل من كيبك مكانا أكثر انفتاحا. لكن كيف يمكن التوفيق بين شرعة القيم التي هي بمثابة فزاعة موجهة نحو آلاف الكيبكيين من أصول كندية فرنسية أو المهاجرين الذين يمارسون دينا معينا؟ إن منع الشعائر الدينية بالنسبة لجميع الموظفين في مؤسسات حكومية هو إجراء مبالغ فيه لا يستند إلا على مخاوف بدون معنى من قبل البعض وعلى أحكام مسبقة جائرة من قبل آخرين.
قلنا وكررنا أكثر من مرة إن غالبية الإجراءات التي تتضمنها الشرعة تشكل إجماعا وكان بالإمكان الموافقة عليها بسرعة في الجمعية الوطنية برلمان كيبك.
فقط تحريم الشعائر الدينية كان بمثابة مشكلة وهو فعلا مشكلة لأنه انتهاك فاضح لحرية الدين المحمية من شرعتي الحقوق الكندية والكيبكية.
إن النقاش حول شرعة القيم قسم المجتمع الكيبكي وتسبب بقلق وحزن ضمن الجاليات الثقافية. وفي حال عودة الحزب الكيبكي للسلطة بغالبية فإن منع الشعائر الدينية يصبح حقيقة مع تداعيات سلبية وخاصة جذب المهاجرين وتكيفهم في كيبك.
وفي هذا الملف قام الحزب الليبرالي بالدفاع عن حقوق الأقليات. إن هذا الموقف ليس على ما أعتقد الأكثر شعبية لكنه الأكثر عدالة. إن المقاربة الليبرالية تشجع الاندماج المنسجم للمهاجرين في المجتمع الكيبكي.
ويختم أندريه برات مقاله في صحيفة لابرس بالقول لمجمل هذه الأسباب التي تدعو للتصويت للحزب الليبرالي يضاف إليها اعتبار استراتيجي : في غالبية الدوائر الانتخابية المرشح عن الحزب الليبرالي هو الأفضل موقعا في التغلب على مرشح الحزب الكيبكي وانطلاقا من السياسات المضرة التي اعتمدتها حكومة الحزب الكيبكي بزعامة بولين ماروا على مدى الأشهر الثمانية عشر الأخيرة لذا يتوجب قبل كل شيء تفادي إعادة الحزب الكيبكي للسلطة يختم أندريه برات مقاله في صحيفة لابرس.
ونبقى مع "لا بريس" حيث تناولت كاتبة العمود أريان كرول ما اعتبرته غياب ملف التربية عن الحملة الانتخابية الحالية في مقاطعة كيبيك. فكتبت أن التربية التي تحتل المرتبة الثانية من حيث حجم النفقات الحكومية في كيبيك، بعد الصحة، لمعت بغيابها في هذه الحملة الانتخابية منذ انطلاقها في الخامس من الشهر الفائت. صحيح أنه من غير السهل قطع وعود في مجال التربية يمكن تنفيذها خلال ولاية حكومية واحدة، لكن هذا لا يفسر كل الأمر، تقول الكاتبة.
هل نحن مستعدون، كمجتمع، لنجعل من التربية أولوية فعلية، أي خياراً نكون منسجمين معه، حتى على حساب اعتبارات أخرى؟ هكذا يجب طرح السؤال، ترى كرول.
أما التحدث عن إلغاء اللجان المدرسية أو إلغاء مناصب في وزارة التربية، فهذا لا يمكن إدراجه في خانة تناول موضوع التربية.
وتمضي الكاتبة بالقول إنه ساد انطباع، بسبب الحراك الطلابي في مقاطعة كيبيك قبل عامين، بأنه جرى التطرق كثيراً لملف التربية في الحملة الانتخابية السابقة في صيف 2012. لكن ما جرى تناوله بشكل رئيسي آنذاك هو ملف الجامعات. الموضوع بالغ الأهمية، لكنه لا يمثل سوى جزء من المعادلة، تقول كرول. فبتركيز النقاش على الأقساط الجامعية نسينا، وبسهولة، أن من يصل من الطلاب إلى هذه المرحلة التعليمية يكون قد حصل على الدعم والتأطير الضرورييْن خلال مسيرته المدرسية، أو أنه يتمتع بقدرات صلبة بما يكفي لاجتياز أي نظام مدرسي. ولكن ليست تلك حال جميع الطلاب.
والأمر نفسه ينطبق على دخول المعاهد وبلوغ آخر سنة من المرحلة الثانوية. هذه المرحلة الثانوية التي يجب أن يتمكن المزيد من الكيبيكيين من إنهائها. وتضيف كرول أن المكان الذي يجب الانطلاق منه في مساعدة الطلاب الذين يعانون مصاعب في الدراسة هو المرحلة الابتدائية. وإذا ما تأملنا في حجم التسرب المدرسي لتبين لنا أن الجهود المبذولة غير كافية بنسبة كبيرة.
وربما هذا ما يفسر أننا لا نسمع عن التربية سوى القليل في هذه الحملة الانتخابية، تتابع كرول. فمعدل التسرب المدرسي، كما هي حال الانتظار مطولاً في أقسام الطوارئ في المستشفيات، يشكل حرجاً يتجنب مواجهته أكثر من زعيم سياسي. إذ كيف يمكن الادعاء بزيادة معدل التخرج دون إدخال التعديلات الضرورية؟
جعل التربية والنجاح المدرسي أولوية يستلزم توفير الخدمات الضرورية للطلاب الذين يعانون مصاعب في الدراسة ومحتويات محفزة للطلاب الموهوبين. لنضع مواقيت دراسة تنسجم مع حاجات الأحداث، ولنجعل من التعليم مجالاً جذاباً قادراً على منافسة قطاعات أخرى لجذب أفضل المرشحين، ولنقم بتعبئة أولياء الطلاب، تقول كرول.
التربية أمر هام للكثير من الناخبين. لكن هل تأتي في رأس أولويات الكيبيكيين؟ الجواب هو "لا" بحسب استطلاعات الرأي التي أجريت قبل بدء الحملة الانتخابية وفي مطلعها. وما من أمر رأيناه وسمعناه في السنوات الأخيرة يحملنا على الاعتقاد أن تلك الاستطلاعات قد أخطأت، تختم أريان كرول في "لا بريس".
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.