” فكرة عفا عليها الزمن ”

استمعوا

تحت عنوان " فكرة عفا عليها الزمن " علقت الصحافية ليزيان غانيون في لا بريس على تراجع فكرة الانفصال والاستقلال في مقاطعة كيبيك ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية . قالت :

طبعا الأفكار لا تموت كما قال رئيس الحكومة المنتخب فيليب كويار بكل لباقة ، في إشارة إلى فكرة الانفصال والاستقلال . ومن الممكن أن نتخيل مثلا أن تعود الاشتراكية يوما كإيديولوجية مهيمنة في فرنسا بعد أن استبدلها الرئيس فرانسوا هولاند بالاشتراكية الديموقراطية ورئيس الحكومة بالاشتراكية الليبيرالية والذي يتمنى حتى تغيير اسم الحزب الاشتراكي . هل اضمحلت كل تلك الأفكار الكبيرة ؟ ربما لا ولكن فلنقل إن انبعاثها من جديد أمر مشكوك فيه فالعالم قد تغير .

والأمر نفسه ، تقول ليزيان غانيون ، ينطبق على فكرة الاستقلال : فهي لم تمت نهائيا ولكن لا بد لنا من الملاحظة أنه قد عفا عليها الزمن باعتراف كبار دعاة الانفصال والاستقلال هنا في كيبيك .

وتتابع غانيون : إن فكرة الاستقلال التي سميت بطريق استراتيجية بالسيادة ، لم تستقطب يوما سوى أقلية من الناس وحتى مؤسس الحزب الكيبيكي الاستقلالي رينيه ليفيك كان لا يرى إمكانية تحقيقها إلا في إطار شراكة مع باقي كندا . إضافة إلى ذلك فإن غالبية الكيبيكيين لم يريدوا يوما إجراء استفتاء حول الانفصال وقد فرض عليهم استفتاءا العامين ثمانين وخمسة وتسعين .

وتعتبر ليزيان غانيون أن ما تغير خلال السنوات الماضية هو أن فكرة الاستقلال المثالية لم تعد تملك قدرة حشد المؤيدين وأن الأقلية التي ما زالت تؤمن بها فقدت اندفاعها العاطفي ، بسبب العمر ربما  سيما وأن الفكرة لم تعد تغري الشباب .

من هنا فالرفض القاطع للاستقلال الذي تجلى بوضوح في نتائج الانتخابات الأخيرة ليس جديدا إنما يندرج في إطار التراجع المستمر للفكرة يوما عن يوم . وتذكر غانيون أن كل مرة فاز فيها الحزب الكيبيكي بالسلطة كانت عبر إخفائه هدفه الأول خلال الحملة . ومنذ العام ثمانين أفادت كل استطلاعات الرأي أن غالبية الكيبيكيين ترفض الاستفتاء ما يعني رفضها الاستقلال لأنه لن يتحقق إلا عبر الاستفتاء وليس بالسلاح . وبكل بساطة كان الكيبيكيون يعارضون الاستفتاء حتى لا يضطروا إلى معارضة الاستقلال علنا  تختم ليزيان غانيون مقالتها في لا بريس .

فئة:سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.