جرت مطلع الأسبوع احتفالات رسمية وشعبية في أماكن متفرقة من العالم تخليدا لذكرى ضحايا الإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا عام 1994 وذهب ضحيتها ما يقرب من ثمانمئة ألف شخص.

وفي العاصمة الرواندية كيغالي أضاء الرئيس الروندي بول كاغامي شعلة تخليدا لأرواح الضحايا وستبقى هذه الشعلة مضيئة مئة يوم أي طيلة الفترة التي استمرت فيها عمليات الإبادة الجماعية.

وألقى الرئيس الرواندي بول كاغامي خلال الاحتفال تخليدا لضحايا المجزرة الجماعية الذي أقيم في الملعب الرياضي الكبير في كيغالي بحضور عدد من الرسميين الأجانب والمحليين والأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون وعدد كبير من الروانديين أكّد فيها أنه كان من الواجب تلافي ما حصل في وقت اعترف فيه الأمين العام للأمم المتحدة بأن الأسرة الدولية يسكنها الخجل بشكل دائم لأنها لم تفعل ما يتوجب عليها أن نفعله للحؤول دون وقوع المجزرة ووضع حد لها على الأقل.
يشار إلى أن ضحايا المجزرة هم في غالبيتهم من قبيلة التوتسي التي هاجمها متطرفون من قبيلة الهوتو.
ومما جاء في كلمة الرئيس الروندي كاغامي:
لا توجد أية دولة في إفريقيا أو سواها في أي مكان آخر من العالم ترغب أن يحصل فيها ما حصل لرواندا.
وتابع قائلا: بينما نحن هنا نخلد ذكرى الذين سقطوا ضحية للمجازر نخلد أيضا ذكرى الذين بقوا أحياء لكنهم ليسوا بيننا حاليا, نحيي أيضا الروح الرواندية التي لا تقهر والتي بفضلها بقينا على قيد الحياة وبفضلها نجدد بلدنا.
إن الأشخاص الذين خططوا للمجزرة ونفذوها كانوا روانديين غير أن التاريخ والجذور تتجاوز بلدنا. لذا يواصل الروانديون مطالبتهم بالتفسير الكامل لما حصل.
نقوم بذلك بكل تواضع كبلد شبه مدمر.
كما تطرق كاغامي للدور الذي لعبته فرنسا في عملية الإبادة الجماعية كقوة استعمارية سابقة هذا الدور الذي بقي غامضا وهو في صلب خلاف بين البلدين.
يشار إلى أن الرئيس كاغامي في مقابلة مع مجلة Jeune Afrique نشرت منذ يومين أكّد خلالها أن فرنسا كان لها دور سياسي مباشر في تحضير المجزرة ودور في تنفيذها.
كما اعتبر أن عددا من مرتكبي المجزرة وجدوا ملجأ لهم في فرنسا وأشار إلى أن واحدا فقط من مرتكبي المجزرة جرت محاكمته في فرنسا ليحكم بالسجن خمسة وعشرين عاما.
على صعيد توتر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فقد ألغت فرنسا حضور وزير عنها في الاحتفالات واكتفت بحضور السفير الفرنسي في كيغالي الذي ألغت السلطات في آخر لحظة دعوته للاحتفال.
من جهته أشاد بان كيمون بعمل وشجاعة موظفي الأمم المتحدة الذين بقوا في رواندا ولم يغادروها خلال المجزرة مضيفا أنه كان باستطاعة الأمم المتحدة أن تفعل أكثر مما فعلته.

يشار إلى أن قوات الأمم المتحدة القبعات الزرق MINUAR التي كانت بقيادة الجنرال الكندي روميو دالير (عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الليبرالي حاليا) سحبت من رواندا رغم إصرار قيادة الأركان على الأرض على إرسال تعزيزات دولية لوضع حد لعمليات الإبادة الجماعية التي استمرت أكثر من ثلاثة أشهر.
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.